المرجع الخالصي: الكيان الغاصب الذي زرعه الغرب في وسط بلادنا لتقسيمنا محكوم بالفناء الداخلي والخارجي

المرجع الخالصي يحذر من الذين يحاولون ان يجعلوا من التطبيع حالة مقبولة او سائدة

أكد المرجع الديني الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة في مدينة الكاظمية المقدسة بتاريخ 9 شهر رمضان المبارك 1444هـ الموافق لـ 31 آذار 2023م، على فضيلة الصوم ووجوب الالتزام به وعدم الاستخفاف به، وتعليم الصبيان على الصيام، كما قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة:183.

وأدان سماحته ما صدر من بعض السياسيين العرب او من يمثلهم بترك الامر وعدم الاعتناء بخصوص التجاهر بالإفطار في نهار شهر رمضان، في مقابل ذلك أشاد سماحته بما اصدره السياسيون في بعض الاماكن الاخرى ومنها في العراق في بعض المحافظات حول وجوب مراعاة مظاهر العبادة في شهر رمضان وعدم التجاهر بالإفطار حتى لذوي الاعذار.

وأشار سماحته إلى ضرورة إحياء المناسبات الإسلامية والتاريخية المهمة التي تتخلل شهر رمضان المبارك، مثل ذكرى شهادة مؤمن قريش أبي طالب، وام المؤمنين خديجة (ع) التي صاحبت عملية الفداء في سبيل الإسلام في مواجهة الظلم والحصار والاذى. داعياً إلى عدم اتخاذ شهر رمضان سبباً للتمدد إلى النوم والغفلة والالتهاء عن الأمور المهمة بل الاستفادة من دروس مناسباتها وأخذ العبر منها.

كما وأشار إلى دور المسلمين في الجهاد خلال شهر رمضان المبارك، خاصة في فتح مكة، في معركة بدر، في معركة الخندق وغيرها من المعارك التي اثبتت ان المسلم الصائم قوي في حضوره، وهذا يحفزنا جميعاً على المشاركة الفاعلة في كل الاحداث بإذن الله تعالى، مؤكداً على معركة الخندق واحداثها الكبرى والعظيمة حيث قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا* إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ) الأحزاب:9-10.

وفي سياق متصل تطرق سماحته إلى ذكرى شهادة الإمام الخالصي الكبير معتبراً ان هذه المناسبة هو استمرار لخط الشهادة في سبيل الله تعالى، وهذا هو الذي يلزمنا بأن نبقى على الجهاد والمقاومة كما أمرنا الله تعالى ورسوله الكريم وأهل بيته الطاهرين واوليائه الصالحين.

وفي الشأن السياسي أكد سماحته على الانهيار الداخلي الحاصل في الكيان الصهيوني وفي العالم الغربي بشكل عام، معتبراً ذلك شكلاً من أشكال التغير الكبير في مسيرة الحضارة الإنسانية وعودتها إلى مرتكزها الطبيعي.

وأشار إلى ان هذا الكيان القائم الذي زرعه الغرب في وسط بلادنا لتقسيمنا محكوم بالفناء الداخلي والخارجي ولا يمكن ان يبقى من الأساس، فهذا النظام هو كيان غاصب ومجرم في وسط مجتمع بشري هائل مارس معه العداوة والاجرام فلا يمكن ان يبقى ويجب ان يزول، والآن بدأت بوادر هذا الزوال والتآكل الداخلي والحمد لله.

وأنذر سماحته المطبلين للتطبيع من العرب وغيرهم بأن هذه النهاية الحتمية للكيان الغاصب كما بشرناهم سابقاً، فسيزول الكيان ويزول معه كل الذين خانوا الامة وساروا معه.

وفي سياق متصل حذّر سماحته الحكومة العراقية تحذيراً شديداً وخاصة بعض العناصر المتآكلة فيها الذين يحاولون ان يجعلوا من التطبيع حالة مقبولة او سائدة، بان يكون هذا الانهيار للكيان عبرة وان يكون لهم درساً.

وختم داعياً إلى تشجيع المخلصين الذين يرفضون حالة التطبيع سواء كان في مواقع سياسية او غير سياسية، وتبقى المسؤولية الكبرى على علماء الدين الذين يريد بعضهم ان يمرر المشروع بصمتهم او بمباركاتهم الخارجية، ونقول لهم: ان الامر اقوى واوضح وأفظع وافضح من ان يخفى على الناس وان ينطلي عليهم، فضلاً عن إرادة الباري سبحانه وتعالى الحاكمة والشاهدة على كل إخواننا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here

By continuing to use the site, you agree to the use of cookies. more information

The cookie settings on this website are set to "allow cookies" to give you the best browsing experience possible. If you continue to use this website without changing your cookie settings or you click "Accept" below then you are consenting to this.

Close