سأكون نصفك الكامل عندما تبصرني بعيون قلبي

سأكون نصفك الكامل عندما تبصرني بعيون قلبي

رسالة حب كعشق متصوفة للرب ..

بقلم مهدي قاسم

إذا كنت تطمح الوصول إليَّ ، ساكنا ، مستوطنا مملكة قلبي عن جدارة و استحقاق و إلى الأبد ، فيتحتم عليك البحث الدؤوب عني عبر دروب مجهولة و متاهات متشابكة و سلالم بلا نهاية نحو أسفل و أعلى ، و بالعكس أيضا ،كمن يرتقي قمة جبل شاهقة ..
فكم من ملايين درجات عليك أن تقطع صعودا و هبوطا !..
فما من تجلِ روحي ، من جمال مدهش وراق ، أو نشوة مترعة ، يمكن الحصول عليها بتكاسل مجاني ..لإنك عند ذاك سوف لن تقدير قيمته ، فما من شيء مجاني له تقدير أو اعتبار ..

إذن فهو أمر عسير حقا ، الذي سيكلفك جهدا جبارا و كدحا شاقا و لسنوات طويلة جدا ، و إذا عثرت عليَّ ، طبعا مثل كنز نادر ، فعليك الاحتفاظ بي جيدا حتى لا تفقدني مرة واحدة و إلى الأبد …
فأنا لستُ مِمَن يمكن العثور عليهم مرة أخرى ..

لأقودك بعد ذلك نحو ولاداتك الأخرى..
باتجاه ميلادك الجديد ، خطوة بعد أخرى ، من خلال منحدرات حادة و طرق وعرة، عبر قلب ظلام و جليد عالم جارح بجموده البارد القارس ، نحو سلالم نضوج و كمال و شمس صباح مشرقة دوما على نافذة روحك ..
بعدما تكون قد عبرتُ أزمنة عصور طويلة في غمرة بحث و اكتشاف دروب وطرقات مجهولة وهجرات كثيرة ..
ولكن ستكون كلحظة خاطفة ! ..
وهو الأمر الذي يتطلب منك بعدها القيام برعايتي و عنايتي كما بستاني محب وحريص لشجرته المفضلة و وردته المحببة ..
لأنني حينها سأكون نصفك الآخر ، بعدما تفوز بجائزة قلبي .. بجهدك الجبار والمضني ..
، حتى لا تفقدني و نفسك أيضا هباء منثورا و هدرا مسفوحا ..
و إذا لم تفقدني ، سأبقى صنوا حاضنا و ظلا باسقا لروحك ، كما الأم الحنونة لرضيعها الصغير اللطيف الحلو ..
لأننا نحن الاثنين نصبح حينذاك واحدا متحدا ومندمّجا ، كشجرة وأختها .. مثل نهر و شقيقه الينبوع الجبلي، و رفيقا وفيا و مصاحبا لآخر خطوك كظلك ..
و انت تدخل ملكوت سعادتك الأعظم ، في وهج روحك المرفرفة نحو الأعالي ،كنسر متفرد يحلق في أقاصي الرياح على متن قلبي العاشق لك دوما و أبدا ..
ولكي تحبني حقا ، فعليكِ أن تبصرني بعيون قلبك أولا !..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here