النفاق السياسي للإدارة الأمريكية كمبدأ أساسي

النفاق السياسي للإدارة الأمريكية كمبدأ أساسي

بقلم مهدي قاسم

نحن نفهم جيدا ـ كما غيرنا أيضا ــ أن جوهر فن السياسة في نهاية المطاف يتجسد في تحقيق المصالح الفردية والجماعية في بلد من البلدان ..

و الزعيم السياسي البارع والشاطر هو من يوّظف فن السياسة بشكل ماهر لتحقيق مصالح بلده قبل أي شيء آخر ، كأولوية و صدارة الواجبات وشرف المسؤولية الملقاة ..

إلا أنه في مقابل ذلك ، توجد هناك اعتبارات ومعايير ، قد تكون شكلية في جوهرها الأساسي ، ولكن يحاول الكثير الالتزام بها ــ تظاهرا على الأقل ــ حتى ولو تمسكا شكليا بمعايير أخلاقية ومبدئية لمواقف مزعومة ولو بحدها الأدنى ، وخاصة من ناحية السياسة الدولية ..

ولكن يبدو أن اليانكيين الأوغاد الحاليين من أحفاد سلالة كاوبوي الغرب الأمريكي المتوحش ارتأوا أن يتوارثوا ــ أبنا عن جد ــ هذه الثقافة الهمجية بصورها الغليظة السافرة ، المتسمة بالنفاق السياسي المكشوف ، ليمارسونها بدون أي إحراج أو خجل و إرباك وتردد و خاصة في أن يجعلوا من شخص ما ــ يعارض سياستهم أو يناهضهم ــ أن يجعلوا منه إرهابيا اليوم ، بينما غدا يخلقوا منه سياسيا مقبولا بمقاييس نظافة الصالون الدبلوماسي أن اقتضت مصالحهم الآنية أو بعيدة المدى ..

و أفترض أن افكارا وخواطر من هذا القبيل لم تخطر على بالي أنا فقط ، إنما على بال غيري أيضا ، وهو يقرأ أو يرى صورا تجمع لقاء وديا حميميا بين السفيرة الأمريكية ألينا رومانوسكي في بغداد ــ النشطة جدا جدا في هذه الأيام !ــ وبين ” القائد الميليشياوي ” قيس الخزعلي زعيم حركة عصائب الحق في محفل هنا وفي مناسبة معينة هناك *..

و سبب شعورنا بهذه الصفاقة أو بعهر السياسة الأمريكية ، يكمن في كون قيس الخزعلي كان سجين معتقل بوكا الأمريكي في البصرة ، أُعتقل آنذاك بتهمة الإرهاب ، فضلا عن أنه بات موجودا ــ فيما بعد ــ على رأس قائمة الإدارة الأمريكية المتضمنة أسماء أشخاص تعتبرهم الإدارة الأمريكية من أخطر الإرهابيين في العالم ..

وها هي السفيرة الأمريكية تلتقي مع قيس الخزعلي مرارا في هذه المرة ليس بصفته إرهابيا إنما بصفته زعيم ميليشيا مسلحة متنفذة في العراق !!..

* ملحوظة ذات صلة : يبقى أن نضيف إلى خساسة السياسية الأمريكية على هذا الصعيد إلى أنه قد تأسست نواة تنظيم داعش بداية في معتقل بوكا في أم القصر بمحافظة البصرة ، تحت إشراف غير مباشر من قبل ضباط أمريكيين ، وقد كان زعيم داعش المقتول إبراهيم البغدادي معتقلا هو الآخر أيضا هناك حيث أُطلق سراحه ، مثلما أُطلق سراح الخزعلي أيضا من هناك ..

** الصورة ــ أدناه

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here