عقدة العراق وشعبه هي فوبيا البلدان العربية وقوى الشر في العالم !

عقدة العراق وشعبه هي فوبيا البلدان العربية وقوى الشر في العالم !
الأقزام في مسلسل ” دفعة لندن ” والشعب العراقي !

لقد قامت على ارض بلاد الرافدين اشكال الحضارات وكانت الكتابة التي علمت البشرية من أولى مظاهرها ، وسبق وتم وصف العراق بارض السواد لكثرة زروعه وبساتينه المثمرة فضلا عن ثرواته النفطية وهو يمتلك ثان احتياطي خزين للنفط في العالم ولكننا نعتقد أن الثروة الحقيقية للعراق والتي لا تنضب هو ( العقل العراقي ) ولقد أظهرت مؤخرا خريطة تفاعلية نشرها موقع “targetmap” عن متوسط مستوى الذكاء في دول العالم … أحتل فيه الشعب العراقي المرتبة الأولى عربيا والمركز ال 20 عالميا ! وكان من المعروف عن الشعب العراقي انه يختلف عن بقية الشعوب فهو يميل للإستقرار والالتصاق بارضه إلا ان حماقة الأشرار صانعي القرار من الذين يديرون قواعد اللعبة في عالمنا هذا إضافة الى غباء عنجهية نظام صدام وحروبه المدمرة وغزوه للكويت ، وكنتيجة لأثني عشر عاما من فرض الحصار الاقتصادي وحجب الغذاء والدواء والمستلزمات الانسانية عنهم أضطر الملايين منهم الى الهجرة الى كل دول العالم وتعرضوا خلالها الى الأسى والحرمان ما يفوق الخيال ولا ينكر ان البعض منهم أضطر أن يشتغل خادما أو حمالا وكان واضحا كيف كانت قوات الدرك في احدى دول الجوار تطارد اصحاب البسطات من العراقيات اللواتي كن يبيعن علب الدخان والحاجيات البسيطة في الأزقة والشوارع وكيف كان يتم إذلال العراقيين في مطارات الدول العربية وبقية دول العالم ، وحتى أن البحر شاركهم في ذلك و شبع من أبناءهم الذين كانوا من الحالمين بملاذ آمن في أية بقعة أرض على هذا الكوكب ! ومع إننا نرى شخصيا ومن حيث المبدأ أن لاعيب بتاتا من الناحية الطبقية أن يشتغل المرء أو المواطن وأن يكسب عيشه بطريقة مشرفة وفيما إذا كان حمالا او خادما أو صباغا للأحذية إذا أضطر الى ذلك ولكن ان هناك حقيقة على الأرض لا يمكن نكرانها وهو ان الشعب العراقي الذي تعرض عبر تاريخه للمحن و للغزو وانظمة الطغاة يمتاز عن غيره بالشجاعة وبالاباء والكرامة وعزة النفس، وأبى أبناؤه إلا أن يكونوا غير ذلك ، وهناك الكثير من الأمثلة التي لا عد أو حصر لها ، ومنها انه في زيارة شخصية لنا ايام الحصار الجائر الى العاصمة الاردنية / عمان قادمين من لندن طلبت من ان احد الأخوة وأعز الاصدقاء ( رحمه الله ) المقيم آنذاك في الأردن ان نذهب الى احدى الاسواق الشعبية في وسط البلد لأنها كانت تذكرني بأيام زمان و ” بسوق الصدرية ” الواقعة في منطقة باب الشيخ / عگد الأكراد ، وخلال تجوالنا أشترينا حاجيات بسيطة من السوق وكانت سهلة الحمل ألا انه راعني أن أرى شابا عراقيا يافعا وبعمر الورد يشتغل عتالا ( حمالا ) في ذلك السوق وطلب منا ان يحمل عنا تلك الحاجيات ! إلا اننا رفضنا ذلك وبعد أن عرفنا وتبين لنا انه عراقيا حاولت بدلا عن ذلك بمساعدته بمنحه دينارا اردنيا ! إلا أنه رفض هذا الشاب “الحمال ” بكل أباء ” أخذ الدينار منا ، علما أن ذلك المبلغ لم يكن ” ليستهان به آنذاك ” ولن انسى ما حييت ما قاله لنا بكل عزة وإباء وأنفة وكبرياء وبالنص ( آني أشتغل حمال لكسب رزقي ولست متسولا ) وعلى أثره وتلك الإجابة المؤثرة أغرورقت عيناي بالدموع فما كان مني غير أن أقبله على جبينه على موقفه ذلك !
ليس لنا غير أن نقول للأقزام وللشعوب العربية ولشعوب العالم وللعاملين في مسلسل ( دفعة لندن ) ولهبة المشاري هذا هو العراق وهذا هو العراقي ! ونقول ايضا لهبة المشاري يا من تجهلين العراق فبلاد الرافدين ، العراق هو الذي علمك القراءة والكتابة وكتابة المسرحيات ! والعالم كله مدين لأرض السومريين والأكديين وحمورابي الذي أنطلق منه الحرف الاول للكتابه !

فاروق جواد رضا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here