الربيع او النوروز آية من آيات الله في القرآن الكريم (ح 7)

الدكتور فاضل حسن شريف

تكملة للحلقة السابقة جاء في موقع النور عن نوروز أو نيروز الأغر عيد الطبيعة والجمال للكاتب محمد الكوفي: عيد نوروز سنة من السنن الحسنة قال رســول الله محمد: صلى الله عليه وآله: مَنْ سَنَّ سُنَةً حَسَنَةً عُمِلَ بِها مِنْ بَعْدِهِ، كانَ لَهُ أجُرهُ وَ مِثْلُ أجورهم مِنْ غَيْرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أجورهم شَيْئاً وَمَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِئَةً فَعُمِلَ بِها بَعْدَهُ، كانَ عَلَيْهِ وِزْرهُ وَمِثْلُ أوزارِهِمْ مِنْ غَيرِ أنْ يَنْقُصَ مِنْ أوزارِهِمْ شَيْئا. (كنزالعمّال، ج‏15، ص‏78). قال أمير المؤمنين علي لمالك الأشتر: عليهما السلام: ولاتَنْقُضْ سُنّةً صالِحَةً عَمِلَ بها صدورُ هذِهِ الأمة وَاجْتَمَعَتْ بِها الاُلْفَة وَصَلُحَتْ عليها الرعِيَّةُ وَلاتَحْدُثَنَّ سنّةً تَضُرُّ بشي‏ء مِنْ ماضي تلكَ السُّنَنِ فيكونُ الأجْرُ لِمَنْ سَنَّها وَالوِزْرُ عليكَ بِما نَقَضْتَ مِنها. المصدر نهج البلاغة، تحقيق: الدكتور صبحي صالح، ص‏431. هذا المقال هو رداً قاطعاً علـــــى من يزعمـــون خلاف الحقيقة يقولون مالا يفقهون. لقد جاء الإسلام يدعوا المسلمين إلى التمسك بالحق والعدل حيثما كان، قال الله جل وعلا “وَلَا يَجْرِمَنَّكُم ْشَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى” (المائدة8) والمعنى لا يدفعنكم كراهيتكم لقوم، أو بغضكم لقوم، على ظلمهم أو انتقاص حقهم، بل اعدلوا فالعدل أقرب للتقوى، بل إن الإسلام يدعو المسلم أن يقول كلمة الحق ولو على نفسه، ولو على والديه، ولو على الأقربين، يقول جل وعلا: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِالْوَا لِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْتُعْرِضُوا فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا” (النساء 135) إن الإسلام يلزم المسلم أن يكون قواما بالعدل، مؤدي الشهادة الحق، قاصداَ بقوله وفعله وجه الله، صادعا بالحق والعدل ولو على نفسه، ولو على أحب الناس إليه وآثرهم إليهم كوالديه وأقاربه وذوي رحمه. إن الإسلام يحذر من العواطف في مثل هذه الأمور، ويحذر من الانحياز إلى صاحب الباطل بزعم قربه أو قرابته، فإن ذلك من أتباع الهوى، والانحراف عن الجادة الصواب. ولذلك فإني أقول: إن عليكم أيها الأخوة العلماء المحترمون الناطقون الرسميون باسم الدين الإسلامي الحنيف اعدلوا هو أقرب للتقوى.و تبعوا الحق كما أمركم به ربكم ويجب على العالم إن يتفقه في الدين والعلم قبل الإدلاء بحديث، لماذا تتفوهون وتقولون ما لا تعلمون هذا حلال وهذا حرام من دون دليل أو برهان من الكتاب والسنة.

جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية عن النوروز في إيران اليوم بمضمون إسلاميّ: لقد تمكّن الإيراني المسلم بوعيه وفطنته من إخراج “عيد النوروز” من الشكل الذي كان عليه في سالف الأيام إلى الشكل والإطار الذي يرتضيه ويجده مناسبًا لمعتقداته وما يؤمن به، فقام بالمحافظة على هذا اليوم على مستوى العنوان مبدّلا المحتوى والمضمون. لقد كان النوروز في الماضي يومًا للملوك، كان فرصة للسلاطين والحكّام المستبدّين لإبراز مظاهر التفاخر وإظهار العظمة أمام الشعوب، كانوا يقيمون المجالس ويستقبلون الهدايا من الناس، وحتى في زمن الحكم الأموي والعباسي وعندما دخل النوروز إلى بلاطهم ومراكز حكمهم، تابع الحكّام الاحتفال بهذا اليوم على النهج نفسه الذي سار عليه الملوك والحكام الفرس قديمًا خلال احتفالهم بهذا العيد. أمّا الإيراني المسلم فقد قام بتغيير هذا النمط إلى ما ينسجم مع هويّته ويخدم أغراضه وتطلّعاته. صحيح أنّ هذا التغيير لم يحصل دفعة واحدة، لكنّكم اليوم وبعد مضي قرون من الزمن تشاهدون كيف بات النوروز وسيلة لتعزيز العلاقة والارتباط بين الإنسان وبين مبدأ العزة والعظمة؛ أي الذات الإلهيّة المقدّسة. إنّ النوروز في إيران اليوم هو في الحقيقة مناسبة شعبيّة عامة، يقوم الناس فيها بالتواصل بعضهم مع بعض في جو من الصفاء والمودّة، يهنّئون بعضهم البعض ويقومون بتبادل الهدايا فيه. اليوم، وبعد مضي هذه السنوات والقرون المديدة، لم يعد هناك وجود لتلك العادات والتقاليد “الملكية” التي كانت سائدة في مثل ذلك اليوم. في النوروز اليوم مع بدء السنة الجديدة, تجد أنّ أكثر الأماكن ازدحامًا في أطراف بلدنا المترامية هي المراقد المقدّسة للأئمّة الأطهار وأولاد الأئمّة عليهم السلام. لقد كان هذا المكان بالأمس، وفي منتصف الليل، يعجّ بمئات الآلاف من المؤمنين الذين توجّهوا بقلوبهم النقيّة نحو مركز القدرة والعظمة، يناجون خالقهم، يطلبون من محوّل الأحوال تحويل حالهم إلى أحسن الأحوال، ينظّمون ويشاركون في الاحتفالات الدينيّة. إذًا، مناسبة النوروز في إيران اليوم مختلفة عن النوروز القديم، النوروز في إيران اليوم هو نوروز الإيرانيّين المسلمين الذي تمكّنوا من تبديل طبيعة الاحتفال بهذه المناسبة من النحو والإطار القديم إلى إطار يستثمرونه في تحقيق الأهداف التي ينشدونها.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here