العراق : كأنه إحدى بلدات الغرب الأمريكي المتوحش الغابر
بقلم مهدي قاسم
اشتهر العراق بعد سقوط النظام السابق بظاهرة كثرة هروب ارهابيين بشكل متكرر عشرات مرات أن لم تكن أكثر ! ( طبعا ، جنبا إلى جنب مع هروب ساسة مجرمين عاديين من حرامية وناهبي المال العام ) ، أي تكرار هروبهم من سجون ومعتقلات عراقية ، التي تنخرها هي الأخرى مظاهر الخلايا السرطانية المنتشرة للفساد والمحسوبية و تدخلات السياسة الفئوية والتجارة بالمساجين ، و كذلك في أمر القضاء و مصلحة السجون ..
و ضمن هذا المنظور ، فلم تكن عملية هروب أو تهريب المجرم المُدان رئيس ديوان الوقف السُني السابق سعد كمبش ــ المحكوم بتهم فساد و لصوصية ، بعقوبة حبس مشدد لمدة خمس سنوات ــ إلا امتدادا “طبيعيا ” لهذه الظاهرة المكرّسة من قبل عصابات الأحزاب اللصوصية المتحكمة بمصير العراق ، بهدف تسهيل أمر كل لص منهم يقع في قبضة القضاء المرتخية ـ ومحاكم أشبه بتمثيلية كوميدية مضحكة ــ لكي يستطيع الهروب والإفلات من العقاب ، ولكن عملية الهروب أو التهريب جاءت في هذه المرة بشكل يفتقر إلى أبسط عوامل تمسك بالشكليات المفترضة كأضعف الإيمان :
ـــ فالمُدان من قبل القضاء سعد كمبش تم وضعه أو حجزه في مركز شرطة الكرادة ؟!! ، تصوروا ، بينما ، وضمن لوائح و أحكام قانونية معمولة فيها في جميع أنحاء العالم فيما تخص حصريا هذه الحالة ، كان من الواجب القانوني ، نقله مباشرة إلى السجن المخصص للمحكومين ، بعد الحكم عليه، ولكن مَن أو مَمِن قرروا حجزه في مركز شرطة كعملية ترتيب مسبق ، كانوا يخططون في نفس الوقت عملية تهريبه بكل سهولة وبساطة ضاربين عرض الحائط حتى هذه الشكليات والاعتبارات آنفة الذكر..
( قيل أنه هرب بعد زيارة شقيقته النائبة إلى مركز الشرطة ــ و بعد توسط أو ترتيب قام به خميس الخنجر مع أحزاب متنفذة و مسؤولين محسوبين على هذه الأحزاب ، و الذي سبق له ــ أي خميس الخنجر ــ إن تاب وأصبح ولدا حبابا ومقبولا من قبل جماعة الإطار الخدامين لمصالح النظام الإيراني في العراق ، وجلس معهم على طاولة واحدة ليمنحوه صك الغفران وبطاقة القبولية السياسية ، بعدما كان منبوذا لتأييده و دعمه لعصابات داعش الإرهابية ) ..
أجل …………….
هذه هي حال العراق تحت حكم عصابات اللصوص والإجرام المنظم ، والذين يستخفون ليس فقط بالأنظمة والقواعد القانونية ، إنما يستخفون ، لحد الازدراء ، حتى بالاعتبارات الشكلية التي كان مسؤولو جمهوريات الموز في دول أمريكا اللاتينية تتمسك بها حفاظا على ماء الوجه ..