التَّعويمة الفلسطينية!!

د.شكري الهزَّيل

الاحداث الفلسطينية كثيرة وغزيرة ودامية ومأساوية الى حد ما بعد المأساة وما بعد بعد النكبة التي مضت عليها عقود طويلة منذ ما قبل عام 1948 وحتى يومنا هذا وتحديدا في هذة الاثناء اللذي نقف فيها على بُعد عدة ايام من الذكرى ال47 ليوم الارض الخالد بمعناه وفحواة وما يمثلة من نقلة وطنية هامة في مسيرة النضال الفلسطيني بكل اشكالة الوطنية والسياسية والعسكرية والثقافية,ففي عام 1976 هبت جماهير الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل منذ عام 1948 لنجدة التاريخ الفلسطيني وانتزاعة من بين انياب الاستيطان الصهيوني الزاحف في اتجاه الارض الفلسطينية والهادف لطمس وتهويد ومحو اثار كل ماهو فلسطيني جغرافيا وديموغرافيا,فجاء الرد الفلسطيني مدويا بمظاهرات غضب في الجليل ومناطق فلسطينية اخرى سقط على اثرها الشهداء واصابة مئات الجرحى برصاص الاحتلال ناهيك عن اعتقال العشرات بهدف ردع وقمع الشعب الفلسطيني وثَّنيه عن مقاومة الاحتلال وما جرى في المقابل هو ان زاد الشعب الفلسطيني من وتيرة كفاحة ليفجر بعد عقد من الزمان 1987 انتفاضة الحجارة التي استمرت لسنين طويله حتى وقفها عام1993 في اعقاب توقيع اتفاقية اوسلو في واشنطن بين جماعة ياسر عرفات والاحتلال الاسرائيلي!!
لم يتوقف الكفاح الفلسطيني يوم من الايام منذ قرن من الزمن فقارع الفلسطينيون الاحتلال البريطاني الصهيوني “1917 حتى 1948″ وانتقلوا من محطة نضال الى اخرى وظلوا يقارعون الاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 وحتى يومنا هذا الذي يعربد فيه المستوطنون في كامل مناطق فلسطين من النهر الى البحر في ظل وجود سلطة اوسلوية”فلسطينية” مهلهلة كلها وجلها عبارة عن قوى فاسدة وعاجزة تابعه لمنظومة الاحتلال وتتبع لمنظومة الطغاة العرب اللذين يحكمون العالم العربي بالحديد والنار من المحيط الى الخليج…* لم ينسى الفلسطينيون وطنهم ولم يسلموا بوجود الاحتلال وظلو يقارعونه جيلا بعد جيل وقدموا عشرات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى على مدى عقود لم يكل فيها الفلسطيني ولم يمل من النضال وما زال على الدرب سائرا حتى تحرير وطنه السليب المسلوب بقوة الاحتلال الاستيطاني والعسكري المدعوم من قبل الامبريالية الامريكية والغربية وعربان المحميات الامريكية في العالم العربي..نابلس وجنين والقدس و كامل فلسطين قاتلت وتقاتل جيل بعد جيل حتى وصلنا الى هذا الجيل الفلسطيني المغوار والشجاع فوق الشجاعة وهو الجيل الذي يدرك انه يقارع الاحتلال ويقارع مشتقاتة من امثال عصابة محمود عباس التي توشي بالمقاومين وتذهب الى لقاءات مخزيات العقبة وشرم الشيخ لتوطيد مقومات “عار” وطني فلسطيني يثقل كاهل الشعب الفلسطيني ويتجسس على مقاومته خدمة لمنظومة الاحتلال الصهيوني والامريكي في فلسطين!!
لسنا من القائلون ان الوضع الفلسطيني صعب وحالة مستعصية لابل نحن من القائلون بان الشعب والشباب الفلسطيني في افضل حال ويملك قوة نضالية جبارة واصرار كبير على نيل حريته وانعتاقة من الاحتلال ونقول بتصحيح المعنى والفحوى والهدف بان ثقافة الكفاح والشهادة والاستعدادد للتضحية ستعبد الطريق بكل مفترقاتها ومحطاتها نحو هزيمة الاحتلال ومشتقاته من فلسطينيون وعرب يقفون اليوم دون مواربة في صفوف هذا الاحتلال وفي المقابل نجد شعوب عربية كثيرة ان لم نقل بالمطلق تقف لجانب النضال والحق الفلسطيني الاخذ في السطوع والصعود بسواعد فلسطينية نحو قمة الخلاص والانعتاق من الاحتلال الغاشم…الفلسطينيون والفلسطينيات بوركت عقولهم وسواعدهم وطنا ومهجرا وعبر القارات لا يتركون وسيلة من اجل ايصال صوت الحق الفلسطيني بكل لغات العالم… لهم كل التحايا الوطنية معطرة من كل ذرة تراب في فلسطين..سيُقَّوم الفلسطينيون مسيرتهم ويصححوا مسارهم مثلما صححوه مرارا وتكرارا واكملوا مشوارهم النضالي الشامخ..
التحيه لابطال وبطلات فلسطين والمجد والخلود للشهداء الابرار والحرية لاسرى الحرية والشفاء كل الشفاء للجرحى..نملك اجنحة للطيران ولسنا ولن نكن يوم من الايام ريشة في مهب الريح والفاشلون هم قيادات اوسلو وعربان الكنيست الصهيوني الذين يعيشون في برج عاج مركباته من الخزي والعار وثقافة الهزيمة وثقافة تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني ديموغرافيا وجغرافيا…لهم نقول : انتم سياسيا ووطنيا في عداد الاموات والفطائس…قتلتكم الردة الوطنية ومصالحكم الانية المرتبطة بالاحتلال..القافلة الفلسطينية تركتكم على هامش الطريق والقت بكم في جب مهملات الهزائم..مصيركم المحتوم قضية وقت والمتغطي بالايام ” عريان”..قلة كرامة واخلاق ان تذهبوا الى شرم الشيخ ونحن ما زلنا في مراسم عزاء الشهداء..قلة حياء هذة وهمالة ان تسقطوا جثامين الشهداء على الارض اثناء تشييعهم,,.. سفالة ونذالة هذة ان تصبحوا مخبرين للاحتلال في وضح النهار… ياجماعة: فلسطين ليست عقار يستولي عليه حسين الشيخ وماجد فرج… عيب.. اخجلوا قليلا..دم الشهداء ينزف وانتم تذهبون الى شرم الشيخ لتوطيد الحلف الصهيوني المعادي لفلسطين؟…الاسرى في المعتقلات يعيشون في مقابر الاحياء ويتعرضون الى قمع واضطهاد وتنكيل جسدي ومعنوي لكنهم همم عالية وشامخة كالجبال يقارعون الاحتلال بامعاء خاوية فيما الفاسدون في وكر رام الله يذهبون الى اوكار العقبة وشرم الشيخ بهدف تأمين استمرار الاحتلال وضرب المقاومة الفلسطينية ويتناسون قضية اسرى الحرية وجنرالات الصبر..الى الاسرى نقول : نشد على اياديكم ونحن شعبا كاملا معكم قلبا وقالبا وخسئ الاحتلال وخسئت معه عصابة اوسلو التي اهملت ملف الاسرى الذين يواجهون الفاشية الصهيونية بصدور عارية وامعاء خاوية..!!
نعم..نعم..لقد مددتم ايها الاوسلويون العاجزون اياديكم الملطخة لما سمي بالسلام واذ به يتحول الى مصيدة احتلال واستيطان ووكر فساد وعجز في رام اللة وحتى هذة الاخيرة مدينة واقعة تحت سلطة الاحتلال..نعم .. لقد دمر” سلام الشجعان” مقومات جغرافيا وديموغرافيا فلسطين واعاد هيكلتها من منظور صهيوني امريكي يحتل كامل فلسطين ويبقى للفلسطينيون فتات محميات تحاصرها معابر الاحتلال والمستوطنات والمستوطنين الصهاينة..لقد عاد محور شرم الشيخ الذي اسسه المقبور حسني مبارك بمشاركة اوغاد سلطة اوسلو: عاد ليضرب القضية الفلسطينية ويغدُر بالمقاومة في نابلس وجنين والقدس واريحا وطولكرم, عاد وعادوا وعدنا من العقبة الى شرم الشيخ ومن السيسي الى عبدالله وحتى عباس الهالك والمتهالك والمعادي لكل اشكال المقاومة الفلسطينية..
ابقوا معنا..على ذمة الراوية تملك سلطة اوسلو 80000 شرطي ورجل امن ومع هذا تطالب دوما باكذوبة “الحماية االدولية” ولا تدافع لا عن حوارة ولا عن نابلس وجنين ولا حتى عن رام اللة مقر سلطة الفساد والعجز…لا سلام ولا شحار بين فهم يريدون فلسطين والاردن واجزاء كبيره من العالم العربي ..هم يريدون عرب وفلسطينيون من امثال عبداللة والسيسي وبن زايد ومحمد السادس وعباس..يريدون عرب اموات وهم اللذين يرددون مقولة ” الموت للعرب” و ” ان العربي الجيد هو العربي الميت” وعربان العقبة وشرم الشيخ اموات لا روح عربيه ولا فلسطينيه فيهم..دمى ووكلاء امريكا في العالم العربي….!
يكفي وكفى لهذة السمفونية المشروخة والبالية وثم ماذا يعني” هدوء وحفاظ على الامن والاستقرار” وخاصة في شهر رمضان: الجواب لا شئ!…هم يقتلوننا في شهر رمضان وفي كل اشهر السنه والهدوء والامن يريدونه لاستمرار الاحتلال من جهة وتعويم القضية الفلسطينية الى ما لا نهاية من جهة ثانية وبالتالي الجاري منذ عقود هو عملية تعويم للقضية الفلسطينية والمحافظة على الوضع ” القائم” واستمرار الاستيطان وعملية قضم الارض الفلسطينية وحصار الشعب الفلسطيني في جيتوات جغرافية محاصرة:.. *لا فلسطين ولا دولة ولا حق عودة ولا القدس ولا الاقصى ولا المسجد الابراهيمي وماهو حاصل وسيحصل استمرار الاحتلال واستمرار تغول الاستيطان الصهيوني وافتراسة لما تبقى من فلسطين..بالنسبة للاحتلال الصهيوني فلا فرق بين حيفا والخليل ورام الله وحيفا ونابلس وجنين وكامل فلسطين المحتلة فهي بلاد واراضي مستباحة تحت بند اسطورة واكذوبة” عودة ” الغائبين وطابو الالفي عام”…اساس الاشكالية هو ان الصهيونية حركة استيطانية عنصرية احلالاية هدفها النهائي الاستيطان والتطهير العرقي والجغرافي والديموغرافي لكل ماهو فلسطيني..هم لايريدون فقط فلسطين لابل طامعون بالاردن ومناطق عربية كثيرة.. خرائطهم تشير الى اسراويل الكبرى ولا يوجد في قاموسهم شئ اسمه “سلام” !!
ينبغي الانتباه بان ” التعبير عن القلق والاستياء” الامريكي والاوروبي مصطلح تم استعماله لعقود طويله دون ان يكون له اي اثرعلى سياسة الاستيطان الصهيوني في فلسطين وهذا الامر اصبح روتين هدفة الواضح تعويم القضية الفلسطينية سياسيا الى اقصى حد زمني ممكن من جهة ودعم قوى الفساد ” سلطة اوسلو” على اساس مصالح هذه القوى المرتبطة بالاحتلال من جهه ثانية وبالتالي لاحظوا معنا انه تم تعويم القضية منذ اتفاقية اوسلو 1993 وحتى يومنا هذا ليتضاعف الاستيطان الاسرائيلي ويصبح واقعا على الارض الى حد تشكيل ميليشيات ارهابية مسلحة هدفها ارهاب وملاحقة الشعب الفلسطيني في مناطق الضفة الفلسطينية والقدس ومناطق اخرى..
لاحظوا معنا ان الانتخابات الرئاسية الامريكية والانتخابات البرلمانية الاسرائيلية قد دخلت بقوة في استراتيجية تعويم القضية الفلسطينية على اساس زرع ” الامل” الكاذب في هذا الرئيس الامريكي الجديد او ذاك او رئيس الحكومة الاسرائيلي الجديد او ذاك وبالتالي ما حصل هو رهان وَّهمي بتغير السياسات الامريكية والاسرائيلية عبر تغيير الرؤساء والحكومات وهذا ما ثبت عدم مصداقيته: جاء اوباما وذهب وجاء ترمب وذهب وسيذهب الرئيس الحالي دون تحريك اي ساكن وابقاء التعويم على ما هو في ظل ازدياد الاستيطان الصهيوني… ايضا نباح جماعة محمود عباس سيتواصل حول ” الحماية الدولية والشرعية الدولية” وامريكا اوروبا ستواصل سمفونية ” التعبير عن القلق والاستياء” فيما الاستيطان الاحتلالي والاحلالي في فلسطين يواصل زحفه غير ابه باحد…امريكا والغرب الامبريالي ينصبون شبكة امان دولية تعفي الاحتلال من الادانه وتحول دون محاكمة مجرمي الحرب الذين يقتلون الشعب الفلسطيني..
بعد التغريبة والتشريقة الفلسطينية جاء دور التعويمة وكَّم كبير من القرارات والاتفاقيات ” الدولية” اللتي لم ولن تُفعَّل عنوة لان امريكا والكيان يعيشان في اطمئنان بوجود سلطة فلسطينية” تزعم انها قيادة فلسطينية وتمارس التعويم عبر كذبها المتواصل وهي المستفيدة من العمليه على حساب حرية وحقوق الشعب الفلسطيني..لن يستفيد الشعب الفلسطيني اي شئ لا من لقاءات العقبة وشرم الشيخ ولا من الهدوء في رمضان وسيستمر الاحتلال بقتل واعتقال واغتيال ابناء وبنات الشعب الفلسطيني داخل اطار استراتيجية التعويم الطويل والحسم النهائي…ستستمر امريكا في التعويم وادارة الازمات على اساس ان يخرج الكيان من كل ازمة رابحا فيما الخسارات تلاحق الشعب الفلسطيني.. ستستمر المخابرات الامريكية”CIA” بتمويل شرطة وجيش سلطة اوسلو على اساس تقديم الخدمات المخابراتية للاحتلال…
..سيستمر عاهل الاردن ومعه طاغية مصر في التعاون مع الاحتلال وسلطة العملاء في رام الله..سسيستمر قتل واغتيال الشباب الفلسطيني المقاوم فيما المسماه ب” القيادة الفلسطينية”غارقة في مستنقع الخيانة والخنوع والمخزي ان كثير من الفصائل الفلسطينية صارت مجرد صوت خافت حفاظا على ميزات ورواتب تتلقاها من منظومة اوسلو..لا احد بحاجة لبياناتكم واداناتكم:بلوها واشربوا حبرها..الاهم كفوا شركم وارفعوا اياديكم عن مقومات المقاومة الفلسطينية والافضل ان تتركوا اوكاركم الفاسدة وتعودوا الى المنافي بعد ان نهبتم الشعب واصبحتم اسوأ مثال للجبن والفساد والعجز والتخابر مع الاحتلال…اللعنة عليكم وعلى جيش دايتون العميل..اللعنة عليكم من مصطفى دودين وحتى محمود عباس..!
تحية للشعب الفلسطيني المقاوم بيت بيت وقرية ومدينة مدينة ووطنا ومهجرا وتحية خاصة لاسرى الحرية الذين يخوضون معركة الامعاء الخاوية ويقاومون في هذة الاثناء الفاشية الصهيونية ويحتاجون الى اسناد شعبي في نضالهم ضد هذا المُحتَّل الفاشي الغاشم..عاشت الارض الفلسطينية وعاش يوم الارض الخالد الموافق 30.03.023.. المجد والخلود لشهداء يوم الارض ولشهداء فلسطين ونابلس جبل النار وجنين الصمود والقدس وكامل فلسطين والمهجر الفلسطيني…ما ضاع حق ووراءه هذا الشعب الجبار وتعويم القضية الفلسطينية لن يستمر الى الابد وستبزغ يوما شمس فلسطين السجينة وسيتنفس بحرها نسيم الحرية ,والاحتلال وعملاءه حتما الى زوال…رمضان كريم وكل عام وانتم بالف خير ومليون مقاومة…

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here