طريق الشباب (حلقة ثقافية) ـ ضرورة الفلسفة

طريق الشباب (حلقة ثقافية) ـ

ضرورة الفلسفة (*) د. رضا العطار

يتغير معنى الحياة الصالحة او الحياة السامية بتغير الظروف والازمنة، ولكن الانسان في جميع الاقطار وفي مختلف العصور قد وصل الى معنى للدين، تبلورت فيه فلسفته وتجوهر فيه الهامه، وهو الحب للبشر والارتفاع من الاهداف الانانية الى الاهداف البشرية والاجتماعية. وهذا المعنى الديني هو الذي يعين لنا اسلوبا للحياة السامية.

ومن هنا ضرورة الفلسفة لكل شاب او فتاة التي يجب ان ندرب عقولنا على التفكير السليم حتى نصل الى الرأي السديد في شئون الحياة ونعيش متسائلين مستطلعين عن قيمة نشاطنا، اي يجب ان نعيش المعيشة الدينية الفلسفية، ونقيس رقينا بمقدار ما نرتفع عن الانانية المادية الوضيعة الى الخدمة البشرية والحب للناس والرغبة في نصحهم وهدايتهم.

والواقع انه ليس هناك انسان يخلو من العواطف تمام الخلو، وهو لو كان كذلك، اي خلا من هذه العواطف تماما، لما ائتمناه على ان يجاورنا في مقعد اي كان، لاننا عندئذ لا نجد اقل الضمان عندما الا يجرؤ على سرقتنا.

لكننا نختلف من هذه العواطف، فهي قوية في البعض ضعيفة في الاخرين. ومن هنا حاجتنا الى الغذاء الفلسفي بالدرس والبحث والتأمل فيما ينفع الناس حتى نشحذ شباة العاطفة الاجتماعية التي تحملنا على العمل الايجابي للخير، فضلا عن الكف عن الشر.

علينا ان نتفلسف ونرفع مشكلتنا الخاصة الفردية الى مقام المشكلة العامة الاجتماعية فنجعل من فلسفتنا كفاحا لعمل الخير ومسعى للرقي. وبهذا فقط نستطيع ان نمارس القداسة من معناها العصري.

* مقتبس من كتاب طريق المجد للشباب للعلامة سلامة موسى.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here