أعْشاشُ المُنى!!

لنْ يَزورَ الطيْرُ أعْشاشَ المُنى
غابَ عَنْها فتَناسَتْ ما بَنى

تاهَ طيْرٌ وتَرامى حائِرا
بَيْنَ أحْراشٍ أَباها فاكْتَنى

كغَريْبٍ فاضَ شَدْوا دامِعا
وسؤالِ الرُّوْحِ أضْحى مَنْ أنا؟!

أيّها الطيْرُ تَشاكَتْ أمَّةٌ
خَلعَتْ ذاتا فأرْداها الضَّنى

بخِلافٍ هَلْ أضاعَتْ دَرْبَها
فَوجيعُ الضَّيْم مِنْها إقْتَنى

هَلْ أراها أمَّةً في مَجْدِها
أمْ تَهاوَتْ لحَضيْضِ المُنْحَنى؟

قالتِ الأشْجارُ إنّا إنَّها
كلُّ غُصْنٍ مِنْ غُصُوني إغْتَنى

فاقْطِفِ الأثْمارَ واطْعِمْ جيْلَها
واطْلِقِ الآمالَ حيْنَ المُجْتَنى

بَعْضُ أغْصاني تَهاوَتْ وانْثنَتْ
وأرى الأخْرى تَنامَتْ كالسَّنا

فانْثُرِ النورَ بَهيْجا ساطِعا
وامْنَحِ المَوْجَ مُرادا أبْيَنا

أيْنَ ذاكَ الطيرُ يا أمَّ العُلى
أيْنَ أزْمانُ التَّباهي بيننا؟

حَدَّثتْني بَعْضُ أفْياضِ الأُلى
عَنْ خِطاباتٍ أصابَتْ وَعْيَنا

أ بِنا نَحْنُ الخَطايا أيْنَعَتْ
ولنا فيها أثيْمٌ إعْتَنى؟

يا سَماءً مِنْ أليْمٍ أمْطرَتْ
عاقَبَتْ خَلقا تَلاحى وانْفَنى

كيْفَ أحْوالُ بلادٍ أوْغَلْتْ
بخَرابٍ يتولاّهُ الدُنى؟

وَطنٌ غابَ وجَوْرٌ إعْتلى
وخُطى التقليدِ أشْقَتْ عيْشَنا

تابِعٌ هذا وذَيْلٌ ذا كذا
وبِهِمْ سارَتْ بلادٌ للوَنى

خائنٌ أنْتَ وتَحْيا رَمْزُها
ولها تَبقى عَزيْزا أحْصَنا!!

عَطّلوا عَقْلا وحَيَّوْا كيْدَهُم
بِرُعاعٍ إسْتباحَتْ أمْنَنا

بفَتاوى وكلامٍ ناقِمٍ
حَكَموا شَعْبا وهانوا عِزَّنا

ربُّهم أعْطى فَنالوا مَغْنما
والكراسيُّ أصابَتْ مَوْطِنا!!

عَرْبَدَ الإفْسادُ فيها وانْتَشى
فَتَمادى واعْتلاها مُدْمِنا

هكذا الدِّينُ بسوءٍ إبْتلى
ورَبيْبُ الشرِّ أضْحى مُؤْمِنا

عَيْبُنا فيْنا ومِنّا داؤنا
فلماذا إدَّعَيْنا ضُدَّنا؟

قلْ لجيْلٍ بضَلالٍ غارقٍ
أمُّنا تَرْقى وتَحْيا عِنْدَنا

إنّها كَوْنٌ مُضيْئٌ خالدٌ
وبها الأنوارُ شَعَّتْ نُورَنا

أيُّها الشّاكونَ أنْتُمْ عِلّةٌ
فاتْركونا أوْ أَعِيْنوا فِعْلَنا

لا تَقُلْ ماتَتْ ولكنْ إنْ كبَتْ
بَعْدَها قامَتْ فأحْيَتْ كُلَّنا

غايةُ الدُّنْيا تَوالتْ واقْتَضَتْ
فجْرُنا آتٍ فلمُّوْا شَمْلنا

يا بلادَ العُرْبِ يا كَنْزَ الرُّؤى
أشرَقتْ روحٌ وناجَتْ ربَّنا
د-صادق السامرائي
7\9\2020

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here