الغارديان: ضربات بريطانية على الموصل أودت بحياة 26 مدنياً

ترجمة: حامد أحمد

كشف تحقيق أجرته صحيفة (الغارديان) البريطانية عن تسبب عدة ضربات جوية للقوة الجوية الملكية بمقتل مدنيين خلال الحملة العسكرية ضد تنظيم داعش الارهابي في مدينة الموصل للفترة ما بين 2016 و2017، وذلك رغم ادعاءات امتدت لفترة طويلة من ان سلاح الجو البريطاني لم يصب أي مدني بريء هناك.

وتشير الصحيفة بحسب تقرير ترجمته (المدى)، الى ان “الجيش والحكومة البريطانية وعلى مدى سنوات التزما الركون الى الادعاء بانه فيما يتعلق بتوجيهات الحفاظ على أرواح المدنيين العراقيين خلال الحرب، فان بريطانيا قد خاضت حربا مثالية ضد مسلحي تنظيم داعش في العراق”.

وأضاف التقرير، أن “حلفاء آخرين في التحالف الدولي ضد داعش، بضمنهم واشنطن، قد أقروا بتسببهم بمقتل مئات من المدنيين العراقيين بينما كانوا يساندون القوات البرية العراقية خلال الفترة التي تلت العام 2014”.

وأشار التقرير الذي أعدته الصحيفة بالتعاون مع مؤسسة، (ايروورز)، المعنية برصد ضحايا الغارات الجوية، إلى أن “هناك ست ضربات جوية نفذتها القوات البريطانية في مدينة الموصل للفترة ما بين 2016 و2017 تسببت بمقتل مدنيين”.

وأوضح، أن “ضحايا غارتين جوييتين بريطانيتين كانوا قد وصفوا الضربة للوهلة الأولى بسقوط قتلى وجرحى لأطفال وآباء واشقاء وشقيقات جراء قصف صاروخي دمر عوائلهم”.

ونقل التقرير عن احدى الناجيات انها “فقدت ابنتها الكبرى عندما انفجر صاروخ قربهم في أحد شوارع مدينة الموصل”. وزاد، “وخضعت بعد ذلك لعملية جراحية تطلبت قطع ساقيها، أما ابنتها الثانية فما تزال شظية عالقة في جمجمتها، وابنها الذي كان طفلاً صغيراً في حينها فقد جزءا من قدمه وكفه”.

وينقل التقرير، عن “امرأة أخرى فقدت جميع أفراد عائلتها تقريبا بضمنهم أمها وأباها وشقيقاها واثنان من أولاد خالها وذلك عندما دمر صاروخ بيتهم”.

وأكد، أن “التحالف الدولي قبل نتائج التحقيق بان خسائر بين مدنيين وقعت جراء الضربتين الجويتين، ولكنه لم يقل من هو البلد الذي نفذ الضربة”.

وبين التقرير، انه “بشكل إجمالي اتضح بان الضربات الجوية الست التي وقعت في الموصل والتي حددتها صحيفة (الغارديان) ومؤسسة (ايروورز) من المحتمل ان تكون بريطانيا من نفذتها، وأقر التحالف بمقتل 26 مدنياً”.

ونوه التقرير، إلى أن “وزارة الدفاع البريطانية لم تنف او تؤكد فيما إذا كانت هذه الغارات المحددة قد نفذتها قواتها، وقالت بان القوات البريطانية لم تتسبب بقتل مدنيين في العراق او إلحاق الأذى بهم”. وقال ناطق باسم الوزارة، بحسب التقرير، “ليس هناك دليل او مؤشر على وقوع خسائر بين مدنيين جراء ضربات جوية في سوريا او العراق”.

وتابع الناطق، “دائما ما تحرص المملكة المتحدة على تفادي مخاطر وقوع خسائر بين مدنيين خلال اجراءاتنا الصارمة والتحقق بعناية لجملة من الأدلة قبل التنفيذ، ويشتمل ذلك على تحليل شامل للمعلومات المتعلقة بالمهمة في كل ضربة جوية.”

ويسترسل التقرير، أن “التحالف الدولي أقر أيضا بمقتل مدنيين اثنين خلال ضربة جوية أخرى في الموصل وقعت بتاريخ 9 كانون الثاني 2017 وتم تأكيد تنفيذها من قبل طائرات القوة الجوية الملكية البريطانية”.

وأضاف، أن “بريطانيا أقرت بتنفيذ ذلك الهجوم ولكنها نفت سقوط ضحايا مدنيين، بقولها ان القتلى كانوا من مسلحي تنظيم داعش الإرهابي”.

وتحدث التقرير، عن “احتمالية أن تسلط نتائج التحقيق هذه مزيدا من الضغط على السلطات البريطانية حول إجراءاتها غير الدقيقة في التحقق من وقوع خسائر بين مدنيين”.

ويسترسل، أن “تقرير جون شيلكوت 2016، الخاص بالتحقيق في دور المملكة المتحدة في غزو العراق عام 2003 قد كشف بان المملكة المتحدة لم تقم بما هو مطلوب لتحديد مكان المدنيين الذين قتلوا او جرحوا”.

وشدد التقرير، على أن “توصيات شيلكوت تضمنت إجراء تحسينات على هذا الموضوع بقوله: هناك مسؤولية تقع على عاتق الحكومة ببذل أي جهد مطلوب للإحاطة بالتأثيرات المحتملة او الفعلية لفعالياتها العسكرية على المدنيين.”

وأردف، أن “المملكة المتحدة وكانت قد شرعت بتنفيذ ضرباتها الجوية في العراق مرة أخرى عام 2014 ضمن الحملة الدولية ضد تنظيم داعش، وشرعت بتنفيذ ضرباتها الجوية ضد التنظيم في سوريا في السنة اللاحقة، وخلال الفترة ما بين 2014 و2020 أطلقت ما يقارب من 4 آلاف ذخيرة من قنابل وصواريخ في كلا البلدين”.

ولفت التقرير، إلى أن “الجيش البريطاني يدعي بان هذه الغارات الجوية تسببت بمقتل 3 آلاف و52 مسلحاً من تنظيم داعش في العراق دون ان تتسبب بمقتل مدني واحد، وفي سوريا، ادعت المملكة المتحدة، مقتل ألف و17 مسلحاً ومدنياً واحدا فقط”.

ومضى التقرير، إلى أن “التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة كان قد ذكر بان الضربات الجوية التي نفذتها دول التحالف في تلك الفترة قد تسببت بمقتل ألف و437 مدنياً، ولكنه لم يفصل من هي البلدان التي كانت مسؤولة عن تنفيذ تلك الضربات”.

عن: صحيفة (الغارديان) البريطانية

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here