من مؤثرات ترياق السياسة الفورية : صوم شيعي ــ سني موّحد !!

من مؤثرات ترياق السياسة الفورية : صوم شيعي ــ سني موّحد !!

بقلم مهدي قاسم

ربما من حسنات التطبيع الإيراني ــ السعودي للعلاقات الدبلوماسية ، الذي جرى بجهود صينية ، هي حصول اتفاق مشترك على صوم موحد في عديد من بلدان ذات أغلبية “شيعية ” و بلدان ذات أغلبية ” سنية على حد سواء ..

وهو أمر ، أما لم يحدث قطعا بهذه الصورة المنسجمة والاتفاق الكلي بين ” السنة والشيعة ” أو حدث بشكل نادر جدا ، إلى حد لا أحد يتذكره لشدة ندرته !..

وهكذا نرى كيف باتت السياسة وفنونها وأفاعليها ومفاعيلها المؤثرة الفورية والنفاذة ، معها مصالح دول وحكومات تُطغي على كل شيء وأي شيء ، رغم مزاعم مبدئية أو عقائدية دينية و مذهبية صارمة ، يدعيها هذا الطرف أو ذاك ، بخصوص التمسك بها ، بالأحرى الإصرار عليها حتى أخر قطرة دم !!.

طبعا من أجل استهلاك سياسي بالدرجة الأولى ..

علما وكما هو معروف إن السياسة في جوهرها هي تحقيق مصالح ليس إلا ..

حتى بدون تخندق خلف حواجز الدين أو المذهب يمكن تمرير مصالح فردية و فئوية..

أو بتواز مع خدمة مصالح دول أجنبية وإبرازها كمصالح تتمتع بأولوية حصرية ، طبعا على حساب تغييب مصالح الوطن بل و تخريبها أيضا عن عمد وسبق إصرار ..

مثلما هو حاصل و جار عندنا في العراق حتى الآن ..

لنقول في نهاية المطاف :

ـــ فلو لم تحدث النزاعات السياسية والأمنية بين النظامين الإيراني والسعودي وتتفاقم طيلة السنوات الماضية من أجل بسط الهيمنة ومصادرة القرار السياسي الداخلي في العراق ، فكان يمكن توفير و إنقاذ حياة عشرات آلاف من الضحايا العراقيين الذي قضوا في أعمال عنف وتفجيرات دامت لسنوات طويلة ، بسبب الدعم الخليج ــ السعودي للعمليات الإرهابية في العراق ، وكذلك بحكم الدعم الإيراني للميليشيات العراقية الموالية والتابعة لها .

و يمكن القول أن الجبهة الإيرانية ــ السعودية المشتعلة في العراق ستكون هادئة بعض الوقت ، أو على الأقل هكذا يبدو الأمر ، أما إلى متى فهذا أمريصعب التكهن به ، لأنه يتوقف على عوامل خارجية عديدة أكثر مما تتوقف على عوامل محلية ، لكون الدمى الإيرانية والسعودية في العراق ستتحرك حسب إيعاز ولي أمرها ،أكثر مما تفكر وتتصرف بناء على إرادتها السياسية ، بحكم عدم وجود مثل هذه الإرادة السياسية لاتخاذ قرار وطني مستقل ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here