نقابة المحامين تُلقّن أعضاءها اسلوب اللياقة !

نقابة المحامين تُلقّن أعضاءها اسلوب اللياقة !

بقلم مهدي قاسم

عممت نقابة المحامين العراقيين كتابا تحذيريا صارما موّجها إلى أعضائها من المحامين والمحاميات والعاملات داخل النقابة أيضا ، يحتوي على أسلوب التعليم والتلقين و التهديد في الوقت نفسه ، لكل من لا يلتزم بهذه التوصيات والتوجيهات ، وأغلبها يتعلق بالمظهر و طبيعة و كيفية اللباس ..

للوهلة الأولى يشعر المتلقي و كأن هذا التعميم صادر عن أحد الأحزاب الإسلامية أو المليشيات المذهبية ، لولا وجود أسم نقابة المحامين العراقيين و شعارها المطبوع على الكتاب المعمم ..

ليس هذا فقط إنما طبيعة التعامل مع أناس بالغين ، و كأنهم لا زالوا أطفالا أو أحداثا لا يعرفون كيف يتصرفون ، و أية ملابس لائقة يجب عليهم ارتدائها وهم يتوجهون إلى مواقع عملهم ..

والسؤال الذي يطرح نفسه حالا هو : كيف يمكن التعامل مع أناس بالغين يُفترض عندهم ذوق و معرفة بالأصول و اللياقة والمظهر المقبول ، و خاصة أنهم درسوا المحاماة في كلية الحقوق ثم تخرجوا وأصبحوا محامين ومحاميات ، بل لماذا الافتراض بأنهم عديمي الذوق واللياقة ، لكي تجري عملية تعليمهم وتلقينهم بأصول اللياقة الاجتماعية والمهنية ؟..

هذا دون أن نتحدث عن حرية الاختيار في اللباس حسب الذوق والرغبة ، وخاصة في أجواء حارة مثل العراق ، حيث لا يمكن ارتداء سترة في فصل الصيف والعمل براحة جسدية أو نفسية في قاعات المحاكم التي تكون ، أحيانا ، بدون تهوية أو تبريد لانقطاع الكهرباء المزمن بين فترة وأخرى..

و أخيرا : إذا نقابة المحامين تريد أن تحد من حرية أعضائها في اختيار نوع و شكل ألبستهم ، وهي تعتبر من أبسط الحريات ، فكيف يمكن التوقع أو الانتظار من نقابة كهذه الدفاع عن حرية اختيار عند المواطن العراقي في مجالات أكثر أهمية و ضرورة ؟..

* هامش بالصورة المرفقة لكتاب التعميم :

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here