الشعر يبقى ” نخبويا ” .. على قلة جمهوره دوما !..

الشعر يبقى ” نخبويا ” .. على قلة جمهوره دوما !..

بقلم مهدي قاسم

بالرغم من تزايد عدد الشعراء يوما بعد يوم ، وكذلك كثرة نشر” قصائد شعرية ” بشكل ملفت ومفرط بسبب توفر وسائل نشر سهلة جدا ، ومع ذلك فإن” جمهور الشعر ” من المتذوقين الحقيقيين و المتحمسين للاستماع للشعر يشكّون نسبة قليلة جدا مِمَن يحضرون ندوات شعرية كرغبة روحية مهمة ، مقارنة مع جمهور فعاليات رياضية أو فنية أخرى ..
يتضح ذلك من خلال ندوات و ملتقيات شعرية يقيمها شعراء في هذا البلد أو ذلك ، حيث لا يحضر سوى عدد ضئيل جدا من محبي وهواة الشعر ..

علما ما من بلد عربي وإلا فيه بضعة آلاف من الشعراء ، وبضعة آلاف أخرى ممنون يعتبرون أنفسهم على وشك أن يكونوا شعراء أو مشروع شاعر حتما !..
والملفت في الأمر إن هذا العدد القليل مِمَن يحضرون ندوات شعرية يقلّون يوما بعد يوم ، أحيانا لا يكادون أن يتجاوزوا عدد الأصابع !..

دون أن ننسى أن نُشير في مقابل هذا ، إلى اعتقاد قديم يقول أن الشعر كان و سيبقى ” نخبويا ” ، وهي إشارة واضحة إلى مجموعة نوعية مميزة محددة أو قليلة العدد من هواة شعر فعليين ، بالمقارنة مع ” جمهور غفير ” وكبير جدا ، حاضر دوما في نشاطات أخرى ..

بمعنى آخر : يوجد فارق هائل بين حشود كبيرة ، أحيانا هائلة ، تذهب إلى الملعب لمشاهدة لعبة مباريات كرة القدم أو غيرها من ألعاب رياضية ، و بين مجموعة أشخاص قليلين يذهبون ــ حصريا ــ للاستماع إلى إلقاء القصائد .. كمفارقة بينة وملحوظة ..
ورجوعا إلى مسألة الإشارة نحو ” نخبوية الشعر ” فأنها قد تُقال هكذا ، لتشكّل ــ ربما ــ حالة من تعويض نفسي من عزاء وسلوى ، ولكنها سوف لن تكون تبريرا مقنعا لقلة رواد الملتقيات الشعرية ..
كما أود أن أضيف : إلى جانب كل هذا ، فثمة ظروف وعوامل نفسية واجتماعية ذات خلافات و حساسيات معروفة عند بعض ، قد يكون لها دورها المؤثر ، نقصد من ناحية سعي و رغبة في تبوء مواقع ” قيادية ” في هذا النادي الثقافي و الاجتماعي أو في تلك الجالية والتجمع ، فكل هذا أيضا له علاقة بخصوص طبيعة و عدد الحضور ..

فضلا عن إنه لكي يحضر شخص ما أمسية شعرية ، فيتطلب منه الأمر التهيؤ ثم الخروج من البيت وصعود السيارة ثم السير فيما بعد لمسافة معينة لحين الوصول إلى المكان المنشود .. فهذه قد تكون بمثابة حالة شاقة بالنسبة لبعض الشرقيين ..
فهل يستحق الاستماع إلى الشعر أو ندوة ثقافية إلى بذل كل هذا الجهد الكبير والجبار ! ..
ربما لا .. حسب تصور البعض ..
ففي نهاية المطاف المسألة برمتها هي مسألة اختيار وليست وسائل إجبار ..

مجرد ملحوظة : درء لأي سوء فهم أو تأويل ،أنا هنا لا أعمم ، ولا أقصد شخصا معينا بعينه ، إنما ، وكلما في الامر أتحدث عن ظاهرة فحسب ..

بطبيعة الحال إن هذه المسألة قد لا تخلو من نكتة طريفة بهذا الخصوص ومفادها :
ـــ إذا قام اثنان من الشرق الأوسطيين بتأسيس حزب أو تجمع ثقافي ، فسرعان يتحول في اليوم التالي هذا الحزب أو النادي الثقافي والاجتماعي إلى ثلاثة أحزاب أو أندية ، و بعد مرور شهر إلى ستة أو 12 حزبا أو تجمعا ..
وهكذا دواليك و دواليب !.. قوية هذه الـ دواليك ..ههه ..
يعني بتعبير آخر :
الأخ السيد ” عبودي أو عبوسي أو حمودي الأفندي ” ما يرضى إلا أن يكون رئيسا أو .. فلا ..

.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here