أشواق الجاف: الشيوعي العراقي مدرسة للفكر النير
السيدات والسادة في قيادة الحزب الشيوعي العراقي المناضل
أستهل كلمتي بتقديم أحر التهاني وأزكى تبريكات فخامة الرئيس بارزاني وقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني لقيادة وكوادر وأعضاء ومؤيدي الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى التاسعة والثمانين لميلاد هذا الحزب الذي قاد النضال الجماهيري في ظروف بالغة الحساسية محققاً نجاحات كبيرة في توعية وتنظيم الطبقات المختلفة من الشعب العراقي وبالأخص طبقة العمال والفلاحين والكادحين وتمكن في فترة وجيزة بعد ايقاد شمعته الأولى ان يصبح مدرسة للفكر النير ويقود مسيرة نضالية مشرفة من اجل الارتقاء بالعراق بين دول المنطقة والعالم. لا يخفى على أحد ان علاقات الحزب الديمقراطي الكردستاني بالحزب الشيوعي العراقي تعود الى الأيام الأولى لتأسيس حزبنا في 16 آب من عام 1946، حيث كانت قيادة الحزب الشيوعي وكوادره من اول الداعمين لتأسيس حزب جماهيري كردستاني لقيادة النضال القومي ونيل حقوقه القومية ضمن الدولة العراقية، كما كان للحزب مواقف وطنية مشرفة إزاء قضايا الشعوب العادلة لنيل حقوقها القومية والثقافية ومشاركتها في الحياة السياسية، كدعمها المتواصل للحركة التحررية الكردستانية بقيادة (البارزاني الخالد).
واستمر النضال المشترك لحزبينا في العقود التي تلت تأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في الجانبين السياسي والعسكري وشارك بيشمركة ومقاتلي حزبينا في الخنادق الامامية ضد الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة وامتزجت دماء شهدائنا في ميادين القتال من اجل ترسيخ الحرية والديمقراطية وبناء دولة مدنية تنهض بالعراق في مختلف الأصعدة والمجالات ويكون لها دور فاعل وريادي في تطورات الاحداث في العراق والمنطقة.
هنا لا بد من الإشارة الى التضحيات السخية التي قدمها مناضلو حزبينا في الساحتين السياسية والعسكرية في الوقوف المشترك بوجه القوى والنظم الشوفينية العنصرية التي استحوذت على السلطة عبر أساليب دموية عنيفة وقتل خيرة أبناء الشعب العراقي من الوطنيين بسبب اختلاف توجهاتهم السياسية وآرائهم مع تلك القوى.
لقد كان لمناضلي الحزب الشيوعي دوراً فاعلاً في ساحات النضال من اجل الحرية والديمقراطية منهم الشهيد (خدر كاكل) وابن خاله الشهيد (جرجيس) ورفيقه (مام الياس) وكذلك نجله الشهيد (صالح خدر) الذين سجلوا ملاحم بطولية في معركة هندرين وسري بردى في جبال ووديان منطقة باله كايتي الى جانب قوات البيشمركة.
كما كانت سجون وزنزانات بغداد والمحافظات الأخرى خندقاً مشتركاً آخراً للصمود والتصدي للقوى الشوفينية الحاكمة عندما كان يتعرض مناضلي حزبينا في تلك السجون الى اشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي واعتلى مناضلي الحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي العراقي اعواد المشانق من اجل الحرية وبناء بلد يسوده الامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية.
وبعد سقوط النظام الدكتاتوري البعثي وليومنا هذا ما تزال علاقات حزبنا الديمقراطي الكردستاني مع الاخوة في الحزب الشيوعي، علاقات رصينة ومتميزة مبنية على التفاهم والعمل المشترك في العملية السياسية والحكومة والبرلمان فضلا عن تنسيق المواقف السياسية إزاء القضايا الوطنية المصيرية التي تخص عامة الشعب العراقي.
في الختام نبارك لكم مرة أخرى الذكرى التاسعة والثمانين لتأسيس حزبكم المناضل متمنين لكم التوفيق والسداد في تحقيق اهداف حزبكم من اجل خدمة الطبقات الفقيرة والكادحة من أبناء الشعب العراقي وخلاص العراق من آفة الفساد والأزمات السياسية والاقتصادية المتوالية. كما لا يفوتني ان أتقدم لكم بأحر التهاني وازكى التبريكات بمناسبة حلول عيد نوروز المجيد، ورأس السنة الكردية متمنين ان يكون عيد هذا العام، عيداً لتعزيز الاخوة والمحبة والوحدة الوطنية بين جميع مكونات الشعب العراقي والنهوض ببلدنا نحو الازدهار والتقدم والسير به نحو بر الأمان.
دمتم ودام حزبكم المناضل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. اشواق الجاف
عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني
ممثل فخامة الرئيس بارزاني
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط