مسافرون على أجنحة الزمن

ضياء محسن الاسدي

(( عندما تتراكم الهموم وتثقل أوزار الحياة الصعبة في زمن الملوثات اليومية التي تصنعها يد الإنسان حيث تنشر سوادها على واجهة القلب وجدرانه ليزداد عتمة في واضحة النهار يخفت فيها بصيص الأمل في نفق الحياة المظلم ونفقد خيطها الرفيع الذي نمسك به للخروج لأيام قد نعيد رسم ألوانها الزاهية من جديد أو نسترجع قسما من الماضي الجميل . إلى متى نبقى هاربين من الأيام التي وضعت بصمتها على وجوهنا تخبرك على ما فعلته بنا بخطوط متفرقة تنبئك عن قساوتها وجبروتها بعدما أخذتنا بين محطات الحياة بقاطراتها السريعة تجر ورائها سنين الماضي إلى نقطة لا عودة إليها والاستسلام للواقع الذي لا بد منه أن نحط رحالنا في باحته نقترض منها جزء من سويعات الماضي التي لا تزال عالقة في أذهاننا نسلي بها النفوس والعقول عزاء لنا نجاذبها أطراف الحديث الذي فات أوانه وعفا عنه الزمن سوى فتح سجلات الماضي والذكريات الملونة بألوان الحياة نقلبها بأناملنا وعيون تفيض من الدمع على أيام خلت بتراكماتها طوتها السنين مرت كسراب من الماء يلوذ إليه الضمأن كي يحط رحله ليستريح من عناء السفر الطويل والعمر يجري بنا في زمن تخلى عنا الأهل والصديق والحبيب يتساقطون من حولنا كأوراق الأشجار في الخريف واحدا تلو الآخر نودع ونبكي حسرة على أيام أفل ضيائها سريعا واضعة بصمتها على وجوهنا ونحن مسافرون على أجنحة الزمن الذي لا نعرف متى وأين وكيف يحط رحله لنزيل غباره عن أجساد أتعبها لسنين طوال ))

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here