اشارات الشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره عن الامام المهدي عليه السلام (ح 1)

الدكتور فاضل حسن شريف

قوله تعالى “وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ” (البقرة 30) جاء في في موقع منتدى جامع الائمة عن خطبة الجمعة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره: قالوا: بأن أصحاب الحسين، وليس الحسين أصحابه فضلا عنه طبعا، خير من أصحاب رسول الله في بدر وخير من أصحاب المهدي الذين هم خلاصة الغيبة الكبرى والامتحانات الدنيوية والبلاء الدنيوي خلال الغيبة الكبرى احسن منهم، لأن أصحاب النبي صلى الله عليه واله، واصحاب المهدي يقدمون على الحرب مع احتمال النجاة، وأما أصحاب الحسين عليه السلام ، أقدموا على الحرب مع اليقين بالموت. فكيف بالحسين سلام الله عليه. ي الرواية ان المهدي سلام الله عليه ، حينما يستتب له شيء من الأمر يرسل باللغة الحديثة وفدا او ارسالا الى بلاد الروم فيكتبون شيئا على أقدامهم ويمشون على الماء، حسب الظاهر على ماء البحر الابيض المتوسط الى ان يصلون الى شواطيء الروم طبعا هذا باللغة القديمة، فيرونهم الروم يمشون على الماء فيفتحون لهم الأبواب سلما ويدخلون الابواب سلما ويدخل الناس في دين الله افواجا ، في حين السيف مشتغل في الشرق في قتل الفلانيين الذين يعارضوه حيث انه يخرج له جماعة من رجال الدين وغير رجال الدين ويقولون له الاسلام بخير والدين بخير ارجع من حيث اتيت، هذا حال شرقنا العجيب الغريب، الذي مليء بالمآسي الباطنية فضلا عن الخارجية، اهناك لا ، فهم سذج واهل صفاء في الجملة وكل من كان قلبه طيبا يتبع المعصوم سلام الله عليه، ويعني ان معناه نحن أسوأ من الأوروبيين، أصلح نفسك جزاك الله خير جزاء المحسنين.

في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: قال الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ” (النساء 59) ما ذكرناه في تاريخ الغيبة الكبرى من ان الغيبة الكبرى تتضمن طول العمر المتزايد للامام عليه السلام وطول العمر يقتضي طبعا لا محالة مواكبة كثير من الاجيال من البشرية مما يتيسر له خلال ذلك الاطلاع على كثير من التجارب والاراء والفلسفات والاطلاع ايضا على نقاط الضعف للانظمة والحكام والاتجاهات الباطلة والدول الكافرة الامر الذي ييسر له ثقافة عامة ومعمقة تفيده جدا بالانتصار عند ظهوره باعتباره تطبيقا لتلك الخبرات التي كان قد اكتسبها من مرور الاجيال خلال عمره الشريف الطويل. وهذه وجهة نظر طيبة لو اقتصرنا على مستواها الا انها بطبيعة الحال مبنية لاحظوا على تصور معين للمعصومين وبالتالي للامام المهدي نفسه عليه أفضل الصلاة والسلام بحيث يستفيد من التجارب الدنيوية ويحصل مضمونا متزايدا خلال عمره الطويل وهذا يعني انه لولا هذه التجارب ولولا عمره الطويل لفشل حال ظهوره ولم يكتب له النصر. وهذا فيه فائدة القول بضرورة الحصول الغيبة وطول العمر للامام عليه السلام لانه مما يتوقف عليه انتصاره وكل ما يتوقف عليه انتصاره فهو لازم بحسب الحكمة الالهية لان ظهوره وعد والله لا يخلف الميعاد الا ان تصور الإمام عليه السلام بهذا المستوى الدنيوي المتدني بحيث يستفيد من التجارب وتحصل له خبرة جديدة لم تكن حاصلة من قبل مخالف لما نعرفه من استغناء الامام وكل المعصومين فردا فردا منهم عن كل ذلك بوجوده النوراني العالي الشأن المدعم بالتسديد الالهي وبالنظر الرباني وبه يستغني عن الدنيا وما فيها ومن فيها. نعم طول العمر مفيد بالنسبة إليه فيما سميناه بتكامل ما بعد العصمة من حيث ان الكمال لا متناهي الدرجات وكلما يصل الفرد مرحلة منه يستحق المرحلة التي بعدها وهذا شامل حتى للمعصومين بالذات عليهم السلام وحيث نعلم ان دار الدنيا دار تكامل او هي الدار الانسب له اذن فطول العمر للمؤمن نفترض اي مؤمن يقتضي زيادة حسناته وقلة سيئاته وزيادة توبته وخشوعه وبالتالي يؤدي الى تكامله المعنوي المستمر فكيف بالمعصوم عليه السلام وكلما كان العمر اكثر كان ذلك اعمق و أوضح كلما في الامر ان هذا لاحظوا لا يحدث لسائر الناس لان في زيادة العمر صعوبات ومسؤوليات ونتائج كثيرة وعجيبة وغريبة لا يتحملها الفرد ولا يتحملها المجتمع مضافا إلى أنها تكون في الفرد العادي زيادة في عيوبه وذنوبه ويكون الموت له خلاصا من الذنوب والعيوب والبلاء ومبادرة الى الحصول على الثواب.

في خطبة الجمعة للشهيد السيد محمد محمد صادق الصدر: فنرى ان الامام عليه السلام اخبر دعبل بأسماء الائمة المعصومين عليهم السلام بعده وكان دعبل لا يعرفهم. فالمهم أن الصيغة الاساسية للمذهب كما نعرفها الآن لم تكن معطاة إلا للعدد القليل من الناس القريبين من المعصومين. وأما دعبل فقد قصده من بعيد ولم يكن منهم. ومن جملة نتائج ذلك حصول الانقسامات في داخل المذهب الواحد كالزيدية والاسماعيلية والفطحية والواقفية او الواقفة وغيرهم وكذلك حصلت فرصة لجعفر بن علي الذي قد يسمى بالكذاب أن يجلس للمبايعة للإمامة بعد أخيه الحسن العسكري عليه السلام ولو كان الناس واعين حقيقة لأصول المذهب لما ذهب إليه أحد. سبحان الله، وهذا كله ناشئ من كتمان الصيغة الاساسية: اولا: لعدم تحمل كثير من الناس لتفاصيلها يومئذٍ. ثانيا :للتقية من الاعداء. ثالثا: للاختبار للجميع من حيث يرى من يفحص عن دينه ويدقق فيه او من يهمل ذلك. رابعا: ما سمعناه عن الامام الجواد عليه السلام حين قال: اسكت كما سكت اباؤك، يخاطب نفسه طبعا. وقول احد المعصومين عليهم السلام: لو اذن لنا بالكلام لزال الشك. خامسا: قول امير المؤمنين عليه السلام بحسب الرواية: لا يزيد تفرق الناس عني وحشة. اقول: يعني ان من يذهب عن الايمان وعن الجادة الحق، فانه يذهب حسب استحقاقه الى النار. وفي بعض الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في مرضه الاخير الذي توفي فيه وكان عنده عبد الله بن العباس او العباس نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حيثما يكون علي فكن. قال: يا رسول الله اذهب فأخبر الناس؟ قال: لا، يفعل الله ما يشاء. وعلى أي حال فإن هذا الحديث الذي نتكلم عنه في ان المهدي حال غيبته كالشمس اذا غيبها السحاب مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله كما سمعنا، كما هو مروي عن عدد من المعصومين عليه السلام، كما هو مروي عن المهدي نفسه عليه السلام فيما خرج من توقيعاته خلال غيبته الصغرى. إسحاق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله تعالى عنه وهو السفير الثاني للحجة طبعا ان يوصل كتابا سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان عليه السلام: اما ما سألت عنه ارشدك الله وثبتك من امر المنكرين لي من اهل بيتنا وبني عمنا فاعلم انه ليس بين الله وبين أحد قرابة ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح عليه السلام وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف سلام الله عليه واما اموالكم فلا نقبلها الا لتطهر فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع فما اتانا الله خير مما اتاكم وأما ظهور الفرج فاتخذ الى الله تعالى ذكره وكذب الوقاتون وأما قول من زعم ان الحسين عليه السلام لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله عليهم وأما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه وعن ابيه من قبل فانه ثقتي وكتابه كتابي. إلى أن يقول: واما علة ما وقع من الغيبة فان الله عز وجل يقول “لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ” (المائدة 101) أنه لم يكن أحد من آبائي الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني اخرج حين اخرج ولا بيعة لاحد من الطواغيت في عنقي واما وجه الانتفاع بي في غيبتي كالانتفاع بالشمس إذا غيبها السحاب عن الأبصار واني لامان لاهل الارض كما ان النجوم امان لاهل السماء فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم ولا تتكلفوا علم ما قد كفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتبع الهدى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here