د. ليث شبر
هذه رسالة من جزءين :
الجزء الأول علني وعام سيتم نشره في المواقع والكروبات ويتحدث عن الإرهاصات والمعوقات.
والجزء الثاني سري وخاص سيتم توزيعه فقط لقيادات المعارضة ويتضمن خارطة الطريق والآليات وأمور تنظيمية أخرى.
وعلى الجمهور أن يتقبل منا بعض العمل السري وهو ليس بالضرورة غير شرعي وقانوني وإنما للحفاظ على سلامة المشروع وقياداته وقواعده من المخاطر لأننا نخوض معركة مصيرية مع جهات متنفذة لا تسمح أبدا بقبول مشروع آخر مغاير لمشروعها المحاصصاتي .
الجزء الأول
أيها الأحبة
أكتب لكم ونحن جميعا في خضم مشروع وطني تقومون به لتوحيد قواكم من أجل تحالف سياسي وانتخابي يضم كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية والتي يجمعها رفضها لآليات المحاصصة .. والعمل خلف راية واحدة لا تقسم الشعب العراقي إلى طوائف وقوميات ومشروع سياسي لا ينظر إليهم شيعة وسنة وكورد وأقليات بل فقط أنهم عراقيون .
وقبل أن أبدأ بسرد آليات التوحيد وخارطة الطريق علينا أن نعي بأن المهمة صعبة جدا ولكنها ليست مستحيلة ..خاصة وقد قطعنا شوطا كبيرا في سبيل إنجازها يساعدنا في ذلك أن الظرف التأريخي ملائم لتحقيقها ..ومع ذلك فإن الطريق أمامنا طويل لترصين صفوفنا وتنظيمها بدقة ووضوح لكي لا تتفتت مع أول أزمة أو تحد أو ظرف طارئ.
كما يجب أن نؤكد بأننا أيضا أمام خصم شرس وخبيث وغدار لايؤمن بالرأي الآخر ويقمعه وهو يمتلك الأركان الأربعة للتغول والتسيد وهي المال ..والإعلام.. والسلطة.. والسلاح.. فضلا عن الدعم الدولي والإقليمي الذي مازال يتعامل مع نظام المحاصصة ويعتبره الممثل الشرعي لإدارة الدولة على الرغم من أنه لا يمثل سوى الأقلية وبالتحديد ليس أكثر من 10 بالمئة من الشعب العراقي.
وأيضا علينا أن نضع في حساباتنا أن الأغلبية الرافضة والمقاطعة لنظام المحاصصة مازالت لم تحدد بوصلتها باتجاه القوى الوطنية.. نعم هي ترفض كل أحزاب السلطة وترغب بتغيير كل النظام أو على الأقل إصلاحه لكنها لم تحدد البديل الذي تثق به وغالبا ماتعتقد بأن التغيير في العراق لن يحدث إلا بتأثير وفعل خارجي.
بينما في الجهة المقابلة ..القوى الحاكمة التي تؤمن بالمحاصصة على اختلافاتها وصراعاتها وفضائحها وفسادها وماشئت حدث عنها ..فإن جمهورها فاعل ومؤثر أو مطيع ومسير أو مستفيد أو قانع أو مجبر أو مغفل وجاهل وفي اللحظة التي يستدعونه فيها سواء للخروج إلى الشارع أو التصويت في الانتخابات فإنه يحقق لها ذلك.
لذلك دوما يقال لكم إذا كنتم أهلا لذلك فأين جمهوركم الذين تدعون أنكم تدافعون عنه وأنهم يناصرونكم وهذه إشكالية كبيرة خلقتها المفارقة بين أقلية فاعلة ومؤثرة ..وأغلبية صامتة ومقاطعة ..وعلى الطرف الآخر بين أحزاب وجماعات تتصارع على الحكم لكنها موحدة في قطع الطريق عن المعارضين بينما يقابلها قوى وطنية مشتتة وأنوية وعمل انفرادي لا يسير وفق مشروع موحد.
وهو أمر صحيح تؤكده نتائج الانتخابات حتى لو فرضنا أنها تعرضت إلى التزوير أو أن أطراف السباق غير متكافئة في المنافسة إلى آخره من المبررات لكن النتيجة واحدة إن من يذهب لانتخاب المالكي والخزعلي والعامري والحكيم مئات الآلاف بينما لا يذهب لانتخاب قيادات وطنية سوى العشرات أو المئات وبأحسن حال بضعة آلاف ..وعلينا أن نعترف بهذه الحقيقة وندرسها ونضع الحلول لها.
أحبتي
نحن أمام مفترق طرق فإما أن نتوحد في مشروع عراقي جديد سياسي وانتخابي يتطلع إليه الشرفاء من الشعب العراقي وخاصة الرافضين لنظام المحاصصة البغيض والفاسد وحينها يمكن أن نحقق ماسنذكره في الجزء الثاني.
أو نبقى على حالنا ونكرر أخطاءنا السابقة ونذهب فرادى في معركة سياسية وانتخابية غير متكافئة والطرف الخاسر فيها نحن وجمهورنا الذي خذلناها بعدم توحدنا.
أو نجلس في بيوتنا وننتظر الفرج من قوى عالمية أو غيبية أو غزو فضائي وهذا علمه عند الله.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط