ما من جديد في الأمر ؟ : غالبية مرافق الدولة مهملة ومهترئة مثل مطار بغداد

ما من جديد في الأمر ؟ : غالبية مرافق الدولة مهملة ومهترئة مثل مطار بغداد

بقلم مهدي قاسم

كثير من الساسة العراقيين المتنفذين ـــ من بقايا أيتام بول بريمر ــ يستيقظ في دواخلهم ” صدام صغير ” حينما يتبؤون مناصب سيادية ــ أعلى درجة مما كانوا سابقا، نعم يستيقظ صدام صغير ، صارم ، شديد بأس في تأنيب وتقريع المسؤولين المقصرين في واجباتهم وعملية إدارتهم لشؤون مكاتب عملهم ، بل و إهانتهم علنا و أمام الملأ ، طبعا ، كحركة استعراضية ، بدافع حب الظهور، للبروز أمام الجماهير الغفيرة ، بصفة قائد حريص على مصالح البلاد والعباد ..

وبما أن هناك دائما ، ثمة جماهير غفيرة ، تتسم بسذاجة وسرعة تصديق وتضليل ، تنطلي عليها كهذا ألاعيب دفعة واحدة بدون تفكير أو تمحيص ، فأنها ليس فقط سرعان ما تصدق هذه العمليات الاستعراضية إنما تُعجب بها أيضا ، لتأخذ انطباعا بأن سياسة أو نهج الحكم عند هذا الزعيم الجديد ، يختلف عن أقرانه السابقين ، وأنه سيجعل من العراق قريبا ، دبي جديدة أو سويسرا الشرق ..

أن شاء الله .. سبحان الله !..

وبحكم سذاجتها أو حماسها المفرط ، لا تدرك هذه “الجماهير الغفيرة ” ( و كذلك معها رهط كبير من متعلمين متملقين أو بدوافع عقائدية أو ارتزاقية ) أيضا أنه لو كان هذا الزعيم الجديد يعرف أصول و لياقة الحكم ، بالأحرى لو أدرك نمطية وطبيعة الأنظمة والقواعد الإدارية المتبعة بسياقاتها الإجرائية ، لما سمح لنفسه ــ مستغلا موقعه الوظيفي الأعلى ــ إن يُهين موظفا بدرجة مدير عام حتى لو كان مقصرا ــ علنا وأمام قنوات و فضائيات تلفزيونية ــ بسبب التقصير والإهمال إنما يتصل بالوزير المسؤول عن هذا المدير ليتخذ بحقه الإجراءات الإدارية المعمولة بها على هذا الصعيد ، …

بالطبع التقصير والإهمال موجود في أغلب دوائر الدولة ومرافقها المهمة بحكم كون نظام الحكم نفسه مشوّها وهجينا و فاشلا أصلا ..

هذا دون أن نذكر إن مسألة الإهمال أو التقصير الوظيفي تُتخذ ــ في أحايين كثيرة ــ كذريعة من ناحية توزيع الوظائف والمناصب المهمة والقريبة من مصادر المال العام ، وفق الحصص الطائفية والقومية أو الفئوية المتفقة عليها بين الأحزاب والتنظيمات والميليشيات المتنفذة ، كشرط أساسي ، حتى تجري و تتم عملية القبول والموافقة على منصب رئيس الحكومة الجديد لضمان فيما بعد عملية تصويت الأغلبية النيابية ..

ولكن قولوا لنا بربكم أي مرفق أو مؤسسة أو دائرة تابعة للدولة أو الحكومة خالية من مظاهر إهمال وتقصير ، ناهيك عن الفساد و انعدام شروط النظافة المطلوبة ؟..

إذ بفضل التقنيات الإعلامية المتطورة ، وصفحات المواقع والتواصل الاجتماعي سبق لكثير من العراقيين رأوا صورا عن وجود حمير و كلاب ضالة تدخل صفوف المدارس ،و أبقار ترتع أمام أو داخل ردهات مؤسسات حكومية ، بل قطط وفئران وصراصير تتراكض ليس في ردهات ورواق مستشفيات فقط ، إنما أحيانا داخل غرفة العمليات أيضا ..

و قد سبق لنا أن أرفقنا بعضا من هذه الصور بمقالاتنا السابقة التي نشرناها في صحيفة صوت العراق في السنوات الماضية تثبت صحة قولنا هذا .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here