كتب : د . خالد القرة غولي
قول الولايات المتحدة إنها غزت العراق عام ( 2003 ) لامتلاك البلاد أسلحة دمار شامل ولأن نظام صدام حسين يشكل تهديداً للأمن العالمي ، لكن لم يتم العثور على أي دليل على وجود أسلحة الدمار الشامل , أسفرت الحرب عن مقتل الآلاف وسيطر على البلاد عدم الاستقرار , على الرغم من تبريرات الولايات المتحدة ، يبدو أن العديد من العراقيين يشككون بالدوافع الحقيقية لخوض الحرب , يعتقد 51٪ منهم أن الولايات المتحدة غزت العراق لسرقة موارده ، وهذا الشعور يظهر بشكل خاص في المحافظات الجنوبية الشرقية والأنبار ، أي المناطق الغنية بالنفط والغاز 29٪ من المستطلعين يعتقدون أن الغزو كان للإطاحة ( بنظام صدام ) في حين لم يؤيد سوى القليلين ، فكرة أن الحرب استهدفت نشر الديمقراطية ومحاربة ما يوصف بالإرهاب , فكرة أن الغزو الأمريكي لم يكن في مصلحة العراق ليست غريبة عن الجو العراقي العام ، لكن الأرقام هذه المرة تظهر أن هذا الشعور أصبح أكثر انتشاراً ، حتى في مناطق مثل كردستان التي تعتبر موالية للولايات المتحدة، وحيث الآراء من هذا النوع نادرة عادة .. بين الحين والآخر يخرج لنا أحد مروجي إبادة الشعب العراقي ومستقبل أجياله بتصريحات تدعونا إلى الشفقة عليهم وعلى من إختارهم ممثلا لهم ، الأول كما هو معروف لا يحلم إلا بالعودة إلى منصب مرة أخرى ، ولا أرى حقاً ضرورة لذلك بعد أن أفرغت خزينة الفقراء العراقيين وأصبحنا نستجدي الرواتب من صندوق النقد الدولي ؟ لكن الأمر كما يظهر من خلال اللقاءات الكثيرة في هذه الأيام على قنوات فضائية متعددة وبطبيعة الحال جميعها مدفوعة الثمن من أموال اليتامى والفقراء كي يزيد هذا الرجل من رصيد أصواته ويفوز مرة أخرى بعضوية مجلس النواب .. وهو الخطوة المهمة لتسلق كرسي الحكم في العراق ؛ هذا الرجل يعاني من مرض واضح أصيب به بعد عودته من المنفى , فلندع هذا المريض جانبا ونقلب صفحات مريض آخر يظن أن وحيا نزل عليه من السماء ونصبه ممثلا للسنة ؟ ذلك المصطلح الأخرق الوقح والمرض الخبيث الذي حمله أحمق يستحق الشفقة إعتقد في لحظة ما أنه ممثل للسنة في العراق ! ويكفي هذا الرجل وأتباعه عارا يسجل عليهم أنهم إختاروا هذا المصطلح في الوقت الذي كان من المفترض به وبأعوانه أن يبتعدوا ألف عام وألف سماء عن مجرد التفكير بإثارة ضجيج الطائفية المزعج وفوضاه القاتلة المدمرة .. اهذا الرجل لا يعي ما يفعل لكنه ينفذ مايراد منه من أطراف إقليمية بدقة، ولو كان يمتلك ذرة من الوفاء والانتماء والولاء للعراق لما بدأ بين الحين والآخر بإطلاق عبارات سيئة وتصدير جمل سياسية أتحداه هو أن يعرف تفسيرها وأولها تمثيل السنة ! السنة في العراق بضع من جسد كبير إسمه العراق لا يمكن إقتطاعه وعزله من خونة ومتآمرين كاهذا الرجل وأمثاله من الوجوه التي إستفادت من الاحتلال الأمريكي وخرجت للعراقيين من سراديب مجهولة وكهوف غامضة كانوا يقبعون فيها .. هذا الرجل ولمن يعتقد أنه ممثل لهذا الكيان أو ذاك سيطلق العراقيون حكمهم عن قريب حين تتوحد القلوب وتصدح حناجر الحق , السنة في العراق يعني الشيعة في العراق ودماء شهداء البصرة والعمارة والنجف تدفقت طاهرة فوق أرض الأنبار وتكريت مثلما تدفقت دماء شهداء الأنبار والموصل فوق البصرة وذي قار والنجف .. موعدنا قريب في بغداد ، حين ترتفع راية الحق ويرفرف علم العراق الواحد عاليا بأيادي وقلوب وشجاعة العراقيين .. عند ذاك سنرى ممثل السنة أين سيهرب وكيف يحتمي من حساب شعبنا الأبي الصامد .. ولله – الآمر
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط