رواية اللارواية في ” مطعونة بشهوتي ” بحبر ناصع بياض !
بقلم مهدي قاسم
( للناقد والدكتور الأكاديمي عمر زيد العبدالله * )
فاجئتنا الروائية مهرة البراري* بروايتها ” مطعونة بشهوتي ” المذهلة في إطار من اشتغالات فنية على ابتكارية بارعة ، تقوم بحرص مقصود على عملية تفكيك مقصودة لبنى تحتية وفوقية ــ أن جاز التعبير / خذ الفيلسوف واللغوي جاك دريداــ للتكوينية والمفهومية السائدة للأسلوب الكلاسيكي والحديث للتعبير الفني في آن خارج الإطار المألوف ، أي في لغة التعبير المعماري الشاقولي و الأفقي المتداخل المتشابك بغموضية مفاهمية ملتبسة لأدوات التعبير الموظفة لهذه الغاية الإبداعية ، الساعية نحو التجديدية اللغوية الأخرى الموازية لنصوص متناصة مع بديلها المتخيل هوالآخر ، باستعانة ماهرة وذكية من تقنيات فنية تعبيرية غير مطروقة لحد الآن ـــ الناقد البريطاني / باتريك بارندر / ــ ، لحبكة مسرودتها المستعارة بشطارة ملفتة من لغة الصمت الخرساء / رولان بارت / بالمعنى الإيجابي ، كأنما مكتوبة ، بنسيج غير مرئي ، من قطرات حبر ناصع بياض ، لفراغ شاسع من سديم لامتناهي يغطي مساحة الرواية ــ خذ الناقدة الأمريكية / سوزان بيغل / ودراستها النقدية حول أعمال همنغواي ــ متتاليا على شكل مشاهد حلمية لأمكنة مجهولة و شخصيات شديدة غموض أشبه بأشباح تحيطك بوجودها الخفي ، ولكن دون أن تراها ، بالأحرى بالكاد تكون موجودة بحضورها الفنتازي / شخصيات هلامية ، تبدو قصية كظلال بعيدة محسوسة ولكن غير ملموسة ، بالرغم من قربها الشديد لحد لهاث الأنفاس بجواريك ، صعودا وتقدما نحو ما فوق الواقعية الجديدة / الفيلسوف والناقد المجري جورج لوكاش / ، وتكسيرا للأطر المؤلوفية المعتادة للكلاسيكية البائدة ، رغم أنها تتحرك ، ، تذهب ، تأتي ،، ولكن بصمت أخرس طبعا دون أن تفعل شيئا ، كأنها دمى متحركة من خلف الكواليس من قبل مخلوقات فضائية تراقبك ، تتحدث وتتحاور طوال الوقت دون أن تقول أي شيء واضح المعنى والمقصد ، تتحاور مع نفسها بلغة أشبه بلغة هذيان ونوبات جنون تصوّفية من يعاني من حمى القلق الوجودي / ميشيل فوكو / ، من هنا .. و بصفتي أنا ، كناقد أكاديمي ، أرشح هذه الرواية لجائزة نوبل .. أو .. لجائزة كتارا ، لنقل لجائزة البوكر ، كأضعف الإيمان .
******************************
التعليقات :
المعلق الأول ( هل هذا نقد أم حزورة من كلمات متقاطعة وثرثرة ” نقدية ” وتلاعب عشوائي بألفاظ و مصطلحات ومفردات نقدية أكل عليها الدهر و شرب ؟ )
المعلق الثاني ( أنا قرأت الرواية فكانت عادية جدا و مطروقة المضمون كثيرا ، ولحد الاستهلاك ، بمعنى لا تعدو أن تكون مجرد مذكرات امرأة شرقية مظلومة اجتماعيا ، و مقموعة عاطفيا و جنسيا .. وسبق لي أن التقيت مع هكذا نماذج و أبطال رواية في روايات غادة السمان وأحلام مستغانمي ــ مثلا .
المعلق الثالث: ( أنا قرأت الرواية و نالت إعجابي جدا بغموضها و أحداثها غير المفهومة أو المحسوسة ، أما أنتم الذين تعودتم ‘على أعمال روائية كلاسيكيه لكل من دوستويفسكي ، كافكا ، فوكنر ، همنغواي ، أو نجيب محفوظ و عبد الرحمن المنيف ، الطيب صالح ، حنا مينا ، طاهر وطار ، محمد شكري ، غائب طعمة فرمان والخ الخ .. فمن الطبيعي أن لا تعجبكم هذه الرواية الفذة بسبب أسلوبها المتفكك لأغراض الغموض الفني و المدهش ، و ذلك بسبب مخيلتكم الكسولة والعاجزة عن تخيل كل ما هو جديد وخارج المألوف ) .
المعلق الرابع : ( يتضح من هذه الكتابة النقدية المتحمسة أن الروائية والناقد في علاقة حبايب أو قرايب وإلا كيف يمكن لناقد أن يكتب بهذه الصورة الحماسية السافرة عن رواية يمكن أن تكتبها صبية مراهقة في مدرسة الإعدادية ؟، و من ثم فهل إن الأسلوب المفكك والمهلهل و الأخطاء النحوية والإملائية يعتبر تجديدا في التعبير و البناء الفني الروائي ؟ أم تجاوزا اعتباطيا على هيبة وحرمة الرواية كعمل فني إبداعي عظيم ؟.. أقول هذا لأنني لاحظتُ في السنوات الأخيرة أخذ كل من هب ودب يكتب ” رواية ” طبعا مع تقديرنا للمتمكنين من كّتاب رواية أثبتوا جدارتهم الإبداعية على هذا الصعيد
************************
ملحوظة لابد منها : بطبيعة الحال أن هذه المقالة وما تحتويها من أسماء و تعليقات من نسج خيالي أنا ، مهدي قاسم ، ما عدا الأسماء الأجنبية من فلاسفة و نقاد أوروبيين فهي حقيقية فعلا .