انهيار جمال النساء في اسهم الزواج

علي الخالدي

تعاني المجتمعات العالمية منذ اواسط القرن التاسع عشر، من تراجع التماسك الأسري، وانسحب ذلك على الحواضر الإسلامية في أواخر القرن ذاته.
المرأة من أهم مرتكزات الأسرة، والتي هي من أسس مباني المجتمع الصحيح، التي ينطلق بها التقدم والازدهار، فهي حاضنة المولود الذي ما زال لا يعرف من الدنيا غيرها، وهي مرضعته ومغذيته ليس بالحليب واللبن فقط بل اللغة والعلم والابتكار، لذلك اهتم الإسلام بها منذ اللحظة الأولى من بزوغه، حيث وضع لها القدسية الخاصة بكيانها، بما يلائمها من العبادات والواجبات، واسند لها زعامة المنزل وقيادته في بناء الأولاد وتربيتهم في معية الرجل.
المرأة في الإسلام كانت تعطي حصانة للمنزل والبيت، وكانت العرب تحترم وجودها أثناء المعارك والغزوات، وكانوا لا يفتشون او يقتحمون منزلا فيه النساء، وكانت هناك حرمة لجمال صوتها وصورتها، لا يفرط فيها في المكانات العامة، وكي لا تبتذل ثروة المرأة منع حضورها في محافل القتال والفراس، وكانت هذه أهم ما تميزت به الحضارة الإسلامية في الجانب الإنساني والاجتماعي عن باقي الحواضر، في عناية الأسرة ونهوضها وعزة الأم والبنت والأخت.
حضارة الإلحاد والعالم المادي نهجها التخريب والتدمير لكل شيء فيه وحدة للعائلة، فبدأت بأول خطوات تدمير البيت، وهو إخراج النساء من المنزل إلى الشوارع، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ببدعة ان الدول انهارت وانهكت بسبب الحروب، ويحتاج الرجل والمجتمع إلى إسناد المرأة، وكانت هذه مجرد ذريعة والغاية انجاح ثورتهم الصناعية على حساب الانثى، فالمرأة كانت تعمل طيلة اليوم بأبخس الأثمان ولا تتساوى بالأجر مع الرجل، وجعلوها سوق لهدر المال، فنزولها كان بضاعة وإباحة جمالها للعامة بعد ان كان حكرا على زوجها، وكانت ما تجنيه من مال تسرفه للتبرج وشراء الملابس الملائمة لوضع السوق والموديل.
المجتمعات الإسلامية بقت محافظة على النساء وحياتها الانثوية، إلى أن ضربت الشيوعية بأذرعها صروح المسلمين العرب، منتصف القرن التاسع عشر، وبدأت شعارات الخداع التحررية والرجعية ومساوات المرأة، وأكملت العولمة ما بدت به الشيوعية من كسر للقيود الأخلاقية والأسرية، وبعد ضغط كبير من الحروب الصلبة والناعمة، ومؤثرات سياط الإعلام المرئي والمسموع، خرجت الإناث مزاولة العمل بأنواعه، وسقطت بنفس الفخ الذي وقعت به نساء منتصف القرن الماضي، مخلفة ورائها مهمة إدارة البيت وإيصال الأولاد لأعلى مراتب العلم والشرف، وتحت شعار التحضر والتطور والتمدن وبدون حشمة الحجاب والستار إلا ما ندر، وحسب ميزان السوق كل ممنوع مرغوب، بيد ان كان الجمال نادرا ومحسور في البيوت بذل في الشوارع كبضاعة، ففقد قيمته التي كانت مكنونة في المنازل، حيث ان الاختلاط والتزاحم للجنسين سبب بنقل مشاكل العمل للبيت او العكس, اضافة الى ان الوفرة من الجمال الغير محتشم والذي أصبح بمتناول اليد للشباب والرجال المتوحشين، كان سبباً في تراجع نسب الزواج او فشله.
ان خروج المرأة للعمل إلى جانب الرجال، هو مشروع استعماري تدميري للمرأة والأسرة، وبالتالي تفكك المجتمع وإنهائه.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here