إلى السيد غالب الشابندر الذي بلغ من العمر عتياً ولا زال يجهل وجود الكورد كأمة و كوردستان وطنها

محمد مندلاوي

قبل أن أبدأ، الذي أطلبه من السيد غالب الشابندر أن لا يكون كالآخرين.. الذين ردينا عليهم كتابة، أو كتبنا لهم إيضاحات بالتفصيل الممل، ألا أن أحد منهم لم يرد علينا، بل أصبحوا كالنعامة وضعوا رؤوسهم في التراب وكأننا لا نعنيهم في تلك الردود والإيضاحات الذي عنوناها بأسمائهم وألقابهم، وهذا أن دل على شيء أنما يدل على أن جعبتهم فارغة في هذا الحقل الذي ورطوا أنفسهم ودخلوا فيه بدافع عنصري مقيت، فلذا داروا وجوههم أو أغمضوا عيونهم وصموا آذانهم حتى لا يرونا ولا يسمعونا. لكن بعد نشر هذه المقالة التوضيحية سأنتظر هل أن الأستاذ غالب أولئك، أم لا سيرد علينا أو يوضح النقاط التي أثارها عن الكورد في ذلك اللقاء المذكور أدناه الذي سأناقش كل نقاطها التي خص بها الكورد واحدة بعد أخرى.
عزيزي المتابع، أجرت قناة “وان نيوس – 1 News” الفضائية في برنامجها “كلام معقول” لقاءاً حوارياً مع الأستاذ غالب الشابندر، كما أسلفت قبل قليل، نحن هنا في هذه الوريقات، سنناقش بعد قليل ما قاله الشخص المذكور في ذلك اللقاء عن الكورد وكوردستان ولا نناقش النقاط الأخرى التي لا تخص الكورد وكوردستان.
عزيزي القارئ اللبيب، في هذا اللقاء وفي لقاءات أخرى كرر ويكرر الأستاذ غالب الشابندر باستمرار: إنه شخص ماركسي، ويقول أن الماركسية لا زالت معشعشة فيه. نحن هنا سنرى ماذا تقول الماركسية التي تخالف ادعاءات غالب الشابندر 180 درجة. تقول الماركسية بكل وضوح ودون رياء وتدليس: وإذا لم نرفع شعار حق الانفصال ولم نجعله موضوعاً من مواضيع التحريض فأننا لا نخدم مآرب البرجوازية وحسب، بل نخدم أيضاً مآرب الإقطاعيين.. . أين غالب من هذا يا ترى؟. وتقول الماركسية على لسان معلمها بعد ماركس ألا وهو لينين 1870- 1924 في كتابه (لينين مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية): وسنرى فيما بعد، الأسباب الأخرى التي تجعلنا مخطئين إذا فهمنا من حق تقرير المصير أمة من الأمم شيئاً آخر غير حق الوجود كدولة قائمة بذاتها. أين أنت من هذا يا أستاذ غالب؟. سوف نرى يا غالب هل الذي قلته في سياق الحوار المشار إليه يناسب هذا؟. ويضيف المعلم لينين في المصدر المذكور: المقصود بحرية الأمم في تقرير مصيرها هو انفصالها كدول عن مجموعات قومية أخرى هو بالطبع تكوينها دولاً قومية مستقلة. ماذا تقول عن هذا يا سيد غالب؟. وفيما يتعلق بصيغة الاتحاد، يقول المعلم لينين: إن حرية الاتحاد تظل مجرد ادعاء باطل دون حرية الانفصال- فأن هذه الأحزاب تخون الاشتراكية. هنا نتساءل، هل يوجد لدى كائن من كان على وجه البسيطة نص أوضح من هذا عن احترام واعتراف بحقوق الآخرين؟. ويستمر فلاديمير ألييتش المعروف بـ(لينين): إن حق الأمم في تقرير مصيرها يعني بوجه الحصر حق الأمم في الاستقلال السياسي، في حرية الانفصال السياسي. انتهى الاقتباس. هل أن لينين كان أميناً مع هذه النصوص التي دونها في مؤلفه المذكور؟ بلا شك نعم، في عام 1923 وافق على تأسيس جمهورية كوردستان الحمراء، لم يسأل لينين هل أن الواقع الفعلي الذي يضعه غالب الشابندر كشرط أساسي للكورد إذا يطالبوا بحقوقهم مناسب لإعلان هذه الجمهورية أم لا، مع أنه لم يمر على انتصار ثورة أكتوبر سوى تسعة أعوام وعلى نهاية الحرب العالمية الأولى ثمانية أعوام، بينما مر الآن على تحرير العراق من براثن حزب البعث المجرم 20 عاما وعلى نهاية الحرب العراقية الإيرانية التي كانت 99% من ساحتها جنوب وشرق كوردستان 35 عاما. للعلم، أن جمهورية كوردستان ذات الحكم الذاتي استمرت إلى عام 1929 وقضى عليها وعلى غيرها من إدارات الأقليات في الاتحاد السوفيتي اللعين استالين. نكتفي بهذا القدر وألا هناك الكثير من هذه النصوص البديعة التي دون رياء؟ تنصف الشعوب المضطهدة بفتح الهاء. الذي نقوله للسيد غالب في هذه الجزئية، إذا يريد أن يكون ماركسياً حقيقياً يجب عليه أن يكون واضحة وصريحة ومستنبطة من روح هذه النصوص التي ليس فيها لا رياء ولا تدليس.
قال السيد غالب في نفس اللقاء: قد يكون تطرف عند الإخوة الأكراد إلى حد ما، ما يراعون وضع العراق الحالي.
ردنا على ما زعم غالب أعلاه: الطامة الكبرى أنه يُذيل اسمه في تلك اللقاءات ككاتب ومفكر؟. أ هذا كلام مفكر منصف؟ أم كلام قومي عروبي، أو كلام فارسي مستعرب ككل الفرس المستعربون في العراق صار عروبياً أكثر من العروبي القُحّ. إن غالب في لقاءاته يعرج أحياناً ويشرح شيئاً عن قواعد اللغة العربية، إذاً هو يعلم أن التطرف الذي ألصقه بالكورد ظلماً وبهتاناً يعني المغالاة، وهو أسلوب مدمر إلخ. يا ترى أين تطرف الكورد في تعاملهم ليس مع العراق لوحده بل مع الكيانات الأربعة التي تغتصب كوردستان وتضطهَد الشعب الكوردي المسالم؟. أليس وصف الكورد من قبل مفكر بالتطرف يعتبر عنف لفظي؟. عجبي، أ هذا مفكر بهذا الأسلوب.. يستخدم قلمه ولسانه كمحركي معرفة للشارع العراقي والعربي!!. هل أن السيد غالب لا يعلم علم اليقين أن جزءً من الشعب الكوردي ألحق قسراً بالكيان العراقي المستحدث بفوهة بندقية الجندي البريطاني، أن هذا البريطاني (الكافر) هو الذي خط حدود الكيان العراقي الذي يقدسها غالب والآخرون من أبناء جلدته ولا يريدون أن تمس، ويعشقون أن يعيشوا داخل حدود رسمها أيادي الذين يسموهم بالـ(كفار)؟؟؟!!!. ثم، ألم يعلم غالب أن جيشه العراقي.. على مدى قرن من الزمن يحرق مزارع الكورد، ويهدم قراهم ومدنهم وتستعرب ما تبقى منها عنوة، واستخدم العراق وجيشه.. ضد هذا الشعب المسالم قنابل النابالم، والغازات السامة، وأنفلهم، وهجرهم من داخل العراق، وإلى خارجه (إيران) أيضاً، وتم تصفية أبنائهم داخل معتقلات النظام العربي المجرم بدم بارد، ولم تسلم رفاتهم إلى ذويهم حتى الآن، وصادر الكيان العراقي الذي استحدثه (الكفار) عام 1920 ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة إلخ إلخ إلخ. بعد كل هذه الجرائم النكراء بحق الكورد يا غالب توسمهم بالمتطرفين، مع أنهم يطالبون بأقل من حقهم الذي نص عليه الكتب السماوية والقوانين الوضعية. ثم، مَن يجب عليه أن يراعي وضع مَن؟ أليس من واجب العراق أن يراعي هذا الشعب الجريح الذي غدر به بعد الحرب العالمية الأولى حيث أن الجميع ومنهم العرب أسس لهم الاستعمار (الكافر) كيانات سياسية تعنون كدول، وحُرم الشعب الكوردي العريق من تأسيس دولته القومية والوطنية أسوة بشعوب العالم الحرة. هل أن النظام الشيعي هو الآخر راعى وضع الشعب الكوردي الجريح؟، أم سار على نفس النهج العنصري المقيت الذي سار عليه نظام حزب البعث المجرم؟،الذين – النظام الشيعي- امتنعوا عن تطبيق أكثر من خمسين مادة في الدستور الاتحادي الذي أقسموا على القرآن أنهم سينفذوا بنوده في مواعيدها كما يجب. نذكر نموذجاً واحداً ألا وهو مادة 140 حسب الدستور وجب أن يطبق بحذافيرها عام 2007 لكننا الآن في عام 2023 والمادة موضوعة على الرف. ليس هذا فقط، بل وصلت بهم العنصرية والطائفية أنهم هجموا على جنوب كوردستان وحاولوا احتلاله مجدداً، والآن يرزح نصف مساحته تحت سلطتهم الجائرة.
وفي جزئية أخرى قال الشابندر: لا سامح الله صار اجتياح بالشمال هل يمكن أن يطرح نفس الحلول.
توضيحي على ما زعم الشابندر أعلاه: حقيقة لا أدري لماذا يَحمل غالب لقباً فارسيا؟ ويعني هذا اللقب كبير الميناء أو الترجمة الحرفية له ملك الميناء. ثم، هل أن المبلل يخاف من المطر؟. الذي يجتاح إقليم كوردستان – إذا حدث يكون احتلالاً وليس اجتياحا يا غالب- أن الجهة التي تحاول أن تحتل إقليم كوردستان تكون أما تركيا الطورانية، أو إيران الفارسية، أو سوريا البعثية القبيحة، وهذه الجهات كل واحدة منها تحتل جزءً من كوردستان، الكيان التركي اللوزاني يحتل شمال كوردستان، وإيران تحتل شرق كوردستان، وسوريا تحتل غربها، يا ترى من أي شيء يخاف الكورد عند وقوع هذا الاعتداء السافر؟، بلا شك أنهم لا يخسرون سوى أغلالهم التي كبلوا بها بعد الحرب العالمية الأولى من قبل (الكفار) بريطانيا وفرنسا. ثم، أن الأستاذ غالب ضليع باللغة العربية ليس مثلي غريبة عنه لغة العرب، يا ترى هل أن الاسم شِمال بالكسر الذي يعني اليسار عكس اليمين، أم الأصح شَمال بالفتح الذي يعني جهة الشَمال؟. الشيء الآخر، أليس يجب على الأستاذ المفكر أن لا يقول أي كلام يخالف دستور بلده؟ هل أن دستور العراق الاتحادي يقول شَمال أم يقول إقليم كوردستان دون لاحقة العراق؟؟. وفيما يتعلق بالحلول، بلا شك عند الاجتياح كما يسميه غالب لا يطرح نفس الحلول بل يطرح تأسيس الدولة الكوردستانية الديمقراطية وعندها يكون العالم مرغماً أخلاقياً على قبول الدولة الكوردستانية كعضو رقم 200 في منظمة الأمم المتحدة.
يقول غالب الشابندر: إن حل المسألة الكوردية أن يأخذ بنظر الاعتبار الواقع الفعلي للأكراد والواقع الفعلي للمركز – بغداد- والواقع الفعلي لدول الجوار. ويضيف: نحن نعرف كل دول الجوار لا تنسجم مع الدولة القومية للأكراد. ويزعم: أنا مع حق تقرير المصير، تقرير المصير نقطة أساسية وهي إحدى ادعاءات الفكر الإنساني، الفكر السياسي.
ردنا على ما زعم غالب أعلاه: دعنا من الاعتراف بدولة إسرائيل من عدمه. لماذا لا يأخذ الفلسطينيون بنظر الاعتبار الواقع الفعلي لدولة إسرائيل المطوقة بأعدائها العرب؟. لماذا لم يأخذ جنوب السودان الواقع الفعلي المر لدولة السودان، رغم إنه يحمل اسم الجهة الجنوبية لدولة السودان؟. قبل تأسيس جمهورية جنوب السودان شاهدت بعيني وسمعت بأذني الرئيس المصري حسني مبارك في قنوات التلفزة قال: لا أقبل بتأسيس دولة جنوب السودان. لكن الدولة تأسست ولم تأخذ الواقع الفعلي لحسني، ولم يفعل حسني أي شيء يذكر. لو نريد أن نفصل بالحديث هناك الكثير من هذا لماذا. ثم، أي واقع فعلي للمركز، أنت تقصد بالواقع الفعلي أن ينتظر الكورد حتى يقوى المركز عسكرياً واقتصادياً ومن ثم يهجم على الإقليم وينهي وجوده على الأرض، وكالعادة يقوم برشي بعض الدول ذات الشأن ببعض بواخر البترول ويسكتوا سكوت أهل القبور. يا هذا، لقد أنفل الكورد وضرب بالنابالم والكيماوي وهجر واستعربت مدنه إلخ لم يذكر أحد ما كل هذه الجرائم التي نفذت ضده من قبل العرب. ألا تلاحظ الآن جرائم الأتراك الطورانيون ضد الكورد والعالم اتخذ موقف المتفرج لأن تركيا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو وأوروبا وتفصل بين روسيا الاتحادية والغرب. ألم تشاهد بالأمس القريب حين أغتصب الجيش العراقي.. والحشد الشعبي مدينتي كركوك وخورماتو هل أدان أحد ما ما فعله الجيش العراقي.. والحشد الشعبي بالكورد؟؟. قبل أن ترد على هذه الجزئية، أعرف ماذا ستقول، لكني أسألك ما ذا يعني اسم كركوك باللغة العربية؟. إن بقية الجزئية أعلاه الذي قاله غالب لا يستحق الرد لأنه مجرد رياء ليس أكثر، لأن لحق تقرير المصير معنى واحد وليس عدة معاني وتفسيرات سوقية، وهذا المعنى يقول لنا أن تترك الشعب المعني يقرر مصيره لا غيره. دعني أقوله لك صراحة يا غالب، أنتم الشيعة طلعتم أكذب من السنة، أعني هنا القيادات الشيعية والسنية بكل صنوفها وليس عموم الشيعة والسنة.
يقول السيد غالب: ينبغي مراعاة التصحر، المشاكل الموجودة داخل الأكراد في العراق، في تصوري كسبوا ما لم يكسبه الأكراد في أي منطقة من المناطق الأخرى، لا في إيران ولا في تركيا، ولا في سوريا، وفي رأيي أن الحلم الأكبر لا يمكن أن يتحقق ألا أن يتحقق الأكراد مكاسب كبيرة في داخل كل دولة من هذه الدول الإقليمية التي تؤهلهم للدولة والحلم الكبير.
ردنا على ما زعم السيد غالب: كي يغمط الحق الكوردي يتذرع السيد غالب بالتصحر!. يا أستاذ لو كان العراق دولة بمعنى الكلمة هكذا يقال باللغة الدولة التي كنت فيها لاجئاً:” För all del av ordet” وليس كيان استحدثه عصا الساحر البريطاني، وجب عليه منذ أن استحدث عام 1920 أن يقرأ ما هي حقيقة وجود الدولتان على شرقه وشماله اللتان تأتي منهما 99% مياه العراق وسوريا – في الحقيقة المياه التي تأتي إلى كل من العراق وسوريا ليست تركية ولا إيرانية بل هي مياه كوردية كوردستانية 100% لأن كل منابعها تقع في أراضي عموم كوردستان؟- على أية حال. وجب على الكيان العراقي استعد لمثل هذا اليوم منذ قرن من الزمن، وذلك بحل القضية الكوردية حلاً شاملاً وعادلاً وأسس لنظام ديمقراطي صحيح وسليم وسلح نفسه بأسلحة متطورة إلخ. لو كان العراق لديه نظام سياسي رصين وجبهة داخلية رصينة وله علاقات دولية ممتازة وليس لديه مشاكل داخلية إلخ عندها لم تقدم الكيان التركي الطوراني على قطع المياه عنه أو بناء السدود على نهري دجلة والفرات، لأن النظام التركي الطوراني لا يفهم غير لغة القوة، لكن عندما يرى أن كل من العراق وسوريا كل منهما غرقان حتى أذنيه في مشاكل لها أول ما لها آخر هو الآخر يستغل هذه الظروف لصالحه ويتصرف بشكل عدواني ويقف في المربع المعادي للعرب كما تصرف أسلافهم السفاحون هولاكو، وجنكيزخان، وتيمورلنگ وتكون النتيجة كما تشاهد هذا اليوم الجفاف والتصحر، إذا استمر الوضع على هذا المنوال لا يستبعد أن يطالب الأتراك تبديل برميل ماء ببرميل نفط. فيا سيد غالب العلة منذ البدء فيكم وليس في غيركم. الآن بيدي كتاب باللغة الفارسية بعنوان ( قيام ايلام در عصر رضا شاه = ثورة عيلام في زمن حكم رضا شاه) في إحدى الوثائق التي برزها المؤلف يتحدث عن مشكلة المياه بين عراق وإيران تصور مشكلة المياه في عشرينات القرن الماضي بين العراق وإيران، أي قبل قرن من الآن، لكن العراق لم يأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار والسبب لأنه ليس دولة بل كيان سياسي استحدثه الاستعمار البريطاني خدمة لمصالحه الاقتصادية وغيرها. وفي ذات الجزئية يعرج السيد غالب باللغة ركيكة عن المشاكل بين الأكراد. يا سيد غالب يا أكاديمي أولاً الكورد وليس الأكراد، ثم أن الكورد داخل كوردستان وليسوا داخل العراق، سبق وقلت لك راجع الدستور الاتحادي ستجد اسم إقليم كوردستان بدون لاحقة العراق. صدقني أشفق عليك يا مفكر عندما أجدك تتكلم بهذه اللغة الفقيرة التي تظهر من خلالها أن معلوماتك حتى عن العراق ضحلة جداً عندما تقول: في تصوري كسبوا ما لم يكسبه الأكراد في أي منطقة من المناطق الأخرى، لا في إيران ولا في تركيا، ولا في سوريا. لماذا تجعلني أتكلم معك بأسلوب دار دور داران. بلا شك أن الكورد في شمال وشرق وغرب كوردستان لهم الحق أن يتوحدوا مع بعضهم بإضافة جنوب كوردستان ويؤسسوا دولة كوردستان، لكن بما موضوعنا العراق وجنوب كوردستان دعني أتعمق معك قليلاً في هذه الجزئية، يا مفكر ألا تعرف أن العراق في عام 1932 عندما أراد أن يصبح عضواً في عصبة الأمم وقع وزير خارجيته نوري السعيد على شروط القبول وفيها حقوق الكورد التي لم ينفذها العراق كما جاءت في شروط قبولها في المنظمة الدولية؟ وهذا يعني أن وضع الكورد الدولي في العراق – كما تقول- غير وضعهم في الأجزاء الأخرى. وبعد أفول نجم العصبة انتقلت كل أمورها إلى الأمم المتحدة التي صارت وريثتها الشرعية. ثم، أن شروط القبول قالت في ذيلها: لا يحق لأي قانون أو قرارات أن يلغي هذه الشروط. إن كلام السيد غالب في نهاية الجزئية أعلاه يشبه إلى حد كبير كلام القيادي الشيوعي العراقي كريم أحمد الداود عندما تحدث عن حق الكورد في تأسيس دولة كوردستان قال: يجب أن تحل القضية الكوردية في كل من إيران سوريا وتركية ومن ثم يتحدوا وعندها من خلال حزب البروليتاريا يحصلوا على حقوقهم أي تأسيس دولتهم. للعلم أن كريم أحمد الداود إنسان كوردي لكن الكوردي الذي يصبح شيوعياً يفقد انتمائه القومي الكوردي والوطني الكوردستاني ويصبح باسم العقيدة الماركسية مطية لغير الكورد بالمجان. لكي أكون دقيقاً، حتى أن الكوردي الإسلامي وليس المسلم هو الآخر يصبح مطية للعرب أو الفرس أو الأتراك باسم الإسلام، مع أن أولئك القوميات الثلاثة يستخدمون الإسلام لمآربهم القومية.
وفي جواب للسيد غالب على سؤال طرحه عليه المحاور وهو يسأل عن جنوب العراق قال غالب: أرضهم فيها المال وفيها الماء.. .
ردي على ما تفضل به الأستاذ غالب: حقاً أن.. نساي. ألم تقل قبل قليل هناك تصحر، من أين جاء الآن الماء؟. أم إنك تقول أي كلام عندما يتعلق الأمر بالكورد حتى لا تنصف حقهم في الوجود.
الذي أقوله لك في نهاية ردي هذا عليك يا أستاذ غالب الشابندر أني وجدت إنك ككل العرب لا تجيد شيئاً لا عن الكورد ولا عن كوردستان، فعليه إذا تريد أن تعرف شيئاً عن هذه الأمة العريقة يستحسن بك أن تذهب وتبحث عن حقيقة وجود الكورد وكوردستان في بواطن الكتب المعتبرة والمعتمدة في الجامعات ومراكز الأبحاث ومن ثم أدلوا بدلوك في هذا الحقل.
هذا والسلام على من ناصر ويناصر الكورد وكوردستان

21 03 2023

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here