العراق ( سابقاً ) كان يحكم : العالم ! العراق ( الآن ) محتل من كل دول العالم ؟

كتب : د . خالد القرة غولي

العراق قبل الاحتلال الأمريكي عام ( 2003 ) كان محكوما بالديكتاتورية ، وقليلون الذين يجادلون حول هذه المسألة ، ولكنه كان بلداً موحدا مهاباً ، كان قوة إقليمية عظمى ، يخشاه أعداؤه قبل أصدقائه ، إما عراق اليوم , فعراق ضعيف مقطع الأوصال ، تتقاتل الدول الإقليمية والخارجية على قصعته النفطية ، بينما شعبه يتضور جوعا ويفتقد ابسط احتياجاته المعيشية ، وهو الذي يعيش على احتياطات نفطية مثبتة تصل إلى ( 190 ) مليار برميل , إدارة الرئيس بوش الابن سابقاً ، ومعظمهم من أنصار إسرائيل ، قالت أنها ستقدم نموذجا ديمقراطيا يحتذى في المنطقة يقصد الشرق الأوسط الجديد وستؤسس لدولة مدنية عنوانها الازدهار والنمو الاقتصادي والمساواة الاجتماعية والسياسية ، على غرار المجتمعات والدول الغربية , أمريكا لجأت للترويج لهذا النموذج بعد إن تبين كذب مقولة أسلحة الدمار الشامل ، وللتغطية عليها , ان ما حدث ويحدث في العراق الجديد أزاح الغبار عن غلاف خطير لمجلد اسمه الاعتداء على البلد والمواطن الأعزل في العراق , التفجيرات والقتل والاعتقالات ونزوح الملايين من المواطنين العراقيين من منازلهم الى داخل وخارج البلد وتوقف الحياة العامة ودوائر الدولة الصناعية والزراعية والخدمية المتطورة لأكثر من ( 20 ) عاماً بعد ان دخلت قوات الاحتلال من الامريكان ومن تحالف معهم وتسليم البلد على طبق من ذهب الى الايرانيين وحلفائهم من ساسة العراق الجديد , ويجب ان لا ننسى الدور الخطير لرجال السياسة من التجاروالمقاولين وسماسرة الحروب من ابناء جلدتنا ومن اهل العراق ومن يحملون شهادات الخدمات الجهادية الذين عاشوا لسنوات طوال في دول الغرب في امريكا واروبا والخليج متحججين ايجاد مخارج جديدة للخروج من ازمات العراق وبناء دولة حضارية جديدة تنعم بالحرية والديمقراطية ودولة القانون واحترام الاخر وحرية التعبير عن الراي مثلما هو معمول في دول الغرب بعد احداث الحرب العالمية الثانية ,
ولا ادري لماذا نتعامل بنشر الفوضى والعبث بأرض الرافدين وتشريد أبناء شعب العراق الصابر , والتدمير والعبث بكافة البنى التحتية لهـــذا البلد , وقتل وتهجير العشرات والمئات والآلاف والملايين من العراقيين مجرد أنهم عراقيون , ولا ادري مرة اخرى هل بقي قيمة للسياسية الديمقراطية , انظر إليهم أن مجتمع الدكتاتورية هو بطبيعة الحال خراب يغمره العنف ووحدته الزائفة ليست سوي غطاء مهلهل لشروخ وتمزقات وتشوهات إنسانية وأخلاقية لا سبيل إلى حصرها , وأحب أن أزيدكم علم أن فلسفة الثقة واليقين تشكل الأساس الذي ترتكز عليها ثقافات الشعوب , وكذلك ما بين إفرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية , ويأتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس على احترام الذات واحترام الأخر والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة , ولله .. الآمر

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here