وداعا صديقنا الفنان و المخرج ثامر الزيدي في رقدتك الأخيرة في حضن أمنا الطبيعة الدافئة !..

وداعا صديقنا الفنان و المخرج ثامر الزيدي في رقدتك الأخيرة في حضن أمنا الطبيعة الدافئة !..

بقلم مهدي قاسم

جرت أمس البارحة مراسم تشييع الفنان و المخرج العراقي ثامر الزيدي إلى مثواه الأخير في بودابست ، مع التعبير عن أسفي الشديد لكوني لم استطع المشاركة في مراسم التشييع ، بحكم التزامات عملي ذات المسؤولية الصارمة في المحاكم ، وهو الذي كان صديقا لي منذ ثلاثين عاما ونيف كنا نتقاسم أزمنة الغربة والشتات بحلوها ومرها على حد سواء ، دون أن يكون ذلك مانعا أو سببا في عدم تجسيد رؤيته الفنية و طاقاته الإبداعية في المجال الإخراج المسرحي والتلفزيوني ، تلك الطاقات الإبداعية التي وظفها في مؤسسة التلفزيون المجري الحكومية الرسمية في إخراج أفلام كارتونية للأطفال ومن ضمنها ــ أن لم تخني الذاكرة ـ مسلسل السندباد الذي لاقى إقبالا واسعا من قبل مشاهدين هنغار *..
ولكن قبل هذا ، أي قبل انتقاله إلى المجر ، كان قد أسس ــ عندما كان شابا هاويا للفن ــ فرقة مسرحية في بعقوبة ــ مركز محافظة ديالى في العراق ، بهدف القيام بنشاطات فنية و مسرحية هناك ، ثم ، فيما بعد ، انتقل إلى بغداد ليواصل اشتغالاته المسرحية هناك رغم ممارسة أساليب التضييق والضغوط الإقصائية والقمعية البعثية ..
إلا إن اهتماماته الفنية و الإخراجية الجادة لم تكن حائلا قطعا دون التزاماته الفكرية والعقائدية ذات المنحى اليساري ـ الشيوعي تحديدا ــ نقصد التزاما منتظما ومتواصلا حتى آخر لحظة من حياته الحافلة بالإبداع الفني الأصيل وعن قناعة راسخة وإيمان عقائدي صادق رافقه طيلة حياته ، وبعيدا عن أية مصلحة أو منفعة..
وكان صديقنا الفقيد ثامرالزيدي يتواصل معي باستمرار على مسنجر و يرسل منشورات ورسائل خاصة بنشاطاته الفنية وقد وددتُ أن الحق بمنشوري بعضا من صور و منشورات تتعلق بتلك النشاطات الفنية والثقافية و الرسائل :
* ( تحياتي صديقي العزيز ثامر : أنهيت ترجمة السطور التي طلبتها مني في نفس اليوم لرئيس القسم في التلفزيون المجري فيما يلي النص المُترَجم : ( ساعد “صوت المجر البغدادي ” المتميز ، و الذي ينتسب إلى موطن الهنغار الأصلي بابل ، ثامر الزيدي ، و الذي بصفته ممثلا ، مخرجا ، و منظمّا عبقريا ، من حيث تعاون وساعد في كثير ، وكثير جدا من برامج في تهيئة هذا البحث ..
فله الشكر الصادق مع دوام الصداقة الطيبة ,
بودابست ,29 نيسان , 1998.
و أخيرا : لروحه المعطاءة كل السلام و الرحمة !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here