حسبنا مراقد الانبياء والائمة

بقلم ضياء الخليلي

يعتبر الاجتهاد في الفقه من الامور المهمه التي امتاز بها مذهبنا الجعفري ففيه ابداع مستمر ومواكبة الدين في تشريعاته لتطور الحياة بعكس مذهب الاخوه السنه الذين اكتفوا بآراء أربعة علماء هم ابو حنيفه والمالكي والشافعي والحنبلي دون النظر الى تطور الحياة وتنامي الفكر الذي يستطيع ان ينتج مالم ينتجه السابقون
وترى حركة الاجتهاد هذه في الوسط الشيعي قد أنتجت علماء أضافوا الكثير للدين والفكر وترى اخرين اكتفوا بالتدريس دون اضافة ابداعات وافكار جديده
وكل فترة زمنيه يظهر جيل جديد من العلماء يكمل مسيرة اسلافهم فمجرد موت العالم يتوقف فكره وابداعه ليستفاد الجيل القادم من أفكاره وافكار من سبقوه لينتج شيء جديد ويضع بصمة له في التشريعات والأفكار
وتنتقل الامه لتقليد علماء الجيل الجديد دون التمسك بمن ماتوا واعتبار انهم حالة خاصه سوف لايجود الزمان بمثلهم ولو كان امرهم كذلك لاختارهم الله أئمة للامه لكنهم مجتهدون ضمن حركة الإبداع الديني والفكر وسياتي من بعدهم من يكمل دورهم

وتحسن الامه لمن توفي من العلماء فيتم دفنهم في احد مراقد الأئمة كما هو حال الشيخ المفيد في الصحن الكاظمي والسيد محسن الحكيم والسيد الخوئي في الصحن الحيدري وعلماء اخرين في غرف عديده من الصحن يصل عددهم الى عدة مئات والحال مشابه في صحن السيده معصومه عدد كبير من العلماء في قبور متواضعه او يتم دفنهم في بيوتهم الصغيرة كالشيخ الطوسي شيخ الطائفه او في مدارسهم كالشيخ الخليلي والعديد من العلماء
لكن الذي حدث في الاونه الاخيرة بناء اضرحه لعلماء كان لهم دور سياسي بدل دفنهم او نقل جثامينهم لتُدفن في مراقد الأئمة (والدفن في اضرحة الأئمة شرف للعلماء) بعض هذه الأضرحة كبيره تضاهي اضرحة الأئمة تشغل مساحات واسعه في المدن على أراضي تابعه للدوله كان الأجدر استغلالها في ابنيه تفيد الشعب والاكتفاء بدفنهم في احد مراقد الأئمة او احد المدارس الدينيه واُضرحة اخرى اقل حجماً في مقبرة وادي السلام على حساب قبور الفقراء التي يتم ازالتها لبناء ضريح لهذا العالم او ذاك ورغم اننا نحترم علمية هؤلاء العلماء ونقدر مواقفهم البطولية وشهادتهم الا ان الغلو بهم لهذه الدرجه من بناء اضرحة لهم وتنظيم زيارات لهم فان هذه سنة غير صحيحه تؤدي للمغالات بالعلماء والخروج بهم من كونهم مجتهدين يرشدوننا في عباداتنا الى مصاف الانبياء والأوصياء ولانعرف بعد قرن او قرنين اذا كل عالم دين سياسي يُشيد له ضريح يشغل الاف الأمتار قد لايجد الشعب مكان لسكناه في المدن المقدسه او مدفن لموتاه في المقابر
اننا في وضع مزري فبالإضافة الى الأضرحة الوهمية لما يسمونهم ابناء الأئمة وذراريهم التي ظهرت بعد سقوط النظام وأصبحت مزارات تُشد لها الرحال نرى اضرحة تضاهي اضرحة الأئمة لعلماء مجاهدين هم انفسهم لو أُذن لهم النطق لرفضوا هذه الابنيه والمراقد الضخمه على قبورهم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here