الربيع او النوروز آية من آيات الله في القرآن الكريم (ح 6)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في موقع النور عن نوروز أو نيروز الأغر عيد الطبيعة والجمال للكاتب محمد الكوفي: قال تعالى: “الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ” (الزمر 18). وأثناء تحويل السنة يجلس جميع أعضاء الأسرة حول مائدة هفت سين ويبتهلون بالدعاء إلى الباري عز وجل ويقرؤون بعض الأدعية لاسيما يا مُحَوِّلَ الحَوْلِ والأَحْوَالِ حول حالنا إلَى أَحْسَنِ الْحال. وَ رَوَوْا فِي غَيْرِ الْكُتُبِ الْمَشْهُورَةِ قِرَاءَةَ الدُّعَاءِ التَّالِي عِنْدَ تَحْوِيلِ السَّنَةِ كَثِيراً، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ بِقِرَاءَتِهِ 360 مَرَّةً: يَا مُحَوِّلَ الْحَوْلِ وَ الْأَحْوَالِ حَوِّلْ حَالَنَا إِلَى أَحْسَنِ الْحَالِ. وَ بِرِوَايَةٍ أُخْرَى: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَ الْأَبْصَارِ يَا مُدَبِّرَ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ يَا مُحَوِّلَ الْحَوْلِ وَ الْأَحْوَالِ حَوِّلْ حَالَنَا إِلَى أَحْسَنِ الْحَالِ. وقيل يقرأ 366 مرَّة كذا في زاد المعاد. تميز ليلة ‘النوروز بإقامة احتفالية كبيرة حسب الظروف المادية حيث يتبادل الناس التهاني والتبريكات النوروزية وذلك في يوم الدخول أي يوم العيد وهذه السفرة تحمل صبغة خاصة، ويطلق عليها هفت سين أي السينات السبع، وتضم 7 مواد يجب أن يبدأ أسمائها بحرف السين، وهي: سبزي خضروات، سيب تفاح، سنجد تمرا العجم تمر، سير ثوم. سكة قطعة نقد معدنية، سركة أي خل، وسمنو حلاوة تصنع من الحنطة لها سرح. وتتوسط السفرة أو المائدة نسخة من القرآن الكريم يوضع أمام مبرءات كبيرة طلباً للصحة وسعة الرزق، وللبركة وإلى جانبها أيضا ديوان أشعار حافظ الشيرازي للتفاؤل بالخير من قصائده.

جاء في الرافد عن الشيخ مهدي المجاهد: قررت اليونسكو إدراج عيد النوروز في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، كما اعترفت بيوم 21 آذار بوصفه يوم نوروز الدولي في شباط 2010 ميلادي. يحتفل اليوم ما يقرب من 300 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بالنوروز، ومن مراسم النوروز تجهيز مائدة خاصة تسمى بـسفره ى هفت سين أي مائدة السينات السبع، التي تحتوي على سبعة أشياء تبدأ بحرف السين. ومن العادات الاخرى ظهور الحاج فيروز في الشوارع، ويرتدي في العادة لباسا أحمر، ويصبغ وجهه بلون أسود، وبعدها يقوم بإنشاد زغاريد شعبية. توجد عادات وتقاليد لطيفة في هذا اليوم لم تخالف الآداب الإسلامية، بل توافقها مثل المزاورة الموجودة أي تذهب العوائل لزيارة كبار السن مثل الآباء والأمهات والأجداد، وتكون هذه الأيام كلها مليئة بصلة الأرحام، وهي من الآداب الإسلامية المؤكدة والتي لها فوائد اجتماعية ودينية عظيمة، كما جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: (إن صلة الرحم تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتيسر الحساب، وتدفع البلوى، وتزيد في الرزق).

جاء في موقع الجزيرة عن أكراد العراق يحيون عيد النوروز، وهذه قصة الحكايات والأساطير المرتبطة به: الأكراد يعدّون 21 مارس/آذار يوم ولادة جديدة دحرت الظلم، لذا فإن هذا التأريخ هو اليوم الأول من السنة الكردية الجديدة، وهو مقدس عندهم حتى يومنا هذا: احتفل إقليم كردستان العراق والكرد في مختلف أرجاء العالم بعيد النوروز، العيد الأشهر لدى أبناء القومية الكردية وهو أيضا يوم الاعتدال الربيعي وعيد رأس السنة الفارسية. وتشهد مدن كردستان العراق احتفالات واسعة، حيث احتشد المئات في مناطق متعددة على أنغام أغاني الفلكلور الكردي والدبكات الشعبية، مرتدين الأزياء التقليدية التي عادة ما تشترى أو تفصل لدى خياطين متخصصين لهذه المناسبة. ويذهب عدد كبير من العراقيين للمشاركة في احتفالات إقليم كردستان. وتبقى للنوروز خصوصيته عند الأكراد، حيث تعطل مؤسسات الإقليم 3 أيام. وعيد النوروز، ويُطلق عليه أيضًا النيروز، أهم الأعياد لدى أبناء القومية الكردية، ويعدّونه يوم رأس السنة، التي وصلت إلى عام 2634، ويمثل “الحد الفاصل بين الشتاء والربيع، ونوروز اسم مركب يتكون من كلمتي نوى وروز ويعني يوما جديدا. وعيد النوروز أشبه بعيد ثالث مع عيدي الأضحى والفطر غير أنه يختلف عنهما بصفته القومية والوطنية، أما الاهتمام به فلا يقل شأنا عنهما، فالاستعدادات تبدأ قبل 21 مارس/آذار بـ10 أيام أو أكثر. و رغم طابع عيد النوروز القومي الذي خص به الكرد، فإن جماليته بمزامنته مع حلول فصل الربيع أعطته طابعا آخر يمكن تسميته بالتآخي، فقد أصبحت احتفالات عيد النوروز ساحة تعبّر عن الصورة الحقيقية للتعايش السلمي بين أطياف الشعب العراقي ومكوناته. حكايات وأساطير: ولا تخلو أي مناسبة قومية من جذور نشأتها وأسبابها، وإن اختلفت الآراء بشأن ذلك بين المؤرخين، وعيد النوروز في 21 مارس/آذار واحد من تلك المناسبات. وعن أصل النشأة يرى باحثون أكراد أن المناسبة تعود إلى قرابة 700 عام قبل الميلاد، وترتبط بقصة البطل الكردي كاوه الحداد الذي انتصر على ملك شرير وظالم يدعى زهاك ويعرف بالعربية بالتنين. وتحكي الروايات أن زهاك كان يملك أفعى تتغذى على أدمغة الأطفال، وحينئذ سلب 15 طفلا من أطفال الحداد، ولم يبق لديه سوى طفلة صغيرة فقرر أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر زهاك بمطرقته واستطاع التغلب عليه، ثم أوقد النيران فوق القصر وحمل شعلة بيده، فعرف الأهالي أنه قد انتصر، وأن هذه النيران هي مشعل الحرية وأن 21 مارس/آذار يوم ولادة جديدة دحرت الظلم، لذا فإن هذا التأريخ هو اليوم الأول من السنة الكردية الجديدة، وهو مقدس عندهم حتى يومنا هذا. وكانت النار توقد قديما على أسطح المنازل في إشارة إلى حتمية انتصار النور على الظلام، وهي دليل على فرحة التحرر وانتزاع الحرية كما يعتقد. ويرى باحثون آخرون أن السومريين الذين حكموا المنطقة من الأقوام الأوائل الذين اختاروا هذا التاريخ واحتفلوا به، وجعلوه بداية التقويم لديهم، وتشير الدلالات التاريخية إلى تنصيب السومريين ملوكهم وحكامهم في هذا التوقيت. ومن الحكايات الأخرى أن النوروز هو يوم هبوط النبي آدم عليه السلام على سطح الأرض. ويرى الإيرانيون أن النوروز يأتي بالتزامن مع تجدد الطبيعة من دلالات الحب، والأمل، والسلام، والتفاؤل. ومن الأساطير الأخرى التي تتحدث عن عيد النوروز أنه كان هناك ملك فارسي اسمه جمشيد، له سلطان واسع على الجن والإنس، ونُقل إلى كل ممالك حكمه على سرير ذهبي في يوم حلول الشمس في برج الحمل، فأصبح ذلك اليوم مقدسا. وثمة رواية فارسية أخرى تقول إن الملك الفارسي جمشيد، الذي كان يدعى باسم جم، كان يسير في العالم، فوصل إلى أذربيجان، وأمر بنصب عرش له، وعندما جلس عليه أشرقت الشمس، وسطع نورها على تاجه وعرشه، فابتهج الناس، وقالوا إنّه يوم جديد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here