أيهما أهم الجريمة أم الدافع؟!!

سؤال ربما ذوي التخصص لديهم الجواب الشافي عليه , فالجرائم تتكرر بوتيرة متصاعدة , وعقب كل جريمة يتم التركيز على الدافع , لأنه الأساس والمحور الذي ترتكز عليه دواعي السلامة والأمان , ومن الصعب إستيعاب هذا التفاعل مع الجرائم البشعة التي يتساقط فيها العشرات من الأبرياء.
بل تجد المسؤولين وغيرهم من أصحاب القرار يجتهدون في إيجاد التبريرات للمجرم والوصول إلى تبرأته , ما دام الدافع فرديا , وغالبا ما يحاولون الوصول إلى أنه غير مسؤول على جريمته لأسباب عقلية أو نفسية.
الجرائم تتكرر والتصريحات بأنواعها تبحث عن الدافع , فهو الغاية والمطلب , وما أن ينكشف الدافع حتى تصبح الجريمة نسيا منسيا , فكيف يتم فهم ما يجري ويتحقق في المجتمعات المعاصرة من إقترابات تبدو غير موضوعية , وربما يمكن وصفها بالمتطرفة.
والجرائم متواصلة ومرتكبوها لديهم دوافعهم المصرح بها والخفية , لكنهم لا ينتمون إلى ما يثير الشك بأن الدافع غير ما يُرام ويُتصوّر.
السلوك الإجرامي عمل خطير على المجتمعات أن تواجهه بآليات وقدرات تمنع تكراره وتطوره مهما كان دافعه ومنطلقه , فالجريمة سلوك مرفوض ويجب أن تواجه بعقوبات صارمة لا رأفة فيها , مهما حاولنا أن نجد الأعذار والتسويغات , فالذي يقتل العشرات من الأبرياء لأي دافع كان لا بد من إيقاع القصاص العادل عليه , لا أن نمضي الوقت لتبرير عدم عقوبته والتوهم بأن الدافع ما قال وذكر.
فالدوافع البشرية لا تنتهي , لكن الجريمة جريمة , أي أن الدوافع تتعدد والإجرام إجرام لا غير , فلماذا الدافع يخفف من عقوبة المجرم , أو يمنحه المبررات الكفيلة بتخفيفها , وتأهيل الآخرين للقيام بأفظع من جريمته , ما دام الدافع كامن فيهم وليس من غيرهم.
فهل أن العالم قد بلغ مرتبة الجنون , وهل أن الإجرام سيسود وينتصر على القانون؟!!

د-صادق السامرائي
1\9\2019

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here