الشباب يتطلعون لمستقبل أفضل بعد مرور عقدين على حرب 2003

ترجمة: حامد أحمد

أشار تقرير أميركي الى انه في الوقت الذي يشكل فيه الشباب الذين ولدوا اثناء فترة الحرب التي بدأت في 20 آذار 2003 او قبلها ببضع سنين نصف تعداد نفوس العراق الحالي البالغ 40 مليون نسمة، فان كثيرا من العراقيين الاخرين يتذكرون ما خلفته الحرب من فراغ أمني ورعب وعنف لا يمكن نسيانه.

واستنادا لمعهد واتسون للشؤون الدولية في جامعة براون فانه خلال الفترة ما بين 2003 و2019 قتل ما يقارب من 300 ألف عراقي غالبيتهم من المدنيين، وهي مرحلة تخللتها أزمات بطالة وعنف طائفي وإرهاب، وسنوات من دون تجهيز طاقة كهربائية يعتمد عليها أو خدمات عامة اساسية أخرى ما يزال يعاني منها العراقيون لحد الان.

مع ذلك يرى العديد من الشباب العراقيين انه برغم استيائهم من فقدان البلد للاستقرار بعد الغزو، فان الحرب أصبحت من الماضي وانهم يأملون في توفر فرص لهم لتحقيق احلامهم.

وكان الإرهاب قد انتشر في البلد بعد فترة وجيزة من الغزو الاميركي للعراق وتمثل ذلك بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي نشأ منه فيما بعد تنظيم داعش الإرهابي.

وفي العام 2014 بسط التنظيم الإرهابي سيطرته على مساحات واسعة من العراق والجارة سوريا، مرتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ما استدعى على إثرها عودة القوات الأميركية مرة أخرى للبلد نجمت عنها خسائر واسعة بين مدنيين يصعب احصاؤها.

وقالت منظمة (هيومن رايتس ووتش) في بيان لها عن الذكرى السنوية العشرين للغزو الأميركي للعراق بان عراقيين أبرياء كانوا ضحية نظام دكتاتوري، مع ذلك فانهم دفعوا وما يزالون يدفعون ثمن تلك الحرب، مشيرة الى انه ما يقارب من نصف مليون شخص قد فقد حياته مع تشريد الملايين واعداد لا تحصى من المدنيين الذين عانوا من ويلات الحرب.

ودعت هيومن رايتس ووتش جميع الأطراف المشاركة في الحرب لتعويض الضحايا ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من الإرهابيين.

ودعت المنظمة الحكومة العراقية بان تحمي حرية التعبير ليتمكن العراقيون من التعبير بحرية عن حالات الاستياء والتعبير عن مطالبهم في سبيل مستقبل بلادهم.

صفاء رشيد 26 عاماً، كان طفلا عندما دخلت القوات الأميركية العاصمة بغداد في 2003، يقول “الحرب خلفت بلدا ذا دولة ضعيفة وكان عرضة لصراعات داخلية وخارجية على السلطة، اما اليوم فان الوضع مختلف ويمكن للشباب ان يكون لهم دور لإصلاح الأمور”.

نور الهدى سعد 26 عاماً، ناشطة سياسية وطالبة دراسات عليا، تقول ان الشباب من جيلها قاد احتجاجات استنكارا للفساد المستشري في البلد وللمطالبة بخدمات ويسعون لإقامة انتخابات أكثر شمولية، مؤكدة بأنهم لن يتوقفوا الى ان يتمكنوا من بناء عراق أفضل.

تقول سعد، “بعد الغزو الأميركي الذي حدث في 2003 فان الأشخاص والاحزاب الطافية التي جاءت للسلطة لم يفهموا حقيقة الشراكة الديمقراطية في الحكم، شباب من جيلي عاشوا في هذه البيئة وهم يحاولون تحقيق تغيير للوضع، الحكومات المتعاقبة فشلت في استرجاع خدمات عامة أساسية وفشلت في تأسيس دولة ديمقراطية حقيقية لما بعد مرحلة الغزو”.

خلال الفترة ما بين 2019 و2020 خرج عراقيون ممتعضون، خصوصا من الشباب، الى الشوارع في انحاء مختلفة من البلاد احتجاجا على الفساد ونقص الخدمات العامة، وبعد مقتل أكثر من 600 شاب من المحتجين على يد قوات امنية ومسلحين وافق البرلمان على اجراء سلسلة من التغييرات على قانون انتخابات مصمم لفسح المجال لمزيد من الأحزاب الصغيرة والمستقلين للمشاركة في السلطة.

رئيس الوزراء العراقي الجديد، محمد شياع السوداني، الذي استلم السلطة في تشرين الأول من العام الماضي، وهو سابع رئيس وزراء للعراق منذ أواسط عام 2004، قال ان بناء الثقة بين الشعب والحكومة ستكون من اهم أولوياته.

وقال السوداني “نريد ان نرى نتائج ملموسة، فرص عمل وخدمات وعدالة اجتماعية. هذه هي أولويات مطالب الشعب العراقي”.

وقال السوداني في حديث لمجلة (فورن بوليسي) ترجمته (المدى): إن “اهم التحديات التي نواجهها هي استرجاع ثقة الشعب بالحكومة. لقد فقدوا ثقتهم بالطبقة السياسية على نحو كامل”.

عن: صحف ووكالات عالمية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here