داخل حسن، طائر الريف الغريد !

بقلم د. رضا العطار

داخل حسن، ـ مواليد 1909ـ المطرب الريفي الذي حلق عاليا، وهو الابن الشرعي لأهوار العراق وسليل بيئته الزراعية ، وقد تأثرت روحيته منذ ان كان طفلا في الثامنة من عمره يرعى البقر بجماليات الطبيعة وسحرها، وجدها في المنظر الجميل للنبات و خضرته النضرة مثلما وجدها كذلك في مهابة أشجار النخيل الباسقة، فضلا عن الهدوء النفسي الذي يفضيه ماء الفرات في جريانه، ومما زاد مشاهد الطبيعة رونقا، أسراب الطيور المغردة فوق اقصاب المياه، كل هذه المشاهد حفزت المواهب الفنية لدى داخل حسن، فجائت اغانيه هادرة على الفطرة، اغاني اصيلة تعبرعن واقع اهله.

تدفقت موهبة الغناء عند داخل حسن وهو لايزال في العقد الاول من عمره، حيث بدأ صوته يلعلع في ارجاء قريته ـ دار الشط ـ في لواء الناصرية ـ وداخل حسن لم يدرس فن الغناء على يد احد، ولم يدخل مدرسة، واُمّيته احسن شاهد اثبات.

وعندما كبر هذا الطفل كان صوته يمتاز بحنجرة قوية ونفس طويل، وكذلك كان يملك بحة في صوته ميزته بين جميع اقرانه من مطربي الريف، واتخذ من (السبحة) جزءا من الالات الموسيقية التي كانت ترافقه. فقد اصبح فيما بعد رائدا للاغنية الريفية

ولقًب ببلبل الريف. وغدا في المراحل الاخيرة من عمره، اميرا للطرب.

كانت اغاني داخل حسن اغاني عذبة تفيض بالعواطف، وقد عبرت عن مشاعر الشعب اصدق تعبير، مجسدة في افراحه واتراحه، فإشتاقت اليها الجماهير الشعبية واحبتها. وكم كنا نسمع اغاني داخل حسن من راديو صوت امريكا في النصف الثاني من القرن العشرين، في برنامج ما يطلبه المستمعون، طلبها جمهور العراقيين المقيمين خارج الوطن. لقد غنى داخل حسن في حياته المعطاة 130 اغنية، كان ذلك قبل عام 1985

فسلام على داخل حسن الذي ادخل السرور الى قلوب العراقيين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here