قصيدة : المنزل القديم

قصيدة : المنزل القديم
للشاعر المجري زولتان تَلَكي
ترجمة مهدي قاسم
ألقي نظرة مختلسة نحو البيت القديم
كلما قادني طريقي إلى هناك
على أمل متلهف سرا
عسى أمي ستلوّح لي من عند البوابة .
كانت تنتظرني دوما بابتسامة مشرقة ، عريضة
بينما البوابة مفتوحة على مصرعيها ،
وعند دخولي عتبة الدار، تسرع باذلة كل ما في وسعها ،
فتظهر الأطعمة المفضلة لديّ ،
كنت أقول لها : ” لن أبقى ” كثيرا ! ،
عليَّ الانصراف حالا ،
جئتُ لبضع دقائق فقط .
لأعرف فيما إذا أنتِ بخير ؟.
عندها يتخذ وجه أمي طابعا جديا ،
وهي تراني متجها نحو الباب ،
ثم تأخذ الأمر برمته ، كأنه جرى بشكل عرضي ،
” سأعود فيما بعد ”
لوحتُ لها خارجا من البوابة .
من عند ركن قصي نظرت خلفي لمحتُ أمي
واقفة عند البوابة ترسل لي تحية وداع .
حينذاك شعرت بخجل يغمرني ،
لأنني لم أبق عندها بذريعة قلة الوقت ،
الآن بدأتُ أعلم يا أمي أن وقتك ِهو الذي كان يتناقص ،
لهذا السبب انتظرتني كل هذا الوقت الكثير.
منذ ذلك الوقت و أنا أختلس نظراتي نحو المنزل القديم
إذا ساقني طريقي إلى تلك الناحية مصادفة ،
إذ لا يوجد ثمة مَن سيلوّح لي مبتسما ،
أعلم إنها رحلت ، مع ذلك انتظرها في سري ،
علني أرى أمي العزيزة ثانية، واقفة عند البوابة مبتسمة .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here