يصنع كل واحد منا الخير والجمال حسب قدرته وإمكانياته المتاحة

يصنع كل واحد منا الخير والجمال حسب قدرته وإمكانياته المتاحة

بقلم مهدي قاسم

ربما نستطيع في هذا الوقت العصيب من أزمنة شائكة وصعبة مربكة ، من فصول نوبات جنون كاسحة تجتاح ليس نفوس بشر كثيرين وحدهم ، إنما تجتاح قلب الطبيعة ذاتها أيضا بزلازلها وبراكينها وأمطارها الطوفانية الجارفة و حرائقها المسعورة، إلى حد :
أنها ، أي الطبيعة ، تحتال على نفسها بنفسها هي بالذات !، فتعطي انطباعا أو إيعازا للأشجار و النباتات و الأزهار و بذور القمح و الحنطة بأن فصل الربيع قد جاء و حل .. فتتبرعم الأشجار والأعشاب و…إذا بموجات برد عاصفة بالجماد تدمر كل هذه البراعم والبتلات في غضون ساعات قليلة ….
ربما كل هذا يتطلب منا أن نستمر في جهدنا ، لنكون أكثر فائدة للعالم أو لبعضنا بعضا ، مثلما كان غيرنا من قبل ، و على نحو :
الفلاح المجد والمثابر وهو يحرث الأرض بذورا ويرعاها ويحميها لتنمو سنابلا محملة بقامات قمح شامخة – كما تحمي الأم جنينها وترعاه بشغفها المتوقد ، منتظرة بنفاد صبر ، حتى حلوله ضيفا دائما على العالم ..
العامل بمطرقته الثقيلة يفتت الصخور بحثا عن مجوهره ثمينة أو ياقوت متلألئ مخبوء ..
أو صانع أجبان ومربي نحل و خيول برية وراعي خراف يعزف نايا بهيجا ..

والمعلم المؤهل الجيد والمثقف الموسوعي الذي يربي أجيالا في حقول العلوم والمعارف المفيدة والنافعة في حياتهم المهنية المقبلة ..
الطبيبة ، الجراح ، بمشرطهما ذي نصل مطهر نقي ليعيد العافية لمريض حياته مهددة بالزوال ..

المطربة / أو المغني بصوته العذب و الساحر .. لإضفاء مسرة على كآبة الحياة الروتينية المملة ..
الموسيقي بانغامه المجنحة لسفر قلوبنا وأرواحنا إلى عوالم أخرى أكثر روعة و رونقا ..

الشاعرة / أو الشاعر بقصيدته الملهمة برقة مشاعر و عذوبة أحاسيس وصور وكلمات غير معتادة ..
الكاتبة / أو الكاتب بنصوصه و قصصه ورواياته الزاخرة بعوالم مثيرة ،
الفيلسوف من خلال تأكيده على قوة غريزة البقاء وحب الحياة وطرح أسئلة كونية دائمة ،محاولة لفتح مغاليق غامضة ..
الرسامة / أو الرسام بلوحته التشكيلية البديعة والمدهشة المثيرة للمخيلة وحب الجمال ..

البستاني بورده و أزهاره الزاهية والعطرة ليبقى العالم مزنرا بباقات عبقة ..

الخباز بنكهة أرغفة خبزه الساخنة بعنفوان اشتهاء لا تُقاوم ..
المرأة بجمالها الطبيعي والرصين الجذاب بأنوثتها الجذابة الدافئة ! ..
كل ذلك …………………..
لنجعل العالم جميلا ، متماسكا وأقل انهيارا وتداعيا كارثيا ..
حتى ………………….
يكون ممكنا لتحمل و عيش مقبول ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here