دبلوماسي يكشف لـ(الزمان) عن ملفات مشتركة بحثها السيسي ومحمد بن سلمان
الرياض -القاهرة -مصطفى عمارة
كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أنّ مباحثات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في المملكة العربية السعودية تناولت العديد من الملفات أبرزها توسط لدى الرياض لإعادة سوريا إلى مقعدها بالجامعة العربية بناء على طلب وزير الخارجية السوري المقداد الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي ، وبالنسبة للملف الاقتصادي تعهدت مصر للمملكة بإزالة العراقيل أمام الاستثمارات السعودية في مصر، كما وافقت السعودية على تجديد وديعتها في البنك المركزي المصري والتي تقدر ب5 مليارات دولار، فيما طلبت مصر من السعودية مزيداً من الدعم في ملف سد النهضة من خلال ممارسة الضغوط على الجانب الأثيوبي للوصول إلى اتفاق ملزم يحفظ حصة مصر في مياه النيل . وعن أسباب الخلاف بين مصر والسعودية خلال الفترة الماضية كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن أحد الأسباب الرئيسية لنشوب هذا الخلاف هو تلكؤ مصر في تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، وأرجع المصدر المصري هذا التلكؤ إلى أسباب أمنية بعد اكتشاف مخطط إسرائيلي لاستغلال المياه الواقعة بين الجزيرتين والمياه الإقليمية المصرية في إنشاء ممر تجاري يؤثر بشكل كبير على قناة السويس، فضلا عن عزمها وضع كاميرات لمراقبة الملاحة في المنطقة وهو ما يشكل تهديدا للأمن القومي المصري . والتقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مدينة جدة السعودية، على ما أفاد الإعلام الرسمي، خلال زيارة تأتي في حين تواجه القاهرة صعوبات اقتصادية بالغة مع خسارة عملتها حوالى نصف قيمتها في نحو عام. وأوردت وكالة الأنباء السعودية (واس) في وقت متأخر الأحد أنّ محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي لبلاده، والسيسي «استعرضا العلاقات الثنائية الوثيقة والتاريخية بين البلدين الشقيقين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في مختلف المجالات». وتقدم المملكة الخليجية الغنية بالنفط باستمرار مساعدات سخية للقاهرة لكنّ وزير المالية السعودي محمد الجدعان صرّح في كانون الثاني/يناير أنّ بلاده لن تقدم مساعدات غير مشروطة مجددا. وأثار التصريح تلاسنا شديدا نادرا بين إعلاميين وصحافيين في البلدين استمر عدة أسابيع، بدون تعليق رسمي من حكومتي البلدين. واضطر رئيس تحرير جريدة مصرية مملوكة للدولة لتقديم اعتذار للشعب السعودي على مقال قال إنه منسوب له. وأفاد مسؤول مصري حينها لمراسل -الزمان – أنّ جهات رئاسية عليا تدخلت لنزع فتيل التلاسن الإعلامي. في السياق ذاته أوضح عدد من الخبراء السياسيين أن توقيت زيارة السيسي للسعودية يكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى أن هناك ملفات تحتاج إلى تشاور عربي كبير خاصة مع قرب القمة العربية ، وأوضح د. عبد المنعم سعيد رئيس مركز الدراسات السياسية بالأهرام أنّ هذه الزيارة تحمل أمرا مبشرا وازالت العديد من الشائعات التي تزايدت خلال الفترة الأخيرة حول توتر العلاقات المصرية السعودية، كما أنها تكتسب أهمية خاصة في ظل التطورات الأخيرة بالمنطقة وعلى رأسها عودة العلاقات السعودية الإيرانية فضلا عن استمرار التوتر على الساحة الدولية مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والتي تتطلب التنسيق والتشاور بين البلدين لمواجهة تلك التطورات .
ومن جانبه أكد د. محمد مجاهد الزيات المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات أن العلاقات المصرية السعودية تطورت في المرحلة الماضية لتصل الى نوع من الشراكة الإستراتيجية، وشدّد الزيات على أن تلك الزيارة تكتسب أهمية خاصة مع قرب انعقاد القمة العربية القادمة والتي تتطلب من البلدين التشاور حول القضايا التي سوف تتناولها القمة.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط