العالم كله مدان للعراق الى يوم الدين وعلى مر الاجيال

بقلم: أ.د. سامي الموسوي

كم تمنيت ان أرى العراق كما كان يعلم الدنيا الحضارة والعلم والثقافة والقوانين كما علم الاخرين كيف يلبسون الثياب ويحافضون على ارجلهم من المشي في الصحاري حفاة. وكم تمنيت ان اراك يا عراق عصيا على جيوش الظلام وخفافيش الليل وقطاع الطرق واللصوص والطامعين بخيراتك كما في عهد الملك سرجون وسنحاريب وحمورابي ونبوخذنصر الذين جعلوا جناحيك أيها النسر الكبير تمتد في افق السماء من النهر الى النهرين ومن البحر الى البحر. أيها العراق العظيم ياجمجمة العرب كم تمنيت ان اراك شامخا كشموخ نخيلك الباسقات غير مدنسا باحذية المرتزقة العلوج القادمون من ادنى البقاع ومن انذلها. كم تمنيت ان أراك ياعراق عزيزا في سيادتك غزيرا في علمك لايعلو عليك احد في تقدمك في الزراعة والصناعة والصحة والتجارة … الم تكن انت الذي علمت الدينا هذه الأمور كلها واكثر! اليس منك إبراهيم الخليل وفيك نوح ويونس والائمة والاولياء والصالحين والاخيار. الم يكن اهلك يكادون كلهم جميعا ان يكونوا من الاخيار و ذوي العلم الابرار؟ الم تكن يدك في العطاء هي العليا وكرم اهلك قد امتد الى اقصى البلدان والامصار وصار عطائك للقادمين من تلك الامصار ينهمل كالمطر وزدت في الاحسان! هكذا انت لم تطلب (بغشيش) لانك مثل اليابان تعيش بكرامتك المعهودة ولو بادنى عطاء. عما قريب وبوجود ابنائك الذين حباهم الله بالعقول على غيرهم من الاخرين عما قريب سأراك تسير في خطى الأجداد نحو العلو والتقدم والازدهار وستنعم بالاستقرار وسوف تكون قبلة الدنيا فيك لا في غيرك كما جعلك الله هكذا انت ياعراق. فالله قد استودع فيك الحضارة والكتابة جعلها منك تنطلق للاخرين كلهم قبل ان يصرح بها في سورة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) ففيك ياعراق اطلق الله الكتابة وعلم بالقلم قبل ان يقر بها القران بالالاف السنين! انت فقط ياعراق علمت الدنيا كيف تكتب بالقلم وكيف تقرأ قبل ان يصرح بها القران … اليس ذلك مما اودعه الله فيك ياعراق فالدينا كلها بما فيها علمائها وحكمائها وفلاسفتها على مر العصور مدانة لك ياعراق بل مدانة لك الى يوم الدين وسيحاسب الذين عليك اعتدوا ايما حساب. بالتأكيد لك البشرية كلها مدانة الى يوم الدين. لهذا يحسدونك ياعراق ولهذا يشنون عليك الغارات منذ عهد سرجون لانك تملك العلم والعقول والموارد وانت الذي عندك شفرة ذلك كله وهم لايريدون ذلك لك لانهم لصوص يريدون سرقتها. فهل فهمتهم لماذا اللصوص لايريدون الاستقرار للعراق؟ ولكن الامر الأول والأخير لله فهو الذي اودع كلمة (اقرأ) وجعلها تنطلق من العراق بشكل فعلي قبل ان يجعلها تنطلق من فم جبرئيل في غار حراء كأول كلمة من القران وجعل التعليم بالقلم قد سبق بالاف السنين على ايدي العراقيين وقدمه للعالم كله … فهل استحق هذا العالم العاق ما علمه إياه العراق بالقلم؟ ان الله يعلم حيث يجعل رسالته وهكذا جعلها في العراقيين … وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here