هل سيعود البعث الى السلطة ؟

ادهم ابراهيم

حكومة السيد محمد شياع السوداني تمثل الفرصة الأخيرة للاطار التنسيقي ، او بالاحرى لحزب الدعوة الذي حكم العراق مايقارب العشرين عاما ، حتى وصل العراق الى حد اعتباره من الدول الفاشلة لانعدام الخدمات العامة للمواطنين وتدهور الصحة والتعليم الى درجات قياسية ، ناهيك عن الفساد المستشري في اوساط الدولة .
الحديث عن عودة حزب البعث العراقي إلى الحكم يأخذ هذه الأيام أبعادا جديدة عبر وسائل التواصل الاجتماعي . والتسريبات عن حكومة إنقاذ وطني مازالت مستمرة . خصوصا بعد تدهور العلاقات العراقية الامريكية نتيجة استمرار الدعم العراقي لايران بعد وصول السيد السوداني الى الحكم .

والانهيار الوشيك لتحالف ادارة الدولة الذي تشكلت الحكومة الحالية على أساسه .

هذا الموضوع يذكرني بالرئيس الارجنتيني الاسبق خوان بيرون الذي حكم الارجنتين بعد الحرب العالمية الثانية .
ورغم ديكتاتوريته ظلَّت جماهير عريضة متيمة بحب هذا الرجل .
ولكن بسبب مواقفه الوطنية الرافضة لهيمنة الشركات الامريكية وبقاءه على الحياد في الحرب الباردة تم اسقاطه بانقلاب عسكري بمساعدة الولايات المتحدة .

وسارت الحكومات المتعاقبة في الارجنتين من فشل الى فشل ، وتعذر ايجاد حلول للمشاكل المتزايدة ، حتى تم اعادة خوان بيرون وزوجته ايفا بيرون الى الحكم بانتخابات رئاسية سنة 1973 اي بعد عقدين من عزله بانقلاب عسكري .
ولم يستبعد بعض المحللين السياسيين دور الولايات المتحدة باعادته الى الحكم .

يبدو ان الوضع السياسي والاقتصادي في العراق مابعد الاطاحة بنظام الحكم السابق من قبل الولايات المتحدة يشبه مثيله في الارجنتين ، بعد الانقلاب على حكم خوان بيرون .
لابل ان الفساد قد طغى على كل مشاريع الدولة في العراق ، والتدخلات الاجنبية في شؤونه الداخلية قد بلغت مستوايات قياسية ، واحتلت اراضيه . واستبيح الوطن من الميليشيات المارقة والجريمة المنظمة وانتشار المخدرات ، وتعطلت الصناعة والزراعة وجفت الانهار ، وعم الجهل والفقر في دولة تعد من اغنى دول العالم في مواردها البشرية والطبيعية !
واصبح العراق الخاصرة الضعيفة في المنطقة .
وهناك من يعتقد انه لم يعد في البلاد من له خبرة سياسية وادارية واقتصادية كافية ، واقترح الاستعانة بالكوادر السابقة لحزب البعث .
وهنا لايجري الحديث عن اعادة نفس حزب البعث في العراق كالسابق ، انما يمكن الاستعانة بهذه الكوادر لاعادة بناء الدولة من جديد ويعيد التفاهمات مع الدول الاقليمية والعالم بما يحفظ مصالح الجميع .

في حين يرى البعض الاخر ان هناك صعوبات او استحالة في عودة البعث في العراق . رغم ان ذلك يتعارض مع تصريحات المسؤولين واتهامهم للبعثيين بكل ما يحدث في البلاد ، مما يدل على خشية واقعية من هذا الامر .
ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here