الطب البديل في العراق يعود إلى الرواج بسبب «تردي» الخدمات الصحية


يعتبر استخدام الأعشاب بالطبابة في العراق من أقدم المهن، إذ أنه نشأ في عهد السومريين أي قبل أكثر من 7000 سنة، فالتداوي بالأعشاب طب شعبي وتقليدي يعتمد على استخدام النباتات والمستخلصات النباتية، وله أسماء متعددة منها الطب النباتي، طب الأعشاب، علم الأعشاب، طب العرب وغيرها.

وبدأت مهنة التعامل بالأعشاب الذي تطلق على المشتغل به صفة (العشاب) أو (العطار) بالانتشار من جديد في العراق بعد 2003 بالنظر لغلاء أسعار الأدوية وتردي الخدمات الصحية في المراكز الصحية والمستشفيات في محافظات العراق.

من الطرق القديمة
وفي هذا الصدد، يقول علي مايخان، صاحب محل عطارية في خانقين، في حديث لـ (باسنيوز)، إن «التداوي بالأعشاب هو من الطرق القديمة لعلاج الأمراض التي تصيب الإنسان، فقبل اكتشاف الطب الحديث كانت الشعوب تتعالج بالأعشاب وتشفى من الأمراض التي قد يصاب بها الفرد، لذلك فإن التداوي بالأعشاب صاحب تاريخ الإنسان منذ بداية وجوده على الأرض».

وتابع مايخان، أن «الأعشاب التي يتم تداولها في السوق هي غالبيتها مستوردة من بلدان شرق آسيا كالصين واليابان وحتى كوريا وحتى سوريا ومصر، كذلك لدينا أعشاب محلية تأتينا من كوردستان العراق»، مشيراً إلى أن «بعض الأعشاب كالشاي الأخضر على سبيل المثال لاقت رواجاً كبيراً في العراق لأنها نجحت في تخفيض الوزن، وهناك أعشاب أخرى أيضاً مضمونة في فتح الشهية كالحلبة وغيرها تعالج القولون ومهدئة للأعصاب كالينسون والبابونج وإلخ».

وتنتشر مئات المحال الخاصة بالعشابين في أحياء بغداد وأغلب المدن العراقية، والتي كانت سابقا تتركز في أسواق خاصة وسط المدينة القديمة بكل محافظة، بل إن العديد من العراقيين أخذوا يتداولون عبر وسائل التواصل الاجتماعي مواضيع تخص الأعشاب والعلاج بها وفوائدها، حيث يصفها البعض بأنها طبيب مجاني وطبيعي لا خسارة فيه».

ويقول مراقبون، إن «غالبية محلات الأعشاب تنتشر في الأحياء الفقيرة من المدن العراقية، بعض تلك المحال حقيقية وبعضها الآخر تعمل في الغش والاحتيال بالنظر لعدم وجود رقابة من الجهات المختصة لتنظيم عمل العشابين».

لا يملكون شهادات
من جانبه يقول الناشط في المجتمع المدني سلام عبد الأمير، إن «غالبية الذين يعملون في مجال طب الأعشاب لا يملكون شهادات في الطب أو الصيدلة، لأن هذه المهنة لا تحتاج إلى شهادة بل تحتاج إلى خبرة وعمر عشرات السنين في هذا المجال، ومع ذلك فإن النتائج لا تكون مضمونة دوما، وقد يصاب الشخص بالحساسية أو التسمم في بعض الأحيان من تناوله بعض الأعشاب الضارة أو المجهولة».

ويحمل عبد الأمير، الحكومة «مسؤولية وضع آليه عمل صحية ومضمونة لضمان عدم وجود خطورة على من يتناول الأعشاب الطبية، التي انتشرت في البلاد في السنوات الأخيرة بسبب الحروب وتردي الخدمات الصحية وحتى تراجع الوعي الصحي لدى الفرد العراقي الذي يدفعه إلى الإيمان بالتداوي بالأعشاب بدلا من الطب الحديث».

وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك مشروع دولي لتصنيف الطب التقليدي سيساعد في خلق قاعدة بيانية تضع تصنيفا وتعريفا للتشخيص والعلاج.

وتعرف المنظمة الطب التقليدي، بأنه نتاج خبرة طويلة من المعرفة والمهارات والممارسات المبنية على النظريات والمعتقدات والتجارب التقليدية لعدد من الثقافات للحفاظ على الصحة بالإضافة إلى الوقاية وتشخيص وتحسين ومعالجة الأمراض الجسدية والعقلية.

ففي بعض الدول الأفريقية والآسيوية، أشارت المنظمة إلى أن 80% من السكان يعتمدون على الطب التقليدي لتوفير الرعاية الصحية الأولية.

ويستخدم الطب التقليدي، بما في ذلك الأعشاب في بعض المجتمعات منذ آلاف السنين، وبينما يتم اعتماد الطب التقليدي من قبل سكان جدد إلا أن هناك تحديات مثل وضع سياسات وطنية وتنظيمية لضمان السلامة والفعالية والنوعية.

وقالت ماري بول كيني، المدير العام المساعد للابتكار والبحوث والمعلومات بمنظمة الصحة العالمية، إن «العديد من الدول قامت بصياغة معايير وطنية لتصنيف الطب التقليدي ولكن لا يوجد منبر عالمي يسمح بتنسيق البيانات لأغراض الإحصاء ومعرفة الممارسات العملية والأوبئة».

وأضافت: «هناك حاجة إلى هذه المعلومات للباحثين وصناع القرار لمراقبة السلامة والفعالية والاستخدام والإنفاق والاتجاهات في مجال الرعاية الصحية».

وسيركز التصنيف على الممارسات الطبية التقليدية في الصين واليابان وجمهورية كوريا التي تطورت وانتشرت في أنحاء العالم.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here