الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
منذ الاحتلال الامريكي البريطاني ومعهم اربعين دولة من ذيولهم ، وتراودني المقولات الخالدة والرؤيا السابقة لزمنها للمرحوم نوري سعيد باشا واحد من اعظم سياسي العراق والمنطقة والعالم …..قرأت عنه الكثير وتحدثت عنه في المحاضرات الستراتيجية في كليات القيادة والحرب والدفاع الوطني والاركان للحرس الجمهوري ووو…ومن حسن الظروف اني التقيت بشخصية سياسية كانت الاقرب للباشا ، طيلة فترات النظام الملكي وهو المرحوم خليل كنه اثناء فترة اعدادي لاطروحة الدكتوراة ،كان الشخص الثاني بعد نوري السعيد بحزبهم وكان مستودع اسراره ونديمه في اتخاذ القرارات ،جلست مع المرحوم خليل كنه في عام 1988 في شقته الجميلة لمدة خمس ساعات متواصلة ،في مجمع الصالحية ببغداد التي منحتها اياه الدولة العراقية تكريما له ولجهوده الوطنية وتاريخه المشرف،وسألته عن كل ماكان يجول بخاطري من استفهامات برزت امامي وان اقرأ الوثائق عن نوري سعيد واسمع من رفاقه ومن الذين عاصروه وتحالف معهم او اختلف معهم….. المهم ان هناك ثمة اسئله كانت تتقدم اهتماماتي ومنها شغفي بمعرفة حقيقة مانسب لنوري السعيد (القول المشهور عن مخلوقات السبتتنك؟!) عندما سمع مني المرحوم خليل ضحك كثيرا وقال نعم صحيح كان الباشا يردد هذا القول فسألته مالسر وراء كثرة ترديدة لهذا القول؟ اجاب خليل كنه كان المرحوم نوري باشا يدرك تماما ان التغيير اذا ماحدث بالعراق سيكون بارادة وتدبير وتشجيع خارجي وان ازاحة الملكية ستؤدي الى نتائج كارثية ((فوضع العراق مثل السبتتنك وغطاؤه النظام الملكي،والعراقيين يحترمون الملوك لانهم من اسر شريفه )) واذا ازيح هذا الغطاء فستخرج من السبتتك مخلوقات لايمكن السيطرة عليها او التحكم بها.
سقت هذه المقدمة ، بعدما حدثني احد الاصدقاء عن مشكلة واجهت ابنته الكبيرة ،التي رغبت خلال فترة شهر رمضان ان تزور مع زوجها المراقد في النجف وكربلاء،وبعد ان ادت مراسم الزيارة احبت ان تؤدي الصلاة،وهنا كانت الطامة الكبرى حيث صادف ان احدى النساء الموجودات كانت تراقبها بطريقة غير مألوفه ،ثم هاجمتها بألفاظ همجية وطالتها ان تغير طريقة صلاتها والا تنزل عليها لعنات الائمة…ولم تكتفي بل طاردتها ولم يردعها تدخل العقلاء من الزوار، واستمرت بسلوكها الهمجي العدواني الذي لاعلاقة له بالاسلام او الائمة الذين يتم تشويه صورتهم ومناقبهم وارثهم من قبل هذه النماذج يوميا من العالم السفلي من مخلوقات السبتتنك..وانا هنا لااعتب على هذه المخلوقة السبتتنكية ولكن على من يزرع فيهم هذه المعتقدات والافكار ويشجعهم على ارتكاب هذه الاخطاء، بحجة حب الائمة ..ونسى هؤلاء المتخلفين ان الائمة هم ائمة الاسلام الحنيف اسلام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه الكرام لا ائمة الدخلاء على الاسلام الذين جاؤا الى بلدنا من خارج الحدود ومعهم افكار وممارسات ما انزل الله بها من سلطان ولاتمت لائمتنا وسلفنا الصالح بشيئ.
مواقف شجاعة
وصلتني كما وصلت لغيري تغريدة او منشور لاحد الاعلاميين ما بعد الاحتلال ، انقلها نصا ،ذكر فيها ((في عام 1981 كنت في الثاني متوسط،طالب في متوسطة الفرزدق في قضاء العزيزية،وشلعت بأصبعي بوستر لصدام معلق في باحة المدرسة وبالفرصة وامام انظار الجميع! عارضت صدام وحكمه،وقارعت مافيات اليوم، واحتفظت لنفسي ما استطيع من ضئيل ايجابياتهم. الصبر وعدم الخنوع هو الحل)) …ووصلني ايضا تعليق من شخص آخر لم يذكر اسمه انقله ايضا بالنص(( ملة دولار هم طلع مناضل مثل عمار الحكيم من كان باللفه …. يقول مزقت صورة صدام واني بالثاني متوسط وقارعت الكتاتور….عجيب……كيف تركك صدام حسين تتنفس الهواء وانت تمزق صورته… بكلتا الحالتين انت كذاب ابن كذاب ملة دولار!! #ملة-دولار- مناضلا ))) وناقل الكفر ليس بكافر.
واقع الحال انا و مثلي عشرات الملايين من العراقيين الذين عشنا في العراق بظروفه الجيدة وباوضاعه الصعبة ولم نفكر يوما ان نغادره ولكننا لم نستطع ان نمنع تنفيذ المخططات الامبريالية الصهيونية التي وضعت لاحتلال العراق منذ خمسينيات القرن الماضي بصرف النظر عن من يحكمه فقرار الاحتلال لم ولن يمنعه بعض اصحاب الطروحات الماورائية والعبقرية الاستراتيجية الذين كما يقول المثل الشعبي الدارج (يخوطون الخاشوكة بصف الاستكان) ، ولاننا عشنا في بلدنا قابلين به وطنا عزيزا لم نفكر او نخطط لاستغلال اوضاعه الحسنة مثلما لم نتنكر له ولحبه بالايام الصعبة والمحن..وكنا كعراقيين نتقاسم الضراء ونتحمل وطئتها ،لم يرى احدنا ويتنعم بمكارم امريكا وبريطانيا واوربا كما لم نستغل ماقدمته السعودية لزوارها من جماعة الرفحاويين الذين لعنوا من اهالي مدينة رفحا السعوديين لانهم كانوا يتبطرون بألنعمة ،وكيف كانوا يتصرفون بما يقدم لهم من موارد ومن السلع ((حدثني احد سكان مدينة رفحا انهم كانوا يشاهدون الرفحاويين يستخدمون الحليب المجفف لتخطيط ملعب كرة القدم بينما السعوديون من رفحا يعانون الامرين لعدم وجود اي دعم لهم مثلما كان الدعم لسياح رفحا واغلبهم خرجوا امام انظار السلطات وبسيارات كان سواقها ينادون (على كل من يريد الذهاب الى السعودية النقل مجانا…يعني 99% منهم لاعلاقة لهم بالسياسة ) وهذا ما ثبت بعد الاحتلال حيث تم توظيفهم لاغراض سياسية ضد بلدهم ثم انعموا عليهم واغدقوا فغرفوا من سرقات العراق بعد الاحتلال وغرفوا من بركات اسيادهم امريكا وذيولها…
حقيقة اكثر ما يشعرنا بالحيرة ان نسمع او نشاهد اناس يمطرون اسماعنا وابصارنا يوميا بأنهم كانوا يعارضون شخص الرئيس وانا ازعم شخصيا ، انني على اقل تقدير كنت اسمع احيانا بأسماء معارضين ، واعتقد جازما ان هؤلاء ربما تعرفهم الاجهزة الامنية وبعض الاشخاص بحكم مسؤولياتهم بالدولة فقط ،بمعنى ان الرئيس قبل الاحتلال غير وارد عمليا انه يعرف كل من هب ودب من الذين هربوا من العراق لاسباب لاعلاقة لها بالنضال والوطنية واغلبهم هربوا لانهم متهمين بأعمال جرمية يحاسبهم عليها القانون مثل الهروب من الخدمة العسكرية وجرائم الزنا والقتل والاعتداء على المواطنين والنصب والاحتيال وسرقات المال العام ووو.ولا اخفيكم سرا اني كنت اسأل ضباط الامن عن حقيقة ادعاء هؤلاء الافاقين الكذابين اللصوص وكانوا يؤكدون دائما ان لا احد منهم له علاقة بالسياسة وبلاويها…وهذا ما ظهر واضحا ايضا بعد الاحتلال .
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط