طريق الشباب (حلقة ثقافية)

الحي لا يسأم الحياة ! (*) د. رضا العطار

نسمع كثيرين يقولون في تثاوب واسترخاء، انهم سئموا الحياة، ولكن الحقيقة انهم لم يسأموا الحياة. انهم قد مضت عليهم سنوات وهم في موت ولكنهم لا يدرون. وقد تسلل الموت الى نفوسهم رويدا رويدا في غير عناء، فلم يحسوا، فأستسلموا وماتوا، وهم لا يختلفون عن موتى القبور الا في انهم لم يدفنوا بعد.

فقد قضوا سنوات التثاوب والاسرخاء وهم في فراغ، اي خواء النفس والعقل. فلم يؤدًوا عملا ولم يلهثوا في كفاح ولم تكن لهم اهداف يتطلعون اليها او آمال ينشدون تحقيقها. وكل هذا من علامات الحياة، ولكنهم قد خلوا منها جميعا وعاشوا في خواء فسئموا حياتهم اي (سئموا الموت)

اننا نحيا بالكفاح والعمل والمسؤليات ولا عبرة بان ننتصر او ننهزم لان الحياة الناجعة ليست ببلوغ الهدف بقدر ما تكون بمحاولة البلوغ. واولئك الذين يسألون من وقت لآخر عن ماهية السعادة او طريق الوصول اليها انما قد فقدوا لذة الحياة لانهم يعيشون بلا كفاح او عمل.

فالرجل المكافح او الرجل العامل الذي ينشد هدفا لا يقف كي يسأل هذا السؤال لانه يحس انه في سعادة بكفاحه او عمله وانه يعيش حياة هادفة يقصد منها الى غاية ولذلك تستحيل حياته الى نشاط سام. كأنه يؤدي رسالة.

ايها القارئ لا تجعل حياتك خواء هباء ولا تتسكع في هذه الدنيا، فتسأم الحياة. او تموت وانت حي.

عش عن عمد واهدف الى هدف، وادِ رسالة، وكافح من اجل الشرف والحق والعدل.

واذا استطعت ان تحترف المجد فأحترفه، فقد تكون اهلا به.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للكاتب الموسوعي سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here