عمرو‭ ‬موسى‭ ‬‭ :‬مصالح‭ ‬مصر‭ ‬مهددة ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬سياسة‭ ‬جريئة ‬تجاه‭ ‬السودان‭ ‬


الخرطوم‭ – ‬القاهرة‭ -‬مصطفى‭ ‬عمارة‭ ‬

دحضت‭ ‬الاشتباكات‭ ‬العنيفة‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬ومليشيا‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬الانباء‭ ‬الواردة‭ ‬عن‭ ‬هدنة‭ ‬لمدة‭ ‬اربع‭ ‬وعشرين‭ ‬ساعة‭ . ‬اذ‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬

لليوم‭ ‬الرابع‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬تواصل‭ ‬المعارك‭ ‬الضارية‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬ولا‭ ‬سيّما‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬حيث‭ ‬تسود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى،‭ ‬رغم‭ ‬النداءات‭ ‬الدولية‭ ‬الملحّة‭ ‬لوقف‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬أوقعت‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬قرابة‭ ‬200‭ ‬قتيل‭.‬

وفيما‭ ‬أعلنت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬تويتر‭ ‬‮«‬الموافقة‭ ‬من‭ ‬جانبها‮»‬‭ ‬على‭ ‬مقترح‭ ‬دولي‭ ‬بالالتزام‭ ‬بهدنة‭ ‬إنسانية‭ ‬لمدة‭ ‬24‭ ‬ساعة،‭ ‬نفى‭ ‬الجيش‭ ‬علمه‭ ‬بأيّ‭ ‬هدنة‭. ‬‮ ‬

ونفّذت‭ ‬وحدات‭ ‬الجيش،‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان،‭ ‬الحاكم‭ ‬الفعلي‭ ‬للسودان‭ ‬منذ‭ ‬انقلاب‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬طلعات‭ ‬جوية‭ ‬لإسكات‭ ‬نيران‭ ‬مصفّحات‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬التي‭ ‬يتزعمها‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو،‭ ‬حليفه‭ ‬السابق‭ ‬إبان‭ ‬الانقلاب‭ ‬والذي‭ ‬بات‭ ‬عدوه‭ ‬اللدود‭.‬‮ ‬

وقالت‭ ‬نقابة‭ ‬أطباء‭ ‬السودان‭ ‬الثلاثاء‭ ‬إنه‭ ‬تم‭ ‬‮«‬قصف‭ ‬مستشفى‭ ‬الشعب‭ ‬بالطيران‮»‬‭ ‬موضحة‭ ‬أن‭ ‬القصف‭ ‬أصاب‭ ‬‮«‬المبنى‭ ‬الإداري‭ ‬ومبنى‭ ‬الحوادث‭ ‬وصهريج‭ ‬المياه‭ ‬وسكن‭ ‬الممرضات‭ ‬بمستشفى‭ ‬ابن‭ ‬سينا‭ ‬الجامعي‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬تم‭ ‬الاعتداء‭ ‬علي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الخرطوم‭ ‬و‭ ‬الأقاليم‭ ‬وخروج‭ ‬بعضها‭ ‬من‭ ‬الخدمة‭ ‬واغلاق‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‮»‬‭.‬

​فيما‭ ‬كشف‭ ‬مصدر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬رفيع‭ ‬المستوى‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬للزمان‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تعد‭ ‬مبادرة‭ ‬جديدة‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬للأزمة‭ ‬السودانية‭ ‬وأن‭ ‬السفير‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬طرح‭ ‬على‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬البرهان‭ ‬أثناء‭ ‬لقائهما‭ ‬ملامح‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬لطرحها‭ ‬على‭ ‬القوى‭ ‬السودانية‭ ‬كافة‭ ‬،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المصدر‭ ‬أكد‭ ‬أنها‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وسرعة‭ ‬دمج‭ ‬ميليشيات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬الجيش‭ ‬الوطني‭ ‬وإجراء‭ ‬حوار‭ ‬وطني‭ ‬لتفعيل‭ ‬المبادرة‭ ‬المصرية‭ ‬،‭ ‬وعن‭ ‬احتمالات‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬المصري‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الرهائن‭ ‬المصريين‭ ‬أكد‭ ‬المصدر‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التدخل‭ ‬مستبعد‭ ‬لأنه‭ ‬سوف‭ ‬يعقد‭ ‬الأزمة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬تلقت‭ ‬تأكيدات‭ ‬من‭ ‬حميدتي‭ ‬بضمان‭ ‬سلامة‭ ‬الرهائن‭ ‬المصريين‭ ‬وسرعة‭ ‬تسليمهم‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تلقي‭ ‬مصر‭ ‬تحذيرات‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بعدم‭ ‬التدخل‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬دعا‭ ‬عمرو‭ ‬موسى‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬الأسبق‭ ‬والامين‭ ‬العام‭ ‬للجامعة‭ ‬العربية‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬اتصال‭ ‬هاتفي‭ ‬مع‭ ( ‬الزمان‭) ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬سياستها‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬والمنطقة،‭ ‬لأنّ‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬إتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬جريئة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬تلك‭ ‬المصالح‭ ‬مهددة،‭ ‬وأضاف‭ ‬السياسي‭ ‬المصري‭ ‬المخضرم‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المصالح‭ ‬قد‭ ‬تتعارض‭ ‬مع‭ ‬مصالح‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وحذّر‭ ‬موسى‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬أثيوبيا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬له‭ ‬د‭. ‬نادر‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬خبير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬أن‭ ‬انفلات‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬يعني‭ ‬ضياع‭ ‬الحقوق‭ ‬المائية‭ ‬للسودان‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬أثيوبيا‭ ‬على‭ ‬استغلال‭ ‬الأزمة‭ ‬في‭ ‬إتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬أحادي‭ ‬بالملئ‭ ‬الرابع‭ ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تجرى‭ ‬مفاوضات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصراع‭ ‬الحالي‭ ‬مع‭ ‬ميليشيات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬الموالية‭ ‬لأثيوبيا‭ ‬سوف‭ ‬يمنحها‭ ‬فرصة‭ ‬لإيقاف‭ ‬كل‭ ‬جهود‭ ‬المفاوضات‭ ‬،‭ ‬ودعا‭ ‬السفير‭ ‬محمد‭ ‬العرابي‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬المصري‭ ‬الاسبق‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الموقف‭ ‬المصري‭ ‬السوداني‭ ‬للتصدي‭ ‬للمخططات‭ ‬الإثيوبية‭ ‬لملء‭ ‬السد‭ ‬بشكل‭ ‬منفرد‭ ‬،‭ ‬فيما‭ ‬حذر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الخبراء‭ ‬من‭ ‬تطور‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬قالت‭ ‬د‭. ‬أماني‭ ‬الطويل‭ ‬الخبيرة‭ ‬بالشأن‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬دراسات‭ ‬الأهرام‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مبادرة‭ ‬مصرية‭ ‬لحل‭ ‬الأزمة‭ ‬وتطويق‭ ‬الأحداث‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬تلك‭ ‬المبادرة‭ ‬سوف‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬اندلاع‭ ‬حرب‭ ‬أهلية‭ ‬خاصة‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬له‭ ‬حلفائه‭ ‬والذين‭ ‬يمكن‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬والتي‭ ‬سوف‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تداعياتها‭ ‬الخطيرة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬مصر‭ ‬والمنطقة‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ . ‬​وأفاد‭ ‬شهود‭ ‬أنّ‭ ‬شاحنات‭ ‬تحمل‭ ‬مدافع‭ ‬مضادّة‭ ‬للطائرات‭ ‬تتمركز‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬

تمّ‭ ‬تزويدها‭ ‬بذخائر‭ ‬جديدة‭ ‬الثلاثاء‭. ‬ورغم‭ ‬دعوة‭ ‬وزراء‭ ‬خارجية‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع طرفي‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬وقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬فورا‮»‬‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المعارك‭ ‬مستمرة‭.‬‮ ‬

وأكّد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركي‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬أنّه‭ ‬أجرى‭ ‬محادثات‭ ‬مع‭ ‬الجنرالَين‭ ‬السودانيَين‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬شدد‭ ‬على‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬لإطلاق‭ ‬النار‮»‬‭.‬‮ ‬‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬النداءات‭ ‬لم‭ ‬تؤت‭ ‬ثمارها‭ ‬تماماً‭ ‬كما‭ ‬حصل‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬الاتصالات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬أجريت‭ ‬بطرفي‭ ‬النزاع‭ ‬منذ‭ ‬اندلاعه‭.‬‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬بلينكن‭ ‬تعرّض‭ ‬موكب‭ ‬دبلوماسي‭ ‬أميركي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لإطلاق‭ ‬نار‭ ‬الاثنين،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إصابات،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وصفه‭ ‬بالعمل‭ ‬‮«‬المتهور‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬حادث‭ ‬منفصل،‭ ‬تعرّض‭ ‬سفير‭ ‬الاتّحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬لاعتداء‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬الاثنين،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أعلن‭ ‬مسؤول‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬لدى‭ ‬التكتل‭ ‬جوزيب‭ ‬بوريل،‭ ‬فيما‭ ‬أفادت‭ ‬ناطقة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬بأن‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬‮«‬على‭ ‬ما‭ ‬يرام‮»‬‭. ‬وحمّل‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الجيش‭ ‬السوداني‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬بالانكليزية‭ ‬على‭ ‬فيسبوك‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬المسؤولية‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الاعتداءات‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسيين‮»‬،‭ ‬مؤكّداً‭ ‬أنّ‭ ‬القوات‭ ‬المسلّحة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬‮«‬تأمين‭ ‬مقار‭ ‬إقامتهم‭ ‬منعاً‭ ‬وقوع‭ ‬اعتداءات‭ ‬جديدة‭.‬

وفي‭ ‬نيويورك،‭ ‬قالت‭ ‬مندوبة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ليندا‭ ‬توما‭ ‬غرينفيلد‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬محاسبة،‭ ‬ولا‭ ‬بدّ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬لأيّ‭ ‬طرف‭ ‬‭- ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الجيش‭ ‬واللاعبون‭ ‬السياسيون‭ – ‬الذين‭ ‬يحاولون‭ ‬تأجيل‭ ‬أو‭ ‬تعطيل‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬الديموقراطية‭ ‬في‭ ‬السودان‮»‬‭. ‬ودعا‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬الأطراف‭ ‬المتنازعة‭ ‬إلى‭ ‬ضمان‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬المحتاجين‭.‬

وأكّد‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬الدولي‭ ‬لجمعيات‭ ‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬فريد‭ ‬أيوار‭ ‬أنّه‭ ‬‮«‬لدينا‭ ‬سيارات‭ ‬إسعاف‭ ‬وأفراد‭ ‬قادرون‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الإسعافات‭ ‬الأولية‭ ‬والدعم‭ ‬النفسي‭ ‬والاجتماعي،‭ ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬ممكناً‭ ‬إلا‭ ‬بضمان‭ ‬الممرّات‭ ‬الإنسانية‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬أيوار‭ ‬‮«‬نتلقّى‭ ‬مكالمات‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ (‬السودان‭)‬،‭ ‬ممن‭ ‬يحتاجون‭ ‬أشياء‭ ‬أساسية،‭ ‬وطعامًا‭ ‬لأسرهم،‭ ‬ولمّ‭ ‬شمل‭ ‬الأطفال‭ ‬مع‭ ‬ذويهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنّه‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬التحرّك‭ ‬أو‭ ‬توفير‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬مثل‭ ‬زجاجة‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬وجبة‭ ‬طعام‮»‬‭.‬

ويشير‭ ‬محلّلون‭ ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬القتال‭ ‬الدائر‭ ‬في‭ ‬عاصمة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار،‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬وقد‭ ‬يطول‭ ‬أمده،‭ ‬رغم‭ ‬الدعوات‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وتكثيف‭ ‬النشاط‭ ‬الدبلوماسي‭.‬

ويقضي‭ ‬سكان‭ ‬الخرطوم‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬حالة‭ ‬ذعر‭ ‬آخر‭ ‬أيام‭ ‬رمضان‭ ‬وهم‭ ‬يشاهدون‭ ‬من‭ ‬نوافذهم‭ ‬الدبّابات‭ ‬تجوب‭ ‬الشوارع‭ ‬بينما‭ ‬تهتزّ‭ ‬المباني‭ ‬ويتصاعد‭ ‬الدخان‭ ‬نتيجة‭ ‬الحرائق‭ ‬التي‭ ‬تسبّبت‭ ‬بها‭ ‬المعارك‭.‬

ويجد‭ ‬الأشخاص‭ ‬المضطرون‭ ‬لمغادرة‭ ‬منازلهم‭ ‬أنفسهم‭ ‬وسط‭ ‬طوابير‭ ‬طويلة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬الخبز‭ ‬والوقود‭ ‬في‭ ‬المتاجر‭ ‬والمحطات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تفتح‭ ‬أبوابها،‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬انقطاع‭ ‬للكهرباء‭.‬

وفيما‭ ‬تحذّر‭ ‬محلات‭ ‬البقالة‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مفتوحة‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬لديها‭ ‬من‭ ‬بضائع‭ ‬سينفد‭ ‬بسرعة،‭ ‬بدأ‭ ‬رجال‭ ‬ونساء‭ ‬يحملون‭ ‬أكياسًا‭ ‬كبيرة‭ ‬بمغادرة‭ ‬العاصمة‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬معارك‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬المتاخمة‭ ‬للعاصمة‭ ‬جنوبا‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬بعثة‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬في‭ ‬السودان فولكر بيرثيس‭ ‬إنّ‭ ‬185‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬قُتلوا‭ ‬في‭ ‬المعارك‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬1800‭ ‬بجروح‭.‬

ولم‭ ‬تعلن‭ ‬أيّ‭ ‬جهة‭ ‬حصيلة‭ ‬للضحايا‭ ‬المحتملين‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬السربع‭.‬

وأفادت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬أنّ‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬الخرطوم‭ ‬‮«‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نفاد‭ ‬وحدات‭ ‬الدم‭ ‬ومعدات‭ ‬نقل‭ ‬الدم‭ ‬وسوائل‭ ‬الحقن‭ ‬الوريدي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإمدادات‭ ‬الحيوية‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬منطقة‭ ‬دارفور‭ ‬غربا،‭ ‬أعلنت‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬وصول‭ ‬183‭ ‬مصابا‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬شمال‭ ‬دارفور‭.‬

وقال‭ ‬سايرس‭ ‬باي‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬إنّ‭ ‬‮«‬غالبية‭ ‬الجرحى‭ ‬هم‭ ‬مدنيون‭ ‬علقوا‭ ‬وسط‭ ‬تبادل‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وبينهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬أنّ‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المحدودة‭ ‬لإجراء‭ ‬عمليات‭ ‬جراحية‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬‮«‬وفاة‭ ‬11‭ ‬شخصاً‭ ‬نتيجة‭ ‬إصاباتهم‭ ‬في‭ ‬الساعات‭ ‬الـ48‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬النزاع‮»‬

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
, ,
Read our Privacy Policy by clicking here