من كثرة ضجيج و صخب شعرهم ما شعروا بمروره !
بقلم مهدي قاسم
مر قبل ثلاثة اليوم العالمي للشعر بصمت و إهمال ولامبالاة ، دون ذكره أو الترحيب به ، مر كما يمر موكب عرس يتيم في ليلة اختفى فيها القمر..
ولم يحتفلوا به مثلما ينبغي ويجب ، كصاحب جلالة وفخامة روحية للبشر ، بل كمرايا عاكسة لزخم مشاعرهم وأحاسيسهم ، أجل لم يحسوا بمروره بالرغم من الطوفان الشعري الهادر- بجودته القليلة ورداءته الكثيرة – الذي يجتاح عددا هائلا من صفحات التواصل الاجتماعي والمنابر و المواقع من قبل كل مَن دب وهب ليكون شاعرا فطحلا في فن الهراء ..
هذا في بلاد العرب حيث كل ثالث منهم يدعي أنه شاعر و الرابع مشروع شاعر و الخامس سيكون شاعرا حتما !..
عرب ما من إنجاز ثقافي أو تقني غربي اقتربوا منه إلا و دبت فيه أصناف فساد وانحطاط ..
بينما في أغلب بلدان غربية و أسيوية وغيرها يأخذ اليوم العالمي للشعر طابعا احتفاليا على المستوى الوطني العام ، و ذلك احتفاء بالشعر ، كمناسبة قيمة وذات أهمية حضارية ، بغية تذكير الناس ” العاديين ” الذين تنهكهم روتينية الحياة اليومية ومشاغلها العادية والمتكررة ، فتجري عملية تذكيرهم بهذا اليوم الخاص والمهم في حياة المجتمعات المتمدنة و بأهمية الشعر ، عبر مجالس ومنابر قراءات للشعر في المسارح ، في المدارس و تقديم برامج خاصة في مؤسسات ثقافية كإذاعة وتلفزيون ، كل ذلك من أجل تصقيل وتجميل وسمو أرواح وقلوب الناس و وجدانهم ومشاعرهم وأحاسيسهم ، من ناحية إثارة الشغف من ناحية تبادل علاقات الحب بين البشر أنفسهم من ناحية ، و بين البشر الطبيعة من ناحية أخرى ..
فيا أهلا و يا مرحبا باليوم العالمي للشعر !..
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط