الربيع او النوروز آية من آيات الله في القرآن الكريم (ح 4)

الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة لمقالاتنا الأربعة السابقة في ربيع العام الماضي في موقع صوت العراق بنفس العنوان: ليس كل سنة حسنة قبل الإسلام تحرم على المسلم عندما لا يأتي بها تحريم. جاء في بحار الأنوار: من السنن التي کانت في الجاهلية فأقرها الإسلام سمعت ابن أبي ليلى يقول کأنت الدية في الجاهلية مائة من الإبل فاقرّها رسول الله، يا علي، إن عبد المطلب سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله له في الإسلام، إلي إن قال: و سنّ في القتل مائة من الابل فأجرى الله ذلک في الإسلام. سنن عبد المطلب اعرفها قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: يا علي إن عبد المطلب سن في الجاهلية سنن أجراها الله له في الإسلام حرم نساء الآباء على الأبناء فأنزل الله قوله “ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء” (النساء 22) ووجد كنزا فأخرج خمسة وتصدق به فأنزل الله قوله “واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه” (الانفال 41) ولما حفر زمزم سماها سقاية الحاج فأنزل الله قوله “أجعلتم سقاية وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر” (التوبة 19) وسن في القتل مائة من الابل فأجرى الله ذلك في الإسلام ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن فيهم عبد المطلب سبعة أشواط فأجرى الله ذلك في الإسلام ياعلي، إن عبد المطلب كان لا يستقسم بالأزلام ولا يعبد الاصنام ولا يأكل ما ذبح على النصب ويقول أنا على دين أبي إبراهيم.

جاء عن موقع العتبة الحسينية المقدسة عيد النيروز حقيقة أم أسطورة؟ للكاتب حسين الخشيمي: بفرح غامر، تستقبل أعداد كبيرة جداً من المسلمين ما يعرف بـ عيد النيروز الذي يصادف في 21 مارس/ آذار من كل عام، غير أنه لا يزال رغم قدمه، محل جدل كبير بين رافضٍ ومؤيد. واسناداً إلى نصوص تاريخية ودينية مأثورة، يعتقد الطرفان، بفكرة شرعية الاحتفاء بهذا اليوم، سواء كان هذا الطرف دينياً أو مدنياً أو غير ذلك. متبنو الفكرة الدينية يستندون إلى رواية ذكرها العلامة المجلسي رحمه الله في كتاب بحار الأنوار، وتحديداً في الجزء الخامس، من الصفحة 237. إذ يجيب الإمام الصادق عليه السلام على تساؤل المعلى بن خنيس الكوفي، بقوله: يا معلى يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله ميثاق العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وأن يدينوا برسله وحججه وأوليائه عليهم السلام. غير أن الرواية محل حديث العلماء، كون الراوي وهو المعلى بن خنيس ضعيف جداً، ولا يعوّل عليه، كما اعتبره النجاشي صاحب أهم وأشهر الاصول الرجالية للشيعة الامامية. كما في رواية أخرى ترد عن الإمام الكاظم عليه السلام، ذكرها العلامة المجلسي أيضا، والتي تتحدث عن دعوة أحد الخلفاء العباسيين للإمام بغية استقبال الناس كجزء من الاحتفال بهذا اليوم، لكن الإمام رفض ذلك، وهو ما يرجح أن يكون ورود بعض الأحاديث عن أهل البيت في هذا الصدد أمر تشوبه تأثيرات ضغوطات سياسية ربما تبتنها الدولة العباسية أو غيرها. النيروز ليس من الأعياد التأسيسية: وبحسب مركز الأبحاث العقائدية، التابع لمكتب المرجع الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، فإن عيد النيروز هو بإجماع المسلمين ليس من الأعياد التأسيسية التي جاء بها الاسلام، بل هو عيد تقريري. ويفهم مما ذهب إليه المركز، أن هذه المناسبة القديمة جداً، وظفت بالشكل الذي يتناسب مع أدبيات الدين الإسلامي بعيداً عن أي مظاهر أخرى رافقت هذه المناسبة منذ ولادتها. فقد وردت في كتب الأدعية المختلفة جملة من الأعمال المستحبة في هذا اليوم، ومنها الغسل والتطيب و الصوم و الصلاة و الدعاء. أسطورة كردية: أما عشرات الملايين من البشر الذين يحتفلون في بلدان آسيا والشرق الأوسط بهذا اليوم، فهم يعتقدون أن النيروز هو بداية السنة الجديدة حسب التقويم الشمسي، حيث يبدأ الاحتفال به في أول يوم من أيام الربيع الذي يصادف بداية تقويم السنة الجديدة في إيران وأفغانستان ومناطق كردستان وفي بعض بلدان آسيا الوسطى. فيما هناك رأي آخر يقول أنه بدأ قبل آلاف السنوات في مناطق فارس القديمة كاحتفال بقدوم الربيع وللاحتفال بتجدد الطبيعة بعد فصل البرد. ووفقاً لأسطورة “كردية”، فإن يوم النيروز هو اليوم الذي حصل فيه الأكراد على حريتهم بعد قام حداد شجاع يدعى كاوه بالقضاء على حاكم ظالم. وتجري في هذا اليوم، طقوس معينة منها إشعال النار والقفز فوق المشاعل للتخلص من الأمراض وسوء الحظ بحسب بعض الاعتقادات. غير أن المسلمين لا يقبلون بـ النيروز بعنوان أمر أتى به الإسلام، بل على أنه يوم يستحب فيه التعبد والخضوع إلى الله والتوجه إليه والتواصل بين الأحبة والأقرباء.

جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا: عدا إيران وأفغانستان، يحتفل بالنوروز عند كثير من شعوب آسيا الغربيّة حتّى التي لم تكن منها تحت السيطرة الإيرانيّة، وتختلف عادات الاحتفال من بلد لآخر. ومن هذا الشعوب شعوب القفقاس ودول بحر قزوين والشعب الباكستانيّ والشعب التركيّ. واحتفل الصيادون والفلاحون في ساحل شرق أفريقيا بالنوروز، ويدعى في السواحيلية بـالنيروزى. كما يحتفل الأكراد بهذا العيد، ويعدّونه عيداً قوميّاً، ويروون أنه اليوم الذي انتفض فيه الأكراد تحت راية كاوه الحدّاد ضدّ الملك الضحّاك. ويضيف الأكراد اليوم بعض المظاهر السياسية للنوروز للتأكيد على هويتهم الذاتية وتسليط الضوء على تاريخهم. النوروز اليوم: حسب اليونسكو، يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز. ومن مراسم النوروز تجهيز مائدة خاصة تسمى سفره ى هفت سين أي سفرة السينات السبع، التي تحتوي على سبعة أشياء تبدأ بحرف السين. ومن العادات الأخرى ظهور الحاج فيروز في الشوارع، ويرتدي في العادة لباسا أحمر ويصبغ وجهه بلون أسود، وبعدها يقوم بإنشاد قصائد شعبية. وفي جلسة في شباط 2010 م، قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه يوم نوروز الدولي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here