آه يا زول يازول لماذا كل هذا الهول ؟

آه يا زول يازول لماذا كل هذا الهول ؟

بقلم مهدي قاسم

بالأحرى دخول السودان في النفق العراقي والليبي والسوري واليمني الدامي ..

مع إن غالبية الشعب السوداني يتسمون ــ بشكل عام ــ بحسن الأخلاق وخصلة التهذيب والطيبة وإباء النفس ، فإن ذلك لم يجنبهم لعنة العساكر المزمنة وانقلاباتهم وصراعاتهم التي يبدو للوهلة الأولى لا نهاية لها ..

إذ ابتلي هذا الشعب اللطيف بانقلابات الضباط العسكريين منذ القرن الماضي و حتى الآن ،على شكل سلسلة متواصلة ومستمرة ، مسببين من خلال ذلك كثيرا من معاناة ومعضلات ومتاعب عدة للشعب السوداني ، ربما كان الضابط سوار الذهب هو الاستثناء الوحيد الذي قام بانقلاب ، ومن ثم سلّم السلطة فيما بعد للمدنيين و الأحزاب السياسية وانزوى جانبا ..

و المُثير في الأمر إن ظاهرة الانقلابات كادت تختفي في أغلب بلدان العالم ، بل ، حتى في بلدان الشرق الأوسط ودول أمريكا اللاتينية التي كانت قد اشتهرت بكثرة الانقلابات العسكرية ، ولكنها بقيت في السودان وحدها تتكرر بين عقد و آخر، كأنها لعنة قدر محتوم ومفروض على مصير الشعب السوداني ، ولابد منه حتما .

ولكن الأدهى من كل ذلك إن هذه المأساة السودانية لم تتوقف عند حد الانقلابات العسكرية ، بل بدأت تتعداها نحو حرب عساكر فيما بينهم و تكاد تأخذ في الوقت نفسه طابع حرب أهلية أيضا ، بسبب صراع الجنرالين من هواة الانقلابات أي حميدتي و برهان ، بهدف فرض زعامة الهيمنة الرئاسية الفردية المطلقة ..

بالطبع ضمن تدخلات دولية عديدة إلى جانب هذا الطرف أو ذاك ..

بذلك يكون الشعب السوداني قد دخل النفق و المظلم والشبيه بالنفق العراقي والليبي والسوري واليمني الدامي ..

و هذا يعني إنه إذا حدث ــ مصادفة ــ أن ثمة شعبا عربيا لا يعاني من انقسامات و تفرقة عرقية أو طائفية و مكوّناتية متناحرة ، فيكفي آنذاك الاستعانة بالعسكر لتحدث حرب أهلية !..

ولا يسعنا في النهاية إلا أن نسأل بلهجة سودانية :

ـــ آه يا زول يا زول ليش كل هذا الهول ؟!..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here