مثل المنطق بالفلسطينيين لا يليق

طنجة : مصطفى منيغ

أكره ما لدى إسرائيل سماعه (بالأحرى التفكير في جعله أداة لحل مشكلتها العويصة مع العالمين العربي والإسلامي)”السلام”، لمهامها مُذ خُلِقت كياناً مزروعا في خريطة الشرق الأوسط الممَثلة في سفك دماء الأحرار الرافضين الانحناء ذلا لتبعية الاحتلال مهما كان شكله أو مضمونه جوهراً وعلى السطح ابتداع العلل والتهرب من إبراز الحقائق وسط المحافل الدولية دون طائل يُذكر بالإكثار من ثرثرة عقيمة ليظلَّ الهدف المقصود مجرَّد كلام ، لا يُعرّضها مهما تعالت موجات الإستنكار العالمية للإضغان لأي إلتزام ، مُلخَّصه التصرف كما تعاهدت الدول المنضوية تحت لواء منظمة الأمم المتحدة بالتطبيق الحرفي والفعلي لقانون حقوق الإنسان والتعامل معه بما يستحق من شديد الاحترام ، لكنها إسرائيل المحنَّطة بعصبية العصيان المدفون ضميرها قبل عصر موسى في قبر حُفِرَ مع العدّ الأولِي للزمن مُغَطََّّى بلعنة أبديَّة محروم إلى قيام الساعة من أي استقرار أو راحة أو وئام . من محنة إلى أخرى إسرائيل الدولة الصهيونية متنقِّلة بلا حَلٍ لعُقَدِها ولا مستقبل يجعل منها مستقلَّة بذاتها ماسكة بأسباب تحرُّرها ممَّا أدخلت نفسها بنفسها في دهاليز مُظلمة ملبية أطماع الشيطان وحفدته عبر الأحقاب إلى حد محتوم ينتهي اليه بعض الأقوام … فلسطين (هي الأخرى) منقسمة رغماً عن إرادتها إلى طوائف استسلمت عن ضغطٍ مدروسٍ لتخطيط ضمنت بنجاحه إسرائيل البقاء بما تفرضه من تعسُّف بل وتتوسَّع لانجاز القضاء بالتتابع على أمل تكوين فلسطين دولتها المستقلَّة وعاصمتها القدس وكل ما شابه مثل الأحلام . التأكيد بالصمت على تلك الفُرْقَة بين الشعب الواحد مؤامرة أسقطت النضال الحقيقي من فحواه وجعلته إنشاء تتبارى بعض الأقلام على نشره كصداع يَطال بعض الرؤوس التي لم تعد بقراءته تهتم لمعرفة أصحابها (والآن بالذات) تلك الحقيقة المُرَّة التي تجعل من إسرائيل تعربد داخل مساحة (ما تبقى من أرض فلسكين) كل ما فيها يُظهِر عجزه التام لمواجهة الوضعية في غياب لوحدة الصف الفلسطيني كشكل من أشكال الاستسلام ، وهكذا يتحوَّل التدخُّل للرَّدع واستئصال ما يظهر من نبتة الثورة المباركة عمل اختصَّت به إسرائيل ليقينها أنها ستسلم من أي عقاب فوري ما دامت ماسكة بحبال تقيد بها أي حركة تسعى لقيام وحدة فلسطينية قائدها الأوحد الشعب الفلسطيني المغلوب ساعتها على أمره بأسباب عائدة لزمرة من الفلسطينيين الذين عشقوا كراسي الحكم بعد ما قضوا جالسين فوقها مدة تزيد عن المنطق بمنطق لا يليق بذوات الشرف وسمو الهِمَم المدفوعين أصلا إلى الوراء ومكانتهم الأمام .للمقال صلة

مصطفى منيغ

سفير السلام العالمي

[email protected]

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here