إذن : فمن هو المخطئ أو المقصر إذ كل واحد منا حكيم زمانه ؟

إذن : فمن هو المخطئ أو المقصر إذ كل واحد منا حكيم زمانه ؟

بقلم مهدي قاسم

قد لا يوجد في العالم مَن هو أبرع منا نحن العراقيين في أمور النقد والتحليل ربما أن بعض العراقيين هم مَمِن أوجدوا مفهوم المحلل الاستراتيجي ، ليطلقوه فيما بعد على أنفسهم !! ) لذا قد لا نبالغ إذا قلنا أن ثمة مئات من كتابات وتصريحات نقدية يكتبها ، يطلقها عراقيون يوميا ، على مختلف مهنهم و مواقعهم و منابرهم و صفحتهم الشخصية كسيل جارف و هادر لا يعرف التوقف أو الانقطاع

فالجميع ينتقد ، و بهوس مزمن ، جاعلا من نفسه فهيم عصره و حكيم زمانه ، الذي يعرف ويعلم بكل الشيء و إن جعبته مليئة بكل الحلول المناسبة والناجعة لأزمات العراق ومعضلات العالم برمته !..

بينما بلدنا العراقي هو أفشل بلد في العالم ، سواء قبل سقوط نظام السابق أو بعده أيضا ..

وهو نفس المجتمع الذي جرَّب ، و إختبر حكم معظم الأحزاب الخليطة القومية ــ على اليسارية المزعومة سابقا ، والآن يجرّب حكم الأحزاب الإسلامية الفاشلة الفاسدة بشقيها الشيعي ــ السني ..

فالزعيم الراحل عبد الكريم قاسم كان له شعبيته الواسعة ..

ونفس الشيء يمكن أن يُقال عن “ القائد الضرورة “ صدام بخصوص تمتعه بشعبية غفيرة محليا وعربيا في آن ..

و الآن بإمكان مقتدى الصدر و نوري المالكي و عمار الحكيم أن يملئوا شوارع بغداد بملايين من المؤيدين والأتباع .. “ ..

و ليس هذا فقط إنما غالبا ما نقرأ كتابات و نصوصا تُثير حنينا نحو العهود الماضية من قبيل :

ــ آه ! .. لو كان العهد الملكي باقيا لكنا وكنا ..

ــ آه !.. لو إن عهد عبد الكريم قاسم باق لفترة أطول لكان العراق كذا وكذا من عيش سعيد ورغيد

ــ آه !.. لو صدام كان باقيا في السلطة لعاش العراق فصولا من أمان ورفاهية ..

أما المحصلة النهاية :
فنحن إزاء مجتمع فاشل بالمطلق ( بسبب انحيازاته ونزعاته العشائرية والدينية والقومية والمذهبية والفئوية السياسية المتصارعة ، فضلا عن مظاهر الاتكالية والتفرج السلبي ) و المُثير في الأمر إن هذا المجتمع الفاشل لا يكتفي بالنقد الشاطي الباطي فقط ، إنما يحاول في نفس الوقت أن يعلّم شعوبا ومجتمعات أخرى كيفية ممارسة الحكم الرشيد و ..النزيه الشريف

أي على غرار: ” طبيب يعالج الناس وهو عليل ” ! ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here