أمير عبد اللهيان يلتقي لافروف في موسكو: تنامي العلاقات الثنائية وسط مخاوف غربية

صابر غل عنبري
<لافروف وعبد اللهيان خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو (أسوشييتد برس) التقى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء، نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، للتباحث بشأن ملفات العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، منها المفاوضات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران. وقال لافروف، في اللقاء، وفق ما أوردته وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، إن العلاقات بين البلدين "ماضية إلى الأمام"، مشيراً إلى تنامي العلاقات والاتصالات الثنائية على مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية. وفيما تتعرض كل من إيران وروسيا لعقوبات أميركية وغربية مشددة، قال وزير الخارجية الروسي إن التعاون الاقتصادي بين البلدين "سجل نمواً مستداماً"، مؤكداً وجود "تعاون وطيد في الشؤون الدولية والإقليمية". من جهته، أشاد وزير الخارجية الإيراني، خلال اللقاء، بتطور العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن المباحثات جارية بين الطرفين لإتمام وثيقة التعاون الاستراتيجي الشامل بينهما، مع إعرابه عن أمله في أن تتمكن وزارتا خارجية البلدين من إنجازها خلال الشهرين المقبلين. وأكد أمير عبد اللهيان أن "وفوداً رفيعة المستوى من البلدين تلتقي بشكل مستمر للحوار بشأن مختلف المواضيع"، لافتاً إلى اتصالات مستمرة بين رئيسي إيران وروسيا.img src="https://www.alaraby.co.uk/sites/default/files/cc1f3e6c6cd54bb0a25cbad0c21571b6.jpeg" alt="" />
التعاون الروسي الإيراني وتطورات القوقاز
وخلال مؤتمر صحافي عقد بعد اللقاء، أكد وزير الخارجية الإيراني أن المباحثات مع لافروف تناولت المجالات السياسية والدفاعية والتكنولوجية والاقتصادية و”توسيع التعاون في الأوساط الدولية” والعلاقات الثنائية، فضلا عن بحث تطورات القوقاز الجنوبي والحرب الأوكرانية، لافتا إلى “تضاعف التعاون الإيراني الروسي خلال العام الأخير”.

وفيما زادت أخيرا التوترات بين جمهورية أذربيجان وأرمينيا وسط مخاوف وتحذيرات إيرانية لباكو من مغبة القيام بإزالة حدودها مع أرمينيا لربط أراضيها بجمهورية نخجوان، أعلن أمير عبد اللهيان رفض بلاده “أي تغيير جيوسياسي” في منطقة القوقاز “تحت أي ذريعة كانت”.

وأضاف أنه بحث مع نظيره الروسي التطورات الجارية في القوقاز، داعيا إلى الحوار في هذه المنطقة، ومؤكدا أن “استمرار التوترات في هذه المنطقة لن يصب في مصلحة أحد”.
الحرب في أوكرانيا
وبشأن الحرب الأوكرانية، رفض أمير عبد اللهيان الاتهامات الغربية بشأن تزويد روسيا بمسيّرات ومعدات عسكرية أخرى، قائلا إن “قيام الغرب بتسليح أوكرانيا يزيد الأمر صعوبة”.

وأعلن الوزير الإيراني استعداد طهران للتوسط لوقف الحرب وبذل مساعيها في هذا الاتجاه على مستوى رئيس الجمهورية ووزير الخارجية، لافتًا إلى اتهامات واشنطن لطهران باستهداف قواعدها في شرق الفرات السورية، رافضا إياها وقال إنها “من دون أدلة أو وثائق”.

وكشف وزير خارجية إيران عن عقد اجتماع رباعي بين النظام السوري وإيران وتركيا وروسيا على مستوى نواب وزراء الخارجية الأسبوع المقبل.

الاتفاق مع السعودية
وتطرّق أمير عبد اللهيان إلى اتفاق بلاده مع السعودية في بكين لاستئناف العلاقات في العاشر من الشهر الجاري، قائلا إن “عودة إيران والسعودية إلى علاقات طبيعية تمثل خطوة مهمة”.

وتحدث المسؤول الإيراني عن “تقدم جيد” في العلاقات مع الجيران، مضيفا أن “بعض الخلافات في المواقف ما زالت قائمة، لكن لا يوجد مانع لعودة العلاقات الطبيعية وإعادة فتح السفارات”.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي عن ترحيب بلاده بعودة العلاقات بين إيران والسعودية، مؤكدا أن طهران وموسكو تعارضان سياسة الدول الغربية في التعامل مع دول العالم.

وهاجم لافروف العقوبات الأميركية على روسيا، واصفا إياها بأنها “غير قانونية”، مشيرا إلى أنه بحث مع نظيره الإيراني تطورات الحرب الأوكرانية والتدخل الغربي في النزاع الدائر هناك.

وأضاف الوزير الروسي أنه بحث مع أمير عبد اللهيان القضية الفلسطينية والأوضاع في أفغانستان واليمن وجنوب القوقاز ومسائل بحر قزوين، مشيرا إلى أنه يجري العمل لتأسيس مجموعة أصدقاء الأمم المتحدة.

كما دعا لافروف، الولايات المتحدة الأميركية، إلى العودة لالتزاماتها في الاتفاق النووي مع إيران.

وتواجه المفاوضات انسداداً منذ سبتمبر/أيلول الماضي، وتؤكد الإدارة الأميركية أن الاتفاق النووي لم يعد على أجندتها مع اتهام طهران بأنها أضاعت الفرصة لإحيائه في سبتمبر/أيلول الماضي.
وتأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى روسيا على وقع مخاوف غربية متزايدة من تعاظم التعاون الروسي الإيراني، وسط اتهامات مستمرة لطهران بتزويد موسكو بمسيّرات قتالية تستخدم في الحرب ضد أوكرانيا، إلا أن إيران ظلت تنفي صحة هذه الاتهامات.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، الاثنين، عن مسؤولين أميركيين وإيرانيين، لم تكشف هوياتهم، أن روسيا تساعد إيران على اكتساب قدرات مراقبة رقمية متقدمة، مشيرةً إلى أن طهران تتطلع إلى تعاون أعمق مع موسكو في مجال الحرب الإلكترونية.

وأضافت الصحيفة أن التعاون بين البلدين في مجال المراقبة الإلكترونية يضيف بعداً إضافياً إلى “التحالف العسكري المزدهر” بينهما، والذي قالت إن الولايات المتحدة تنظر إليه كتهديد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here