لماذا تمد إيران يدها للسعودية وتمد خنجرها في كوردستان ؟

قلم ( كامل سلمان )

نعم تمد يدها للسعودية لأنهم ذاقوا مرارة السعوديون الف مرة منذ ١٤٠٠ عام والسعوديون يذيقون الإيرانيون مرارة تلو المرارة ، حتى ان ايديهم شلت مخافة المواجهة مع السعوديون ، فالتنازل عندهم اطيب من العسل ، بل يعتبرون المصالحة مع السعودية عيد وفرحة عارمة ونسوا كل ما كانوا يصرخون به من ظلم آل سعود ليصبحوا اذلاء من جديد امام آل سعود كما كان آباءهم من قبل … لقد حاولوا مراراً وتكراراً التحرش بالسعودية ولكن في كل مرة ترد اياديهم الى نحورهم نازفة مشلولة ، فعرفوا انفسهم انهم عاجزون ولم يبقى من سبيل امامهم الا الخضوع ، و سيلبون كل الشروط السعودية فقط ليرضوا عنهم وحتى النووي سيطمروه في التراب اكراماً للعقال السعودي … اما مع كوردستان فأن خنجرهم سيغرز في العمق ، في عمق كيان كوردستان تجميلاً لسمعتهم التي تعرضت للإهانة وتعويضاً لما أصابهم من خيبة …. هذه هي إيران وهذه هي حقيقتها ، لا يستطيعون العيش بسلام مع جيرانهم ومع المجتمع الدولي فأما ان يكونوا أذلاء خاضعين او ان يكونوا وحوشاً مفترسين لغيرهم . وللأسف جعلتهم الظروف والوضع الدولي والاقليمي سباع ضارية على جيرانهم الكورد المسالمين ، فلو ان قيادات الكورد كانوا متكاتفين متعاضدين وكانوا يردون التحرش الفارسي بقوة لبسطت إيران يدها ذليلة للكورد مثلما فعلت مع السعوديين ، فليس الكورد أمة ضعيفة ولكنهم ليسوا متوحدين ولا يملكون الكيد والغدر والصلابة مثلما عند السعوديين ، فإيران هذا هو حجمها الحقيقي ، هذا الذي ترونه امام السعودية ، فقط جعجعة فارغة .
عندما تتوحد القيادات الكوردية وتسل الخنجر الإيراني من جسدها وتتعامل بصلابة مع التحرشات الإيرانية حينها سيرون بأم أعينهم التوسلات الإيرانية عندها فقط سيدرك القادة الكورد كم كانوا واهمين عندما أعطوا للإيرانيين هالة كبيرة بما لا يستحقونها وسيدركون كم كان ظلمهم لشعبهم الكوردي طوال هذه السنين بسكوتهم على التحرشات الإيرانية المذلة ، ، أنا لا أشكك بحب القيادات الكوردية ووفاءهم لكوردستان ولشعب كوردستان ولا أشكك بحنكتهم السياسية ولكني أشكك بسوء تقديرهم لقوة عدوهم وسوء تقديرهم لقدرات شعبهم العظيمة ، وسوء تقديرهم هذا أوقعهم في حسابات غير صحيحة ، فما زال الشعب الكوردي متمسك بقياداته ومازالت الامة بخير ومازالت القيادات الكوردية تبلي بلاءاً حسناً على جميع الأصعدة ولكن تصحيح المواقف وليست كل المواقف لها ضرورة وأولوية . فلتكن حرمة أرضنا وكرامة شعبنا خط أحمر أمام الاعداء مهما ازدادت شراسة وقوة الاعداء ، فالشعب الكوردي لا يستحق السكوت على التجاوزات التي تطال ارضه وحرمته .
نحن أحوج ما نكون الى ترميم البيت الداخلي لكوردستان فهذا الترميم هو الضمانة لإعادة الهيبة الى كوردستان وكف يد الطامعين وعبثهم بأمن وأمان الشعب الكوردي ، وهذا الترميم لا يأتي بضربة حظ بل هو جهد حثيث مطلوب من الجميع فالأحداث الاقليمية تتسارع وكل هذه الاحداث تصب بمصلحة الشعب الكوردي لو تمعنا فيها جيداً . انظروا الى إيران انها تصغر بمكانتها يوماً بعد يوم ، فها هي اليوم صاغرة امام السعودية مدت يدها لتلملم جراحها وهذه هي تركيا تتوالى عليها المصائب والضعف والصراعات الداخلية والانهيارات الاقتصادية والسياسية ، فللكورد حظ عظيم اليوم لا ينبغي تجاهله . ولنا في بعض المناسبات العظيمة وخاصة مناسبة اعياد النوروز المباركة فرصة سانحة لمد يد المصافحة وتعزيز الجبهة الداخلية فأن حجم المسؤولية تتطلب كل انواع التنازل بعضنا لبعض والا سيكون تنازلنا للأعداء هو البديل وسيبقى الخنجر الإيراني ينزف دماءنا الزكية من جديد .

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here