دفعة لندن/ لا يا كويتنا الحبيبة ، لا يا شقيقتنا الضغرى؟

علاء كرم الله

بدأ أقدم كل الشكر والتقدير بأسم العراقيين جميعا للشاعرة الكبيرة الرائعة الكويتية الدكتورة (سعاد الصباح) والتي تحظى بمحبتنا جميعا وخاصة الطبقة المثقفة من الشعراء والأدباء ، ليس لعلو كعبها ومكانتها الأدبية وقامتها الشعرية ، وليس لكونها كتبت مقالا ردت فيه على مؤلفة مسلسل ( دفعة لندن) المثير للجدل ودافعت فيه عن العراق بكل جرأة وشجاعة عرفت عنها! ، ليس ذلك فحسب ، بل لحبها الصادق والنقي والعروبي تجاه العراق والأمة العربية ، رغم كل الظروف والأحداث التي مرت وجرت ، ولأنها كتبت الحق والحقيقة ولن تجامل في ذلك أبدا ، فألف شكر لك أيتها الكبيرة الرائعة ، ونرفع لك القبعة أحتراما وأكبارا لك ، ولكل شجاع يقول كلمة حق في أي مكان وفي أي ظرف وزمان بلا خوف أو تردد أو مجاملة ، والشكر والتقدير موصول للأعلامية الرائدة المعروفة (فجر السعيد) ، ولكل الأخوة الكويتيين الطيبين الذين ردوا على المسلسل ولن يرضوا بالأساءة لنا . أنا لست من المتابعين للمسلسلات الخليجية ، رغم ما تحمله من أبداع فني عالي المستوى من كل الجوانب ، تأليف وتمثيل وأخراج ، لا لشيء ولكني أدمنت كغالبية العراقيين بل كغالبية العرب أن نشاهد ونتابع المسلسلات والأفلام والمسرحيات المصرية ، ولكن ما كتب عن المسلسل المذكور من ردود أفعال وما أثير حوله من ضجة ، بسبب محتواه الهابط والواضح الأساءة على العراقيين ، دفعني أن أشارك كبقية الأقلام التي كتبت وكل الأصوات التي دافعت عن العراق وعن الحقيقة وهذا حق مشروع لنا للدفاع عن عراقنا الحبيب وهذا هو أضعف الأيمان!! . أقول ل (هبة مشاري) مؤلفة المسلسل ، لو كنت تعرفين ان للعراق وشعبه من يدافع عنه!! ، لما تجرأت أنت وغيرك أن تسيئوا له ولأهله بكلمة! ، ولكنكم تيقنتم تماما أن الأمريكان السفلة ومعهم بريطانيا الخبيثة رأس المكر والفتن في العالم ، قد باعوا العراق وأهله بأبخس الأثمان منذ أحتلالهم البغيض له ، وبنفس الوقت أسجل عتبي ولومي الكبير والشديد على ممثلي ( العائلة العراقية) ، في المسلسل الذين قبلوا بأن يقوموا بدور الخدم! ، وتحديدا منهم الممثلة ( ريهام الجزائري) صاحبة الأدوار الكبيرة والمميزة، ولا أدري ما الذي دفعهم لقبول هذا الدور الباهت والرخيص؟! ، هل لضيق ذات اليد ومن أجل رغيف الخبز؟ أم لقلة العروض الفنية عليهم ، فقبلوا بهذا الدور الذي لا يليق! ، والمسيء لهم وللأنسان العراقي على السواء! ، أقول مهما كانت الأسباب فالممثل يجب عليه أن يحافظ على كرامته في الأدوار التي يقوم بها! ، ولربما يقول أحدهم أن هذا فن وعلى الممثل أن يقوم بأي دور فني! ، أقول نعم وأنا معكم ولكن ألم يقرأوا (ممثلي العائلة العراقية) في المسلسل السيناريوا جيدا ؟ ألم ينتبهوا الى مضمون ما حمله من أساءة مقصودة وواضحة للشخصية العراقية وللأنسان العراقي وللعراق بشكل عام؟ . ندخل الى صلب المقال ونقول : ما طرحته السيدة ( هبة مشاري) مؤلفة المسلسل ، لا يحمل الأساءة فقط للعراقيين عن قصد وسبق أصرار! ، بقدر ما أثار فتنة مكروهة وملعونة ، حاولت فيها المؤلفة أن تنكأ جرحا قديما مضى عليه أكثر من 30 عاما (غزو صدام للكويت) ، بالوقت الذي حرص العراقيين بكل مللهم ونحلهم وأطيافهم على تطييبه ونسيانه وحتى تناسيه! ، وحلفوا بأغلظ الأيمان والله شاهد على ذلك ، وهو الذي يزكي الأنفس ، بأنهم براء مما فعله ( رئيس النظام السابق بالكويت) ، وأذا كان الأخوة الكويتيين أكتووا لأشهر بتلك الغزوة المجنونة ، التي كسرت ظهر العراق والعرب على السواء! ومهدت للأحتلال الأمريكي للعراق وللمنطقة! ، فالعراقيين أكتووا بحماقة وتهورودكتاتورية (صدام) 35 عاما! ، وقد دفع العراقيين ثمن تلك السياسة العمياء المجنونة الكثير الكثير ، وما زلنا ندفع ثمنها لحد هذه اللحظة من المال والبنون!! ، بعدما أضاع العراق وضيع شعبه وتاه أهله وتشردوا في الداخل أكثر من الخارج!؟ ، والعالم وأنتم تعرفون ذلك تماما ، فليس من المروءة والشجاعة أن تحملوننا ما لا طاقة لنا عليه بعد أكثر من 30 عاما! . دعيني هنا يا أبنة مشاري! والكلام ليس موجه لك فحسب، بل لكل الأخوة بالكويت حكومة وشعبا ، أن أوضح بأن أمريكا ، هي من خططت ونصبت ( مكيدة حرب الكويت)!! ، وذلك لتدمير المنطقة بكاملها وليس العراق وحده! ، وأحداث شرخ كبير بها لمصالحها القومية العليا ولمصلحة أسرائيل تحديدا!! ، وقد نجحت ومع الأسف في مكيدتها وبلعت الحكومة الكويتية الطعم كما بلعه حاكم العراق المجنون!! ، والوثائق التي ظهرت فيما بعد دللت وبيقين تام على ذلك! ، وصار ما صار وجرى ما جرى في قصة أصبح طعمها مج وماسخ! ، والكل أخذ حصته ونصيبه ، وأعيد أعمار الكويت وصارت أحلى وأجمل من الأول ، وأعيدت لها كل حقوقها ( ثالث ومثلث)! كما يقال ، وأخذ العراق حصته من الخراب والدمار وأنتهت المكيدة كما هو مخطط لها بأحتلال العراق وتحطيمه! . يا أبنة مشاري ، لقد أظهرت بطولة خليجي 25 لكرة القدم التي أقيمت في العراق في البصرة الفيحاء، بأن العراق رغم جراحه وآلامه وبكل مافيه وما لحقه من دمار وخراب لازال يمثل خيمة العرب وجمجمتها! ، عندما أحتضن الجميع بكل حب ومودة وكرم وبكل شوق وحنان ، وعض على كل جراحاته وآلامه وتناسى طعون أخوة يوسف له عندما سقط وأثخنوا القتل فيه أكثر من أسرائيل!! . أبنة مشاري أقول لك أيضا ، أذا حاولت أمريكا في سياستها الجديدة بالمنطقة أن تصغر الكبير وتكبر الصغير! ، فعليك أن تعي وتفهمي أنت وغيرك أن العراق يبقى كبيرا ، ويبقى خيمة العرب وجمجمتها رغما عن أنف أمريكا وبريطانيا وباقي دول الغرب ، ورغما عن أنف من والاهم وتصافح معهم وقبّل أقدامهم وصار عميلا ذليلا لهم ! . وأقول يا أبنة مشاري كمان وكمان! صحيح أن العراقيين ليس لهم من يدافع عن كرامتهم كما تفعل الدول المحترمة ، حيث تصل الأمور الى أستدعاء السفير وتوبيخه! أذا تجاوز عليهم أحد ، أو صدرت أية أساءة من نفر ضال ، أو من نفس مريضة أمارة بالسوء يا بنت مشاري ! ، ولكن مع ذلك ، عليك أن تعرفي ولا تنسي أو تتناسي بأن رغم كل ماجرى ويجري لتدمير الأنسان العراقي ، فأن جمر كرامته يتقد بين الأضلع ويتفجر حمما من نار ولهب أذا أراد أحد ان يدوس عليهم ، وقد وضح لك وللجميع ذلك!! . أعلم تماما وأنت تعلمين أيضا يا أبنة مشاري ، أن هذا هو زمن الباطل والرخص والأبتذال زمن السراق والفاسدين والمجرمين والقتلة وآكلي الست الحرام وبائعي الضمير والأوطان ، أنه زمن الثعالب والواوية يا أبنة مشاري ! وأن جولة الجبناء والأقزام ، وأن طالت فهي قصيرة ، وحتمية النصر النهائي ستكون لجولة الحق لأنها حكم الله عز وعلا وكلمته الأخيرة . أخيرا نقول : أعرف أن الكويت دولة! وبها حكومة واحدة ، ويرفع بها علم واحد وليس عدة أعلام! ، يعني وبلغتنا الدارجة ( مو تايهه الأمور عدكم وكلمن بكيفه مثلنا!) ، ولذا أسأل ، كيف وافقت وزارة الأعلام الكويتية ، على أجازة عرض هذا المسلسل الذي يحمل الأساءة ويثير الفتن والفرقة وينكأ الجراح ويوغر الصدور بالضغائن والأحقاد؟ ألم تعلم بذلك؟؟ أم لأن الناس على دين ملوكهم وأمرائهم؟؟! . جعلنا الله حكما بيننا وبينكم ، ولله الأمر من قبل ومن بعد .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here