عمر بلقاضي / الجزائر
***
العيدُ في النّكباتِ وهْمٌ يُوبِقُ
يُدمي الجوانحَ بالهمومِ ويُغرِقُ
إذ كيفَ نفرحُ والقلوبُ جريحة ٌ
في أرضنا والمسلمون تمزَّقُوا؟
في كلِّ شبرٍ في بلادي مأتمٌ
يُذكي الهمومَ وفيه بومٌ ينعقُ
أم كيف تحلو للنُّفوس أطايبٌ
وأخو العقيدة يُسترقُّ ويُحرقُ؟
فالأرضُ مُترعةٌ بآلامِ الرّدى
والأمنُ يوءدُ في الرُّبوع ويُسحقُ
أتُراكَ تضحكُ يوم عيدك يا فتى
أم أنَّ حزنَك بالدُّموع سيسبقُ؟
حتّى وإن وَاريتَ بؤسَك باسمًا
تلك الملامحُ بالكآبة تنطِقُ
إذ كيف ينسى البائسينَ أخو هُدَى
إن كان في دعوى الأخوَّة يصدقُ؟
سوطُ الأسى في المسلمين مسلّط ٌ
يُردي سلامَ الأبرياء ويَخنقُ
فترى الظّلام يلفُّهم ويحوطُهمْ
والشّمسَ كدّرها الهوى لا تُشرقُ
فلقد تمادوا في الضَّياع وفي العمى
وتخلّفوا عن دينهمْ وتفرّقوا
صاروا لدى أهل الضّغائن لُقمة ً
وفريسة ًفي الرّازيات تُعلّقُ
ماذا أعُدُّ من النَّكائب في الحمى
فالغربُ يطويه الرّدى والمشرقُ
راياتُنا قد نُكِّستْ وتعفَّرتْ
ما في الحمى علَمٌ يعزُّ ويَخفقُ
فدماؤُنا سابتْ لكلِّ مُغامرٍ
وكنوزُنا باتت تُغلُّ وتُسرقُ
والعزُّ يبقى غائباً ومُعطَّلاً
من دون نورِ الذِّكر لا يتحقَّقُ
يا عيد إنّا قد غرقنا في الأسى
في ظلِّ لهوكَ لا يصحُّ المنطق
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط