حتى أنت يا بروتس ؟!

حتى أنت يا بروتس ؟! * ..

بقلم مهدي قاسم

عندما تحتشد كومة براغي مزنجرة بين إطار شيعي و إطار سني في عربة مخربة وعاطلة اسمه العراق * ..
و ………………

كأن الإطار الشيعي الجامع ــ بغالبيته ــ للصوص الوطن وناهبي ثرواته النفطية لا يكفي لمواصلة نهج التخريب المتواصل للعراق ، فها هو ثمة إطار مواز ، بالأحرى شبيه ب” إطار شيعي ” ، على وشك تشكَّل وتكوين في بعض المناطق الغربية لمجموعات و أرهاط من لصوص قدماء وجدد طارئين ..
لذا يحتدم الصراع في هذه المناطق و يشتد بين أفراد انتهازيين و جماعات مرتزقة وشيوخ عشائر وقبائل أطلقوا عليهم تسمية ــ طراز 56 ــ للحصول على مواقع قريبة من مصادر المال العام والسلطة لمواصلة النهب المنظم و الفرهدة الفقهية المشرعنة وعمليات التخريب الممنهجة ..

وهو الأمر الذي ، أن كان لم يُعد يدعو إلى الاستغراب ، البتة ، في بلد مثل العراق الذي استحال إلى حائط واطئ وثرواته مرمية على قارعة الطريق ليسرق مداخيل ثرواته النفطية كل مَن يريد ويشاء ــ وهو ضمن السلطة ومواقع النفوذ ــ فإن المثير في هذا الأمر برمته ، أن يكون ” المظلومين الجدد ” من أهالي هذه المناطق الغربية وسائل مساعدة ودعم متحمسين لجماعات ” الإطار الشيعي ” و شبيها مماثلا له في ترسيخ سلطة الفساد والطائفية و التخادمية لمطامع الأجنبي ، إلى حد يقلدونهم في كل ما يضر العراق من سرقة الميزانيات الهائلة المرصودة للتعمير والتأهيل و التحديث ومداهنة النظام الإيراني والتعامل مع هيمنته شبه المطلقة على العراق على أنه أمر واقع قائم ومرحب به ليكونوا مقبولين في تقليد المناصب العليا.

بالطبع نحن نحاول أن نفهم مساعي هؤلاء وذرائعهم وحجتهم في الحفاظ على مصالح الطائفة من ” أهل السنة ” وحمايتها في ذروة صراع المصالح الطائفية المزعومة ، ولكن ليس بهذه الطريقة المخزية من تنافس وصراعات ونزاعات فيما بينها لنيل رضا الإطار ” الشيعي ” وكذلك مباركة النظام الإيراني ، ضمن سعي واضح من وسائل دعم وديمومة لسطة الفساد الهجين والمشوّه ، في غمرة لهاث ضبعي خلف امتيازات سلطوية واقتناص فرص لصوصية فئوية و فردية ليس إلا ..
إذ حتى الآن لم يستفد لا أهل الجنوب ولا أهالي المناطق الغربية من سلطة الفساد والمحاصصة الطائفية غير الساسة المتنفذين حصريا و فقط ..

و إذا كنا قد كتبنا كثيرا عن دور عميد الفاسدين نوري المالكي وبطانته ــ بتعاون وتواطؤ من حزب الإخوان المسلمين في العراق ببطولة محمود المشهداني و سليم الجبوري وغيرهما ــ في انتشار مظاهر الفساد السرطانية في إيصال العراق إلى ما هو عليه من فقر مدقع و تخلف و شبه خراب كامل لمرافق الدولة وبناها التحتية بسبب إهمال طويل و عدم تحديث وتطوير وتأهيل ضروري ومهم ، فأليس يحق لنا أن نسأل إنه :
ـــ من هو محمد الحلبوسي والمهرجين المتنافسين الذين حوله أو ضده ــ مثلا وليس حصرا ــ وماهي أهليته أو مؤهلاته ، أكثر من كونه شابا ” وسيما ” وأنيقا ، ولكن ملبيا شروط جماعات ” الإطار الشيعي ” ومتمتعا بمباركة النظام الإيراني و بهدف شرعنة النظام الطائفي الفاسد فحسب ؟..

و ضمن هذا السياق ، كأنني أسمع العراق وهو يئن من كثرة طعنات على جسده الجريح النازف على يد هؤلاء وأولئك على حد سواء ، عاتبا هامسا ، وهو يرى هؤلاء اللصوص من جماعات المناطق الغربية يقلدون الإطار الشيعي ليكونوا مثلهم تماما فيهمس العراق معاتبا :
ـــ حتى أنت يا بروتس !..

* توضيح لغير العراقيين : تسمية ” إطار شيعي و إطار سني ” مجرد اسم لتجمعات سياسية متحالفة أو على وشك تحالف ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here