عن تمديدِ حالةِ الطَّوارِئ

نـــــزار حيدر لـ [العالَم الجديد] عن تمديدِ حالةِ الطَّوارِئ

١/ حالتان مُتلازِمتان منذ [٢٠] عاماً يُدلِّلان على أَنَّ المُجتمع الدَّولي مازالَ يتعامل معَ العراق كمصدرِ قلقٍ على الأَمنِ، داخليّاً وإِقليميّاً ودَوليّاً، والحالتانِ هُما؛

*تمديد مجلس الأَمن الدَّولي لعملِ بعثةِ يونامي في العراق.

*تمديد الإِدارات الأَميركيَّة المُتعاقِبة لحالةِ الطَّوارئ في العراق.

وما ميَّزَ قرار الرَّئيس بايدن هذهِ المرَّة هوَ قَساوة العِبارات التي وصفَ بها العراق كأَسبابٍ موجِبةٍ لتمديدِ حالةِ الطَّوارئ.

٢/ وبالحالتَينِ تكون الوِلايات المُتَّحدة قد أَحكمت تواجُدها في العراق، دوليّاً وأَميركيّاً، وهو الأَمرُ الذي أَشارت إِليهِ السَّفيرة رومانوسكي في حوارِها الأَخير مع إِحدىالفضائيَّات.

ويُضافُ إِلى ذلكَ إِتفاقيَّة الإِطار الإِستراتيجي المُوقَّعة بين بغداد وواشُنطن والتي شرَّعها البرلمان بقانونٍ، والتي تُتيح للولاياتِ المُتَّحدة حضُوراً واسعاً وإِن كانَ مازالَيُراوِحُ مكانهُ لأَسبابٍ عدَّةٍ على الرَّغمِ من مرورِ قرابة [١٥] عامٍ على تشريع الإِتِّفاقيَّة المذكُورة.

٣/ لا أَظنُّ أَن ساسة [الإِطار] على وجهِ التَّحديدِ مُحرَجُونَ من تمديدِ البيت الأَبيض لحالةِ الطَّوارئ، كما لا أَظنُّهم مُحرجُونَ من التَّصريحات الأَخيرة للسَّفيرة، فضلاً عنأَنَّهم غَير مُحرجينَ بتاتاً من حركتِها الدَّؤُوبة بينَ القادة والزُّعماء وشيوخ العشائر ومُنظَّمات المُجتمع المدني وساسة المُعارضة وفي المطاعمِ ومَحالِّ الحلويَّاتِ وفي الأَسواقِوغير ذلك، لأَنَّهم يعرفُونَ جيِّداً على ماذا أَمضَوا عندما [تآمرُوا] مع واشنطن لتشكيلِ حكومتهِم بعد إِزاحةِ الصَّدر [الفائِز الأَكبر في الإِنتخاباتِ النيابيَّةِ الأَخيرةِ] عنالسُّلطة.

إِنَّهم يعرفُون جيِّداً ما الذي تفعلهُ واشنطن الآن ولماذا أَخذت سفيرة البيت الأَبيض كُلَّ هذهِ المساحة الواسِعة من الحضورِ والحركةِ لدرجةٍ أَنَّها تجتمِع بوزيرةِ الماليَّة فيحكومة السُّوداني لمُناقشةِ الميزانيَّة! وتجتمع بالنَّائب الأَوَّل لمجلس النوَّاب لتُناقِشَ معهُ جدوَل أَعمال جلساتهِ!.

٤/ خطَران مازالا يُهدِّدان إِستقرار العراق ونهُوضهِ المُستدام وهما؛ الإِرهاب والميليشيات، والذي يجمعهُما قاسِمٌ مُشتركٌ واحِدٌ هو [الإِتِّجار بالمُقدَّس وبالدَّم].

*بالنِّسبةِ للخطرِ الأَوَّل، فعلى الرَّغمِ من أَنَّ العراقيِّينَ طردُوا الإِرهاب من كُلِّ الأَرض التي كان يُمسِكُ بها، إِلَّا أَنَّ خطرهُ مازال واضِحاً من خلالِ تنشيطِ خلاياهُ النَّائمةفي عدَّةِ مناطق وبشَكلٍ يوميٍّ تقريباً، فالذي يُتابع البيانات الرسميَّة التي تصدُر عن الأَجهزة المعنيَّة في الدَّولة فسيكتَشف بأَنَّ القوَّات الأَمنيَّة تقتُل أَو تعتقِل يوميّاً بين [٥إلى ١٠] من الإِرهابيِّين ما يعني أَنَّها تعتقِل أَو تقتُل بين [٢٠٠٠ إِلى ٤٠٠٠] إِرهابي سنويّاً، وهوَ رقمٌ مُرعِبٌ ومهُولٌ يُوضِّح مدى خطُورة التَّهديد الذي يُشكِّلهُ الإِرهابيُّونَعلى العراق كما يُبيِّن بأَنَّ الدَّولة فشلت لحدِّ الآن في القضاءِ بشَكلٍ [آمِن] على خطرِ الإِرهاب بوسائِلَ وأَدوات شتَّى.

*أَمَّا بالنِّسبةِ للخطرِ الثَّاني فعلى الرَّغمِ من إِظهار السُّوداني عزمَهُ على حصرِ السِّلاح بيدِ الدَّولة إِلَّا أَنَّهُ للآن لم يفعل شيئاً، ولذلكَ فإِنَّ كُلَّ مشاريع الحكُومة علىمُستوى التَّنمية والإِستثمار في كفِّ عفريتٍ يتهدَّدها سلاح الميليشيات في أَيَّةِ لحظةٍ وفي أَيَّةِ مرحلةٍ من المَراحل.

ورُبَّما لا نُبالغ إِذا قُلنا بأَنَّ الخطر الثَّاني أَشدُّ على العراق لأَنَّهُ محمي بتيَّاراتٍ سياسيَّةٍ وحزبيَّةٍ تشترك في العمليَّة السياسيَّة [البرلمان والحكُومة وغيرِهِما] وهناك خلافٌكبيرٌ وعميقٌ بينَ الفُرقاء في طبيعةِ مُواجهتهِ وأَساساً هل يجب تفكيكهِ أَم لا؟! باعتبار أَنَّ الدَّولةَ العميقةَ مُتخادمةٌ معهُ! أَمَّا الخطر الأَوَّل فبائِنٌ وواضِحٌ للعيانِ لا يختلفُ علىوجُوبِ مُحاربتهِ والتصدِّي لهُ إِثنان.

٥/ كَون الوِلايات المُتَّحدة مسؤُولة عن حمايةِ [الديمقراطيَّة والنِّظام السِّياسي] في العراق كما وردَ في إِتفاقيَّة الإِطار الإِستراتيجي لذلكَ فإِنَّ تمديد حالة الطَّوارئ يُمكِّنهامن مُعاقبةِ مَن تراهُ يُهدِّد النِّظام السِّياسي سواءً من الأَفراد أَو الكِيانات.

٦/ ولقد باتَ واضحاً أَنَّ قُوى السُّلطة من أَحزابٍ وتحالُفاتٍ وزعاماتٍ، بما فيها المُتستِّرُونَ بشعاراتِ المُقاومةِ والمُمانعةِ، مُستسلِمةٌ وخاضِعةٌ للدَّورِ الأَميركي، ولذلكَ لاذَالجميع بصمتِ أَهلِ القبُورِ وهُم يطالِعُونَ قرار البَيت الأَبيض بهذا الشَّأن وكذلكَ وهُم يُتابعُونَ تصريحات السَّفيرة الأَميركيَّة بشأنِ بقائِهِم في العراق وكَون العراقيِّينَ [لايرغبُونَ في أَن تتحكَّم الميليشيات والسِّلاح خارج سُلطةِ الدَّولةِ بنظامهِم السِّياسي]!.

٢٠٢٣/٥/١٨

لِلتَّواصُل؛

www.tiktok.com/@nhiraq

‏Telegram CH; https://t.me/+5zUAr3vayv44M2Vh

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar5

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

*للإِطِّلاع على نصِّ التَّقرير يُرجى زيارةِ الرَّابط التَّالي؛

صراع المحاور.. كيف أحكمت واشنطن قبضتها على بغداد؟ – صحيفة

العالم الجديد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here