اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر عن القرآن الكريم من سورة طه (ح 118)

الدكتور فاضل حسن شريف

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الأنبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: الخوف من غير الله قبيح وهو منهم عليه السلام أقبح. والمعروف ان موطنه الاصلي هو النفوس غير المتكاملة ,فكيف تفسرون لنا خوف إبراهيم عليه السلام وهو في أعلى درجات تكامله النفسي؟ وقد يقال نفس الشيء تجاه موسى عليه السلام بعد قتله للقبطي ؟ قال تعالى “قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى” (طـه 45).

جاء في في موقع منتدى جامع الائمة عن خطبة الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: فالفكرة التي اريد ان اعطيها الان ان الحسين سلام الله عليه، صبر اكثر من كل الانبياء السابقين على الاسلام، صبر اكثر من كل الانبياء السابقين على الاسلام، بلاء الدنيا ما يقصر، يأتي الصغير والكبير والكامل والداني، حتى الانبياء حتى المعصومين يأتيهم بلاء الدنيا، الدنيا دار بلاء ومن ظن خلاف ذلك فذاك جهل في عقله وظلة في فكره، بلاء الدنيا موجود لكن يتطلب الصبر، عدم الاعتراض على القدر والقضاء الالهيين، إن لم ترض بقدري وقضائي، هو البلاء لا بد منه، إنما يريد ان يمتحننا ويريد لنا الكمال ويريد لنا الجنة. صبر اكثر من موسى عليه السلام، الذي هو ايضا من اولي العزم ، قال تعالى عن موسى ” يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94)” (طه 92-94) على حق موسى ، لكن مع ذلك كان ينبغي ان يصبر، وليس يصير عصبي بسرعة، انما صار عصبي لعصيان الله، لأن قومه عصو الله وعبدوا العجل، جزاه الله خير جزاء المحسنين، لكنه كان المتوقع منه ان يكون شنو اكثر من ذلك، واصبر من ذلك، المعصومين بعد الإسلام اكثر من ذلك واصبر من ذلك.

جاء في كتاب رفع الشبهات عن الانبياء عليهم السلام للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: موسى وهارون عليهما السلام: قال تعالى: “قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي” (طـه 94)، و “قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا” (طه 92) في هاتين الآيتين الكريمتين, الشبهة هنا لها عدة أقسام وهي: أولا ً: هارون عليه السلام كان نبيا ً فكيف جاز لموسى عليه السلام ان يوصيه بالإصلاح. وهذا أمر ناتج منه من غير وصية .الا يعد مثل هذا القول لغوا ً منه وحاشاه. ثانيا ُ: اتهام موسى لأخيه هارون عليه السلام بالمعصية له قبل الاستفسار منه. ألا يعد هذا اتهاما ً للبريء؟ .ثالثا ً: اعتداء موسى عليه السلام على نبي أليس فيه سوء خلق ومعاملة؟. رابعا ً: بماذا تفسرون قول هارون عليه السلام لأخيه موسى عليه السلام : “إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ” (طه 94) في هذا ظن بالمقابل ان لم يكن عند هارون مقدمات لهذا الظن؟ الجواب: بسمه تعالى: أولا ً يمكن أن تكون هذه الآية وصية عامة لكي يعمل بها كل الناس في كل الأجيال. مضافا ًالى أنها تنحو نحو الإثبات. يعني انها لإسماع الآخرين الذين لم يكونوا مدركين للعصمة في هارون عليه السلام. ثانيا ً: يمكن حمله على الاستفهام الاستنكاري. يعني لا يمكن ان تكون قد عصيت أمري أو حمله على الجانب ألا ثباتي لاراءة الناس إنه لم يعص . بعد أن يسمعوا عذره. ثالثا ً: لم يحصل أي أعـــــــــــتداء. فان غاية ما تدل عليه الآية هو كلام هارون: “ر” (طه 94) الذي يعتبر نفسه ولو تواضعا ً او تنزيلا ً – أهلا ً للعقوبة . ولكنه في مقام الاعتذار يقول : ان هذه العقوبة بلا موجب لوجود العذر. مضافا ً إلى أن الأخذ بالرأس واللحية ليس أعتداء. فان مستوى الأخلاق الاجتماعية في ذلك الحين لم يحكم بكونها أعداء والمجتمع يومئذ لم يكن يدرك الأخلاق التفصيلية التي ندركها الآن. مضافا ًالى أن النتيجة قد حصلت وهي عبادة العجل. وهي نتيجة مؤسفة حقا ً . وقد حصلت حال مسؤولية هارون. فلا يكون غيره هو المسؤول عنها ولعل موسى كان يتوقع ان يعمل هارون أعمالا ً إضافية لمنع حصولها ولم يعمل , وكان من الناحية الاخلاقية مسؤولا ً أمامه. ومن هنا فان كان قد أخذ برأسه ولحيته كان بمنزلة العتب وليس أعتداء. وتعلمون ان لكل الوجوه بعضها يصدق بعد التنزل عن البعض.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here